-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

احذروا احتجاج الأطفال!

جمال لعلامي
  • 2962
  • 2
احذروا احتجاج الأطفال!

عندما يقول ممثل نقابة “السناباب” أن إطارات بوزارة التربية، يدعمون الإضراب في القطاع ويدفعون إلى التصعيد والشلل والتعفين، فهنا يجب بالضرورة فتح تحقيق عاجل وعادل، وعلى الوزيرة نورية بن غبريط أن ترفع دعوى قضائية استعجالية، مثل ما فعلتها مع “الكناباست”، وذلك لكشف هؤلاء الذين يُقاسمونها نفس المهمة وربما تلتقي بهم في ديوانها، فيعارضون الإضراب ويعادونه جهرا، ويساندونه ويحرّضون عليه سرّا!

إذا صدق صاحب التهمة، وهو الذي يقف ضد الإضرابات الحالية في المدارس، ويقف مع سياسة الوزيرة و”المكاسب”ّ التي منحتها لمستخدميه، فإن الإضراب بالمؤسسات التربوية، وصل محطة خطيرة، تستدعي وثبة جماعية صادقة، تقف ضد الوزارة والنقابات معا، لا تجاملهما ولا تسمعهما كلاما معسولا، طالما أنهما تحوّلا إلى خطر على النظام العام، وليس على المدارس فقط!

إذا بلغ الحال بإطارات أو مسؤولين في الوزارة، والعهدة على الراوي، رعاية الإضراب الذي “طرد” التلاميذ إلى الشارع، ولوح بالسنة البيضاء، رغم تكذيب الوزيرة، وبدأ يؤلب المتمدرسين على الاحتجاج والمطالبة بالعتبة، إذا وصل الحال هكذا، فلا بدّ أن يخرج الحلّ من يد الوصاية، وينتقل إلى مستوى أعلى، ممثلا في الوزارة الأولى، قبل فوات الأوان!

لقد تدخلت الحكومة، في عهد الوزير الأول الأسبق، عبد المالك سلال، عندما “خشنت” الوزيرة رأسها، بخصوص تقليص العطلة، حيث تمّ رفعها فجأة من 15 إلى 18 يوما، غداة خروج التلاميذ إلى الشارع، وكان الحلّ مفيدا بامتصاص الغضب، ولو ظرفيا، وحتى إن كان له تداعيات أخرى، متصلة بالاستسهال والاستسلام والتراجع والركوع للأطفال!

كذلك، الحكومة تدخلت في عهد الوزير الأول السابق، عبد المجيد تبون، وقررت بأمر من الرئيس، تنظيم دورة ثانية للبكالوريا، بعد التسريب الممنهج والذكي للمواضيع عبر الفايسبوك، وكانت النتيجة كذلك مفيدة، وامتصت غضب آلاف المترشحين، وإن أغضبت البعض الآخر من هم، خاصة المتفوّقين والذين يثقون في قدراتهم التعليمية والتأهيلية!

نعم، الأمر ليس بالهيّن، ولا يتعلق بتسيير ملف بسيط، إنه يتعلق بقنبلة شديدة المفعول، قابلة للانفجار في أيّة لحظة، فإن صحّ التعبير، فإن “الخصم” هم تلاميذ، والتلاميذ هم أطفال، أو على الأقلّ قصّر، وبالتالي، من المستحيل “مواجهة” هذا النوع من الغاضبين والمحتجين، والأخطر من هذا، فإن المشكلة يا جماعة الخير لها علاقة مباشرة بالمدرسة، وليس بحزب سياسي أو نقابة في مصنع لتعبئة العطور أو الطماطم!

على المتخاصمين حلّ مشكلتهم اليوم قبل غدا، حتى لا تكبر الكرة الثلجية، ويصبح الرجال رهينة الأطفال وتحت أمرهم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • chamok

    المعلم الذي لا يحترم القانون كيف يحترموه الناس
    مثله مثل الحكام أرم بهما إلى المزبلة

  • نصيرة/بومرداس

    يبدو ان رائحة التعفن تصدر من كل مكان