-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اتساع رقعة التَّفكُّك في الجيش الصهيوني…

اتساع رقعة التَّفكُّك في الجيش الصهيوني…

بعد مُنتسبي سلاح الجو البالغ عددهم الألف، التحق بهم أول أمس منتسبو سلاح البحرية، ثم تلاهم  أمس المئات من وحدة الاستخبارات المعروفة بالوحدة 8200 (أكبر وحدة استخبارات عسكرية)، ثم تلاهم عدد كبير من جنود وحدات المظليين وهيئة الأركان العامة والقوات الخاصة، أي لم يبق سلاح واحد صهيوني لم تصله هذه الموجة من التفكك، والمبررات تكاد تكون واحدة لدى الجميع: لم تعد الحرب تُجدي، ويجب إيقافها لاستعادة الأسرى، ولا بديل عن التفاوض مع حماس وإلا فإن الهَلاك هو مصير الأسرى وعدم تحقيق أكبر هدف مُعلَن لهذه الحرب، مما يدل على الإفلاس التام للحكومة الصهيونية الحالية المُصِرَّة على التدمير والتخريب والإبادة والتجويع من دون جدوى.

وما يؤكد أن هذا التفكك في الجيش الصهيوني إنما هو حقيقة واقعة وليس أمرا طارئا ما جاء في رسالة جنود سلاح الجو: “إنَّ المضي في القتال لا يخدم أياً من أهدافه المُعلَنة، وسيحصد المزيد من الأرواح shehabnews))، وأضافوا: أن استمرار الحرب “سيؤدي إلى مقتل أسرى، وجنود، ومدنيين أبرياء، كما سيُساهم في إنهاك قوات الاحتياط ( arabic.rt) “. أما جنود البحرية، فإن عددا كبيرا منهم يفوق الألف، وقَّعو أيضا رسالة مُوَجَّهة إلى جميع القيادات الصهيونية، أي (نتن ياهو، وإسرائيل كاتس وزير الحرب، وأعضاء الكنيست، وقيادة الجيش بوقف القتال في غزة) حتى بعد  قيام هؤلاء القياديين بفصل بعض زملائهم في سلاح الجو. ومن بين ما تضمنته رسالتهم “أنه ليست هناك مساواة في تقاسم الأعباء وأن القرارات الأمنية تُتَّخذ بناء على اعتبارات غير مشروعة” (shehabnews)  . وأخيرا أوردت (الجزيرة نت) أول أمس أن هناك اتساعا لرقعة رافضي الحرب امتد إلى وحدات مختلفة من “لواء المظليين وهيئة الأركان العامة والكوماندوس البحري وشلداغ وموران…”. ومعروف أن “شلداغ” تُعرَف أيضا  بالوحدة 5101  وهي وحدة نخبوية وسرية في سلاح الجو والاستخبارات، بمثابة القوات الخاصة في سلاح الجو. أما وحدة “موران” فهي وحدة تشغيل الصواريخ البعيدة المدى السرية، وهي وحدة خاصة تابعة لسلاح المدفعية، ومن مهامها تَتَبُّع وتصفية القيادات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية (المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية -مدار-).

وما يؤكد استفحال هذا الأمر، وكونه ليس ظاهرة عابرة، ردة فعل (نتن ياهو) الذي وصل إلى حد اتهام قواته بأنهم “مُمَولون بأموال أجنبية”، محاولا تصويرهم بـ”الأقلية الضئيلة”. قائلا في بيان منسوب له: “لقد كتَبَتْها (أي العرائض والرسائل) مجموعة صغيرة من (العناصر الفاسدة)، تُديرهم مُنظمات تتلقى تمويلا أجنبيا، لها هدف واحد – الوصول إلى السلطة في الحكومة اليمينية”، من دون تقديم أي دليل على مزاعمه بوجود تمويل أجنبي…

فضلا عن هذا، انضم اكاديميون إلى عائلات الأسرى والمعارضة لِيُعزِّزوا هذا الاتجاه، حيث قام أكثر من 200 عضو في هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي وأصدروا بيانا أمس أدانوا فيه الحكومة. ومما جاء فيه أن القتال: “يخدم مصالح سياسية وشخصية وليس أمنية”، وأن الاتفاق “(الصفقة) كما ثبت في الماضي هو وحده الذي يستطيع إعادة الرهائن إلى الديار بسلام، بينما سيُعرِّض الضغط العسكري حياتهم وحياة الجنود إلى خطر ” (arabic. euronews).

وإذا علمنا أن المقاومة مازالت تُطلق الصواريخ، ومازالت تتصدى للقوات البرية التي تَحسب ألف حساب للتوغل في عمق القطاع رغم  الإبادة والتدمير والقتل الأعمى والحصار والتجويع وقطع الكهرباء والدواء والغذاء… نُدرك أن معركة طوفان الأقصى مازالت صامدة وإن تضحيات الشهداء الأبرار، كما في كل الثورات لن تذهب سُدى بإذن الله، وإن غدا لناظره قريب أيها الشعب الفلسطيني الأبي الصابر والمجاهد والمُكابد والحامل جميع صفات الشجاعة والدفاع عن الأرض والعرض والكرامة بآخر ما تملك من وسائل… إليك واجب التحية والاعتذار…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!