-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استباق أويحيى للركبان في سباق رئاسي مغلق

حبيب راشدين
  • 1603
  • 4
استباق أويحيى للركبان في سباق رئاسي مغلق
ح.م
أحمد أويحيى

عندما يلتحق الأمين العام للتجمع السيد أويحيى بجوقة الجبهة الداعية لعهدة خامسة، يُفترض من البقية التسليم بحقيقة ما كان يصدر عن خصوم العهدة من تنبيه إلى نية النظام الذهاب إلى عهدة خامسة، قد تُفهم كمؤشر لفشل النظام في صياغة توافق حول خليفة مقبول، وأن السيد أويحيى حين دعا يوم الخميس أعضاء المجلس الوطني للتجمع إلى حسم الموقف بدعوة “المجاهد بوتفليقة إلى مواصلة المهمة” إنما يكون قد نقل لقيادة التجمع قرارا فوقيا لا يقبل النقاش، أو هو منه محض مناورة لتعويق خيار قد يأتي بخليفة قد لا يتسع صدرُه للتعايش معه.
تصريح السيد أويحيى من شأنه أن يحرِّك بلا شك المياه الراكدة لاستحقاق 2019، وقد يزيد من تثبيط عزيمة من كان يزور في النفس من داخل النظام ومن خارجه الرغبة في الفوز بالتزكية متى تأكد عزوف الرئيس عن طلب عهدة خامسة، ليس لها في الواقع معارضة تُذكر.
مبدئيا ينبغي التسليم لرعاة العهدة الخامسة بأن البلد ليس في وضعية تسمح له بالدخول في مجازفة تفتح الرئاسيات القادمة لمنافسة محررة من جميع الضوابط، خاصة مع معارضة ضعيفة مفككة الأوصال عاجزة حتى الآن عن تقديم بديل آمن يأخذ بعين الاعتبار المطلب الأول للنظام الذي قد يعبِّر عنه عنوان “ضمان الاستقرار” كما توحي به عبارة السيد أويحيى “مواصلة المهمة”.
الحرص على عهدة خامسة ليس له في الظاهر من دوافع موضوعية تُذكر سوى ما يُستشرف من فرص فيها لتثبيت الأمن والاستقرار، ومنح البلد فسحة إضافية لتحقيق عبور آمن لاستحقاق 2019 يفوِّت الفرصة على من يتربص بأمن البلد عبر تحويل الاستحقاق إلى بؤرة صراع مفتوح داخل النظام، أو إلى فرصة للمشاغبة بالشارع، كانت ستجد في الضائقة المالية فرصة لتنصيب “ميدان” على الطريقة الأوكرانية والمتشابه منه في الربيع العربي.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن منطق الأشياء يفضي إلى أن النظام الذي يملك قدرة التوافق على عهدة خامسة له بالضرورة أكثر من فرصة للتوافق على خليفة يضمن ما تضمنه العهدة الخامسة وبكلفة أقل من كلفتها، خاصة وأن أهم الخيارات السياسية والاجتماعية والأمنية قد حُسمت منذ استعادة النظام لوحدة مركز صناعة القرار، وتحسُّن الوضع المالي الذي يسمح بمواصلة سياسة اجتماعية مانعة للمشاغبة بالشارع.
الالتحاق المتأخر للأمين العام للتجمع بجوقة الداعين إلى عهدة خامسة قد يخفي في الواقع حسابات أخرى، وقد يكون ذلك منه محض “استباق للركبان” وخطة بديلة لتفويت الفرصة على غريم أو أكثر من غريم كان مرشحا للتنافس على الخلافة، وقد سمحت السنة الأولى للسيد أويحيى على رأس الحكومة باستشراف تضاؤل فرصه في الفوز بالتزكية، سواء من جهة الترحيب الشعبي الذي له أكثر من مانع، أو من جهة تراجع منسوب دعم الرئاسة لأكثر من قرار اتخذته الحكومة قبل أن تجبرها مراجعات الرئيس على اسقاطها.
وتبقى فرص السيد أويحيى لمواصلة الحضور في المشهد السلطوي أوفر مع عهدة خامسة للرئيس منها مع وصول خليفة قد لا يتسع صدره ـ كما كان الحال مع الرئيس بوتفليقة ـ للتعايش مع شخصية سياسية لها حضورٌ في المشهد السلطوي منذ ربع قرن، ويمتلك عبر التجمّع الوطني منصة سياسية لا يُستهان بها كانت ولا تزال الحاضنة المفضلة للتزاوج بين القوى الليبرالية والصفوة من إطارات الدولة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • سمير

    إلى التعليق رقم ٣. لا، رعاة البقر أحسن منهم، فهم على الأقل يحسنون رعي البقر و ركوبها ( رياضة Rodeo ).

  • cirta 2018

    رعاة بقر لا يصلحون لشيئ

  • sasi jari

    احمد اويحي هو الرئيس الاقضل للجزائر لجمهوريتنا الديموقراطية الشعبية والاكفا والاحسن

  • omd

    هذا الشخص لا يملك أي أفق سياسي و هو انتهازي بامتياز. 2019 هي الركود و الجمود الى غاية 2024.