-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المكيفات الهوائية تضاعف هذه الأمراض

ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة تصيب جزائريين بأزمات تنفسية

وهيبة. س
  • 622
  • 0
ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة تصيب جزائريين بأزمات تنفسية
أرشيف

في ظل ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة صيفا في بعض المدن الساحلية، تأزمت الحالة الصحية عند الكثير من الجزائريين، الذين يعانون أمراضا مزمنة، وحتى الأصحاء تعرضوا لأمراض تنفسية وقلبية، جراء الصدمات الحرارية، وارتفاع الرطوبة وتلوث الجو.
وشهدت المصالح الطبية بالمستشفيات العمومية والعيادات الخاصة، جراء موجة الحر التي تعيشها الجزائر خلال صائفة 2023، استقبال حالات استعجالية، للأمراض التنفسية والقلبية، حيث تأتي الأزمات التنفسية في المقدمة، لاسيما في المدن الكبرى مثل الجزائر العاصمة، أين اختلطت الرطوبة بالتلوث الجوي، والصدمات الحرارية.
وتعرض الكثير من المواطنين، بحسب تأكيد بعض المختصين، إلى أزمات تنفسية، واختناق، وأمراض صدرية، وهذا لتعرضهم إلى صدمة هواء بارد من المكيفات الهوائية في المحلات والمراكز التجارية، والمؤسسات العمومية، وأماكن العمل، أو العكس، صدمة حرارة مرتفعة بعد ركوبهم سياراتهم، ولم يسلم الكثير من المواطنين الذين يتجولون في الشوارع تحت درجات حرارة مرتفعة من هذه الصدمات الحرارية لدى ولوجهم أماكن فيها مكيفات.

ارتفاع عدد المصابين بالربو والأمراض التنفسية
وفي هذا السياق، أكد البروفسور عبد الحميد عباد، رئيس الجمعية الوطنية للمختصين في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، والمختص في الأمراض التنفسية، لـ”الشروق”، أن المستشفيات والعيادات الخاصة سجلت أرقاما قياسية في الاستقبال اليومي لأشخاص تعرضوا إلى أزمات تنفسية والتهابات في الأذن والأنف والحنجرة، وفيما أدخل المصابون من قبل بهذه الأمراض إلى مصالح الاستعجالات، فإنه بحسبه، الكثير من الشباب وسائقي المركبات، والأطفال أصيب بأمراض تنفسية نتيجة للصدمات الحرارة.
وقال إن أكثر هذه الصدمات تسببت فيها المكيفات الهوائية في المحلات والمراكز التجارية وأماكن العمل أو المصالح العمومية، حيث نصح بضبط المكيف على حرارة لا تتعدى 25 درجة، كما أشار إلى أن الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة في المدن الساحلية، أدى إلى تذبذب في التعرض لدرجات مختلفة فالذي يركب سيارته التي كانت تحت أشعة الشمس يصطدم بوضع أشبه بالفرن، ثم يدخل بعدها مكانا مكيفا، فيتعرض إلى درجة حرارة أقل بكثير من الأولى التي تعرض لها.

الطفح الجلدي حساسية تنتشر في ظل ارتفاع الرطوبة
وأفاد البروفسور عبد الحميد عباد، أن المدن الكبرى والساحلية، تشهد حالة رطوبة مرتفعة مقترنة بتلوث الجو، والغبار، مما أدى إلى انتشار واسع في أمراض الحساسية، حتى التي لم تكن موجودة في فترة الصيف، مثل حساسية “لزاكاريا”، أو ما يسمى بحساسية عث الغبار.
وقال ذات المتحدث، إن عيادته تستقبل مرضى يعانون حساسية جلدية، أدت إلى وجود طفح وتعفن موضعي، وهذا جراء الرطوبة والعرق وحالة التلوث الموجودة في الجو.

درجات حرارة قد تسبب في أمراض عقلية
وحول الموضوع، قال الدكتور فتحي بن اشنهو، المختص في الصحة العمومية، إن المدن الكبرى تعيش حالة مثل “طنجرة الضغط” أو ما يسمى بـ “Smog”، وهو التلوث الناجم عن المركبات والمصانع، المتزامن مع الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة، الذي يشكل سحبا رمادية في هذه المدن.
وأوضح بن اشنهو، أن الوضع يتجه نحو التأزم، حيث إن الحياة الطبيعية للإنسان، هي المحافظة على درجة جسمه المقدرة بـ 37 درجة مئوية، وفي حالة التعرض الدائم لدرجات تتعدى الـ35 درجة، تتأثر خلايا مخ الإنسان، ويصبح غير قادر حتى على فتح عينيه، كما يمكن أن يصاب بأمراض عقلية تؤدي إلى الجنون الفعلي.
وأكد المختص في الصحة العمومية، بن أشنهو، أن خطر ارتفاع درجة الحرارة مع الرطوبة، يهدد أيضا الأطفال الرضع، مرضى الجهاز التنفسي، والقلب، وأن شرب الماء ليس الحل بحسبه، حيث يجب على هؤلاء أن يتفادوا التعرض لأشعة الشمس.

الحل في التصالح مع البيئة وتكثيف حملات التشجير
ودعا بن اشنهو إلى التفكير في فتح مراكز “الأوكسجين”، مثلما هو موجود في بعض الدول، حيث يمكن من خلالها أن يلجأ أي شخص يتعرض لأزمة تنفسية إلى التزويد بالأوكسجين، على أن تكون هذه المراكز على مسافات محددة.
ويرى الدكتور فتحي بن اشنهو، المختص في الصحة العمومية، بأن التقلبات المناخية ستؤدي إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة، وفي فترات طويلة، وغير موسمية أحيانا، ما يجعل من التربية الصحية قضية أمنية في الجزائر، كغيرها من دول العالم، وقال إن أسرع الخطوات وأسهلها هو التشجير دون توقف، خاصة في الأحياء السكنية، حيث توفر الأشجار محيطا بيئيا صحيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!