يعمل التحدث مع النفس كأداة قوية لتنظيم الأفكار والتخطيط للأفعال وتعديل المشاعر، كما أنه يعزز التركيز والثقة بالنفس ويقلل من القلق والتوتر.

وتشير دراسة أجريت عام 2022، إلى أن الأفراد الذين شاركوا في حديث ذاتي أكثر إيجابية، كانوا يميلون إلى امتلاك مستويات أعلى من التعاطف مع الذات. وعلى النقيض من ذلك، كان أولئك الذين شاركوا في حديث ذاتي سلبي أقل عرضة لإظهار اليقظة، بحسب موقع psychcentral.

ماهي أهمية التحدث مع النفس؟

تشرح بالوما ماري بيفا، المحاضرة البارزة في علم النفس بجامعة بانجور: “يمكن أن يكون التحدث بصوت عالٍ امتدادًا للحديث الداخلي الصامت، والذي يحدث عندما يتم تشغيل أمر حركي معين بشكل لا إرادي”.

في هذا الصدد، لاحظ عالم النفس السويسري جان بياجيه أن الأطفال الصغار يبدؤون في التحكم في أفعالهم بمجرد أن يبدأوا في تطوير اللغة،فعند الاقتراب من سطح ساخن، يقول الطفل الصغير عادة”ساخن، ساخن” بصوت عالٍ ويبتعد،ويمكن أن يستمر هذا النوع من السلوك حتى مرحلة البلوغ.

قد يكون للحديث مع النفس فوائد عديدة، لا يسبب أي مخاطر صحية كبيرة ما لم يعاني الشخص من أعراض أخرى لحالة الصحة العقلية، مثل الهلوسة.

فأثناء أداء مهمة بمجموعة من التعليمات، قد يحسن الحديث مع النفس السيطرة على المهمة والتركيز والأداء، قد يعزز أيضا مهارات حل المشكلات، وفقا لموقع bigthink.

ما هي فوائده؟

تعزيز فهم الذات

يعزز الانخراط في الحديث الذاتي الوعي الذاتي العميق، من خلال التعبير عن الأفكار والمشاعر بصوت عالٍ، يمكن للأفراد اكتساب رؤى أوضح حول دوافعهم ورغباتهم ومخاوفهم.

تحسين التركيز

يمكن أن يعزز الحديث مع النفس التركيز والمعالجة المعرفية، عندما يعبر الأفراد عن أفكارهم، فإنهم غالبا ما يشعرون باهتمام متزايد بالمهمة المطروحة.

يساعد هذا التعزيز اللفظي في تصفية المشتتات ويحافظ على تركيز العقل على المعلومات المهمة.

تعزيز الإبداع

التحدث مع الذات أداة قوية لتعزيز الإبداع، عندما ينطق الناس بأفكارهم، فإنهم يحفزون مناطق مختلفة من الدماغ، مما يشجع على الاتصالات والأفكار الفريدة.

تقليل التوتر

عند مواجهة المواقف الصعبة، يمكن أن يساعد التحدث إلى النفس في تهدئة الأعصاب وتقليل القلق.

تسمح هذه التقنية للأفراد بمعالجة المشاعر بشكل أكثر فعالية، مما يؤدي إلى عقل أكثر وضوحًا وانخفاض مستويات التوتر.

تقليل الشعور بالوحدة

يخشى العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أن يكون التحدث إلى أنفسهم علامة على أنهم يفقدون عقولهم.

لكن وفقا لمستشارة الصحة العقلية المرخصة أنيسا إم. شنيبرجر، فإن هذا ليس شيئا يدعو للقلق في الواقع، إنه أمر مريح ويساعد في ملء المساحات الهادئة والفارغة.

تحسين ضبط النفس

غالبا ما يكون ضبط النفس جزءً مهما من الحفاظ على الصحة الجيدة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على بعض الدوافع تحت السيطرة.

يمكن أن يساعدك التحدث إلى نفسك على إدارة هذه الدوافع بشكل أفضل، مما يقلل من خطر الوقوع في شركها.

تعزيز التنظيم العاطفي

يعتبر أداة قوية لإدارة المشاعر وتعزيز التنظيم العاطفي، تسمح هذه الممارسة للأفراد بالابتعاد عن المشاعر الشديدة واكتساب منظور للمواقف الصعبة.

من خلال التعبير عن الأفكار والعواطف، يمكن للأشخاص خلق مسافة من المشاعر الساحقة، تمكنهم هذه المسافة من تحليل ردود أفعالهم بشكل أكثر موضوعية وعقلانية.

حل المشكلات بشكل فعال

يؤدي التحدثعن المشكلات بصوت عالٍ إلى حلول أكثر كفاءة، يساعد التعبير عن الأفكار لفظيا في توضيح المشكلة المطروحة وتقسيمها إلى مكونات يمكن إدارتها.

تحسين الذاكرة

إذا وجدت نفسك غالبا تحتفظ بالمعلومات، وخاصة عندما تكون نصية أو مكتوبة، فسوف تسعد بمعرفة أنه يمكنك تحسين ذاكرتك من خلال الفعل البسيط المتمثل في التحدث إلى نفسك.

تشير الأبحاث إلى أنه من بين أربع طرق مختلفة لتذكر التفاصيل المكتوبة، فإن القراءة بصوت عالٍ تحمل أعلى فرصة للاحتفاظ بها بشكل صحيح، وفق موقع ourmental.health.