-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استثمار… واستغلال

الشروق أونلاين
  • 1206
  • 0
استثمار… واستغلال

نسيم‮ ‬لكحل: nassim219@ech-chorouk.com

المؤتمر العاشر لرجال الأعمال العرب، الذي تحتضنه الجزائر، يعطي فرصة تاريخية للحكومة لإعادة قطار الاستثمار في الجزائر إلى مساره الصحيح، إلى سكة الاستثمار وليس الاستغلال، فرصة تاريخية لإقناع رؤوس الأموال العربية بأن السوق الجزائرية هي سوق أكثر من واعدة وفرصة قد لا تعوض لإنهاء مرحلة سنوات الاستغلال لثروات البلاد المهددة بالانقراض والتحوّل إلى الاستثمار الذي يخلق التنمية ويخرج الجزائر من التبعية البترولية التي جعلت البلاد بأكملها رهينة لتقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية دون الحديث عن الخطر الذي يتهددها عندما‮ ‬ينفد‮ ‬مخزون‮ ‬البقرة‮ ‬الحلوب‮ ‬في‮ ‬حاسي‮ ‬مسعود‮.‬عندما تكون هناك جهات داخل الوطن وخارجه تعمل المستحيل من أجل إفشال أو إلغاء عقد هذا المؤتمر الاستراتيجي، نكتشف من هم أصحاب نوايا الاستثمار ومن هم أصحاب نوايا الاستغلال، ويعرف الجزائريون كذلك أين مصلحتهم هل في التحالف مع الشرق أم مع الغرب، والأرقام خير من يتحدث وأحسن من يمكنه تقديم إجابة بليغة عن هذا السؤال، وعندما نعلم أن حجم الاستثمارات العربية في الجزائر يقدر بحوالي 6 ملايير دولار وحجم الاستثمارات الغربية لا يتجاوز خارج قطاع المحروقات مليار دولار، يمكن أن نميز بسهولة بين نوايا الاستثمار ونوايا الاستغلال.

أن يجتمع في الجزائر أكثر من 300 رجل أعمال عربي ومن العيار الثقيل، فهذا ليس بالأمر الهين ويعني مما يعنيه أن رأس المال العربي لم يعد يتمنع عن الجزائر، وأن المستثمرين العرب لم تعد تنطلي عليهم كذبة أن الوضع الأمني لا يخلق المناخ الملائم للاستثمار، مثلما روجت لذلك الكثير من الأوساط الحاقدة على الجزائر، بدليل أن كثيرا من هؤلاء المستثمرين أغلب استثماراتهم في بلدان عربية معروفة تقع في بؤر متوترة أمنيا، على غرار لبنان، والأردن التي تقع بجوار الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم يمنعها ذلك لتكون من أكبر الدول استقطابا للإستثمارات العربية والمستثمرين العرب الذين اكتشفوا أن الجزائر هي سوق استراتيجية وواعدة، خاصة في قطاعات البنوك والخدمات والسياحة والأشغال العمومية والفلاحة وكل القطاعات التي يهرب منها نظراؤهم الأوروبيون الذين لا يبحثون إلا عن سبل الاستغلال في الجزائر، إلا ما رحم‮ ‬ربك‮ ‬منهم،‮ ‬وعندما‮ ‬يحضر‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬300‮ ‬منهم،‮ ‬فهذا‮ ‬أكبر‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬الثقة‮ ‬الجديدة‮.‬

يجب أن لا تستحي الحكومة الجزائرية في اختيار ما يصلح للبلاد والعباد وإن كانت ضرورات المصلحة تقتضي أن نتوجه شرقا، فلا يجب أن نضيع مزيدا من الوقت في التوجه غربا، حيث لا تُرى الجزائر إلا براميل نفط وأنابيب غاز(!).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!