-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

..اسكتوا!

الشروق أونلاين
  • 618
  • 0
..اسكتوا!

آن الأوان، لعديد الوجوه السياسية “المنبوذة” و”المكروهة”، أن تصمت، وهؤلاء منتشرون في أحزاب وتنظيمات ووزارات وجمعيات، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون، وكلما حللوا وناقشوا في بلاطوهات القنوات، يستفزون الرأي العام، ويدفعونه إلى اليأس والإحباط!
هذا “الرهط” من السياسيين والوزراء وقادة الأحزاب، يخونهم لسانهم في كلّ مرة، والمصيبة أنهم لا يُريدون أن يتعلّموا فنون الكلام، ويتدرّبوا على تقنيات الإقناع والتهدئة، بل إن تصريحاتهم في الكثير من الأحيان، بمثابة صبّ البنزين على النار مثلما يقرّ به عامة الناس!
لسان حال البسطاء يعلق على أولئك بعبارة مختزلة ومختصرة: “اسكتوا علينا الله يرحم والديكم”(..)، والحال أن المنعرج الاستثنائي الذي تعرفه البلاد، منذ انطلاق الحراك الشعبي في مسيرات ومظاهرات حاشدة ضدّ “العهدة الخامسة”، يستدعي فعلا ذلك النوع من “المندفعين” و”المستهترين” و”المغرورين”، إلى مسك ألسنتهم أو قطعها من لغاليغها!
حملة التصدّعات والاستقالات، التي تعرفها منظمات جماهيرية “نافذة”، وتنظيمات قطاعية حساسة ومهمة، يُؤكد بأن الحراك لم يبق شعبيا فقط، وإنما أصبح أيضا مهنيا وتنظيميا، والدليل على ذلك، مثلما يسجّله المواطنون، الهزات التي عرفها التلفزيون والإذاعة العموميان، وكذا منظمة المحامين، وطلبة الجامعات الذين صنعوا الحدث في الجامعات وخارجها بكلّ سلمية.
هناك مسؤولون سياسيون يتكلمون سياسة، ليُثبتوا للجمهور بأنهم لا يعرفون السياسة، ولا يفقهون منها فنّ “الممكن”، لكنهم يبدعون في “الكذب”، وهذا النوع من “السيّا-سيين” الأصلح لهم أن “يخرسوا” ولو مؤقتا، حتى لا يتنامى الغضب والقلق وسوء تسيير الأزمة، أو إدارتها بالارتباك والعبث!
من بين الحلول المتاحة، حاليا، إلى أن يثبت العكس، التزام هؤلاء وأولئك السكوت و”السكينة”، والابتعاد عما لا يُقال، حتى لا يُثيرون القيل والقال، وحتى يساعدوا على ابتكار الحلول والبدائل ومخارج النجدة، عن طريقة الحيلة، بدل الاحتيال!
لقد أثبت الحراك الشعبي، نقص نظر الكثير من السياسيين، في الموالاة والمعارضة، وبُعدهم عن الاستشراف الصحيح، والتحليل الواقعي، ولذلك يقول البعض منهم، كلاما لا يدخل العقل، ويستفزّ جموع المتظاهرين، ولا يُريدون أن يضعوا النقاط على الحروف، وهم يمسكون الورقة بالمقلوب!
المطلوب والمرغوب، في هذه الظروف الخاصة، تغليب العقل والتعقّل والحكمة والبداهة والحكمة، حتى لا تكون الحلول الممكنة اليوم، مستحيلة غدا، ويفوّت الجميع فرصة الخروج من المأزق وعنق الزجاجة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!