اتّحادية المصارعة تحتاح إلى مسؤول من طينة “النّمر المُقنّع”
تحتاح الاتّحادية الجزائرية للمصارعة المشتركة إلى مسؤول من طينة الشخصية الخرافية “النّمر المُقنّع”، يصيح بِصوت يُشبه الزّئير “سأُخلّص الحلبة من كلّ الشرور”، ثم يتّكل على الله ويتقدّم لِمُعالجة الورم.
سقط ثمانية مصارعين جزائريين “صرعى”، في الدور الأوّل لِهذه الرياضة خلال أولمبياد العاصمة الفرنسية باريس 2024.
ويُشير الدور الأول هنا وللتوضيح إلى محطّة ثمن النهائي، حيث شارك في المصارعة الحرّة الثلاثي: ابتسام دودو (أقلّ من 50 كلغ)، وشيماء عويسي (أقلّ من 57 كلغ)، وفاتح بن فرج الله (أقلّ من 86 كلغ). وحضر خمسة زملاء لهم وقائع المصارعة الإغريقية- الرومانية، وهم: عبد الكريم فرقاط (أقلّ من 60 كلغ)، وإسماعيل غايو (أقلّ من 67 كلغ)، وعبد الكريم أوكالي (أقلّ من 77 كلغ)، وبشير سيد عزارة (أقلّ من 87 كلغ)، وفادي روابح (أقلّ من 79 كلغ). مع تسجيل استفادة غايو من فرصة الاستدراك لكن بلا طائل، وعدم إكمال زميلته عويسي للمنازلة.
وقبل انطلاق الأولمبياد الباريسي، استفاد المصارعون الثمانية المذكورون أعلاه من تربصات داخل الوطن (تيكجدة/ البويرة)، وخارجه بِالمجر وبولونيا وأذربيجان وإسبانيا.
الحقّ يُقال إن النتائج السلبية كانت “منتظرة” إلى حدّ ما، لماذا؟ المنتخب الوطني للمصارعة يُشارك في الأولمبياد منذ نسخة العاصمة السّوفياتية موسكو عام 1980، ولم يغب سوى عن دورتَي لوس أنجلس- أمريكا 1984 وسيئول- كوريا الجنوبية 1988. وفي عشر نسخ مثّل الجزائر 35 مصارعا، لم يستطع أحسنهم تجاوز عقبة الدور ربع النّهائي. حيث كان أفضلهم: طارق بن عيسى (أقلّ من 66 كلغ) الذي بلغ ربع نهائي أولمبياد ريو (البرازيل) 2016، وبشير سيد عزارة (أقلّ من 87 كلغ)، الذي تأهّل للدور ذاته في طبعة العاصمة اليابانية طوكيو في صيف 2021.
لا نعتقد أنه يوجد رئيس اتّحادية للمصارعة، قام رفقة أعضاء مكتبه التنفيذي بِدراسة سرّ هذا “المرض” الذي ينخر جسد الرياضة، وهل يُشارك المنتخب الوطني في الأولمبياد أو يُقلّص عدد المشاركين أو حتى ينسحب، وإلّا كيف يُفسّر أن الأيّام تمرّ وتتشابه. عِلما أن العدد ارتفع في النسختين الماضية والحالية، حيث أوفدت اتّحادية المصارعة 8 رياضيين إلى الأولمبياد في كلّ طبعة (طوكيو وباريس)، وحدّث عن “الوفد المُرافق له” وإيّاك أن تشعر بِالحرج.