-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اخطونا!

جمال لعلامي
  • 2149
  • 0
اخطونا!

الهبّة الشعبية بعد جريمة عين الدفلى، ليست عادية، لكنها عادية، بالنسبة إلى الجزائريين الذين عاشوا “سنوات الجمر” خلال التسعينيات، في مواجهة مستديمة لفلول الإرهاب، التي لم تفرّق بين رضيع وشيخ ورجل وامرأة، وحتى الحجر والبقر عانى كثيرا من ويلات الإرهابيين.

الفايسبوك وشبكة التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، التي كانت التنظيمات المسلحة تستغلها لترويج اعتداءاتها وتبريرها وتسويق الأخبار والصور المفبركة والمضللة، انقلب سحرها على الساحر، وأصبحتعدوّاآخر ضد هذا الإرهاب الأعمى.

لقد نقلت جريمة عين الدفلىالرّعبإلى بقايا الإرهاب، وبعثت برسالة مفتوحة إليهم، مفادها أن الجميع ضد الإرهاب وضرب أمن واستقرار البلد . وقد نقل الفايسبوك رسائل قوية تؤكد بالجملة والتجزئة تمسّك الجزائريين بالسم والأمان، ولعلّ من بين أقوى الرسائل تلك الواردة على لسان مواطنين بعين الدفلى عندما قالوا بلا تردّد: أيها الإرهابيون.. اخطونا!

صفحة سنواتالمأساة الوطنيةلم تـُطو إلاّ بآلاف الضحايا والأرامل واليتامى والثكالى والمعطوبين والمرعوبين، والملايير من الخسائر الاقتصادية والاجتماعية.. ولذلك كانت الضربة موجعة وأليمة ومحزنة ودرامية، ولذلك أيضا اختار الجزائريون قول كلمة نعم لقانون الرحمة ثم لقانون الوئام وبعدها لميثاق السلم والمصالحة.

كلّ الألسن تردّد: الله لا يرجعها سنين.. فالذي عاش الفترة يعرف جيّدا معنى الجلوس فوق جمرة.. لقد عاش الجزائريون فترات عصيبة من تاريخهم، كانوا في وضعية، لا هم جالسون ولا هم قاعدون.. لا هم نائمون ولا هم يقظون.. لا هم أحياء ولا هم أموات والعياذ بالله!

تأثرت كثيرا وأنا أستمع إلى أحدالفحولةوهو يقول بأسف وحزن وعينين تنهمران بالدموع، لقد كان ينبش في الجراح ويتألم: كنت بداية التسعينيات شابا يافعا، نشيطا، وحينها بدأت مساري ومسيرتي في الحياة، لكن فجأة اندلعت أعمال الإرهاب والترويع، ولم أستفق وأتنفس الصعداء، وأحمد الله على النجاة، حتى علمت أنّ عمري فاق الخمسين أو قارب الستين!

..فعلا، هي شهادة مؤثرة، تختصر وتختزل المأساة التي واجهناها لعشرية من الزمن أو أكثر، حيث توقفت الحياة أو كادت، ولم نستفق إلاّ على رائحة الدمّ والهمّ والغمّ.. وهذه المشاهد هي التي توحّد اليوم الجزائريين، جميعهم، وتـُشعرهم بالألم والهلع، كلما علموا باعتداء إرهابي، أو مخطط إجرامي لتقويض مسعى السلم وابتزازنا في أمننا وطمأنينتنا ووحدتنا وسيادتنا.. فاللهمّ احم هذا البلد واجعله آمنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • سعيد مقدم

    الخطر القادم من الشرق...........................؟؟!!

    تحياتي أستاذ جمال