-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
موعد مع عراقة مدينة وترسيخ لهوية وطن

افتتاح المهرجان الثّقافي الدّولي للمالوف في دورته الـ 12   

صالح عزوز
  • 296
  • 0
افتتاح المهرجان الثّقافي الدّولي للمالوف في دورته الـ 12   
ح.م

افتتح السبت 14ديسمبر 2024 المهرجان الثّقافي الدّولي للمالوف بقسنطينة، في دورته الثّانية عشرة، بالقاعة الكبرى أحمد باي زينيت، حيث كان الجمهور على موعد مع أربعة وجوه فنّية نشّطت سهرة ” لوما هواكم”.

وقد ألقى بالمناسبة بالنّيابة ، كلمة السّيد وزير الثّقافة زهير بللو، خلال هذا الموعد الثّقافي، رئيس الدّيوان بوزارة الثّقافة السّيد محمد سيدي موسى، الذي اعتبر أنّ هذا الفن يدخل ضمن تراث وهوية الجزائر، وأنّ المالوف لا يعتبر مجرّد فن متوارث، بل هو تعبير عن تاريخنا وثقافتنا وحضارتنا، وهويتنا الأصلية، و المحمل بألحانه الصّوفية وكذا الأحاسيس الوجدانية ويزخر بالحكمة ويعكس عمق التّجربة الإنسانية، ولعلّ عود المهرجان من خلال شعار “المالوف جسر قسنطينة وصوتها الأبدي”، هو دليل على ارتباط هذا الفن بالمدينة وعراقته، ليبرز خلال هذا الموعد الثّقافي، هوية المنطقة وصنّاعها ومبدعيها، باعتباره سجلا موثّقا لروح الأمّة ونبض للذاكرة التّاريخية ورمزها العميق لحضارتها على حد تعبيره. مؤكّدا أنّ الوزارة وتجسيدا لتوجيهات القيادة العليا، يعمل بشكل مستمر على حماية التّراث وتثمينه من خلال تنفيذ كلّ الآليات، على غرار التّصنيف والحفظ والتّوثيق والتّنظيم، ليعود في كلمته إلى تصنيف  منظمة اليونسكو للزّي النّسوي الاحتفالي للشّرق الجزائري، والّذي اعتبره شهادة عالمية على ثراء ثقافتنا وتنوّعها، وهو دليل كذلك، على أنّ الجزائر تسير بخطى ثابتة، نحو تعزيز حضورها في المشهد الثّقافي الدّولي تحمل معها رسالة السّلام والأصالة.

أمّا السّيد عبد الخالق صيودة،  والي ولاية قسنطينة، فقد ألقى كلمة طويلة أمام الحضور، تطرّق في مجملها إلى  الكثير من محطّات التّراث في الجزائر وفن المالوف خاصّة، معتبرا أنّ فنّ المالوف يتجاوز كونه  لون من ألوان الموسيقى، بل هو أوكسجين يتنفّسه فنّانو وسكان المدينة، وهو كذلك جسر ثامن، يضاف إلى الجسور الأخرى للمدينة على حدّ تعبيره، ومنه العبور إلى روح قسنطينة وكينونتها.

كما تطرّق في كلمته إلى عمق هذا الفن الممتد عبر سنوات طويلة في التّاريخ، يصل إلى حقبة زمنية لما يزيد عن 600 سنة. وعرّج كذلك على العديد من المشاريع الثّقافية الّتي تعتبر الالتزام بما تسعى إليه السّلطات العليا وعلى رأسها السّيد رئيس الجمهورية، بالحفاظ وتثمين التّراث في كل أشكاله، وهي بمثابة بصمة مرسّخة لأصالتنا وهويتنا، سواء الثّقافية أو الفنّية وهو ما دفع بتفعيل الحركة الفنّية والثّقافية بكل أشكالها، وإصدار قوانين خاصة بها. وفي ختام كلمته، اعتبر عودة المهرجان بشعاره الحالي يدلّ على أنّه يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الذّاكرة الموسيقيّة القسنطينية والجزائرية عموما، بمشاركة كلّ المبدعين، ليتجاوز بذلك هذا الفن التّعريف الضّيّق له من كونه فنّا فقط ونوع موسيقي، بل هوية وطن وتاريخ مدينة.

واعتبر السّيد الياس بن بكير ،محافظ المهرجان الثّقافي الدّولي للمالوف، أنّ المالوف موسيقى عالمية لذا يجب التّعامل مع هذا الفن انطلاقا من هذا المنطق، ولا يجب أن نقزّمه، مذكّرا أنّه خلال هذه الطّبعة، تسعى المحافظة إلى خلق نقلة نوعية تليق بهذه الموسيقى، مؤكّدا أنّه سوف يكون التّأسيس لترسيخ الهوية الوطنية وصون التّراث الموسيقي الّذي يشكّل عمودا من أعمدة الحضارة في قسنطينة والجزائر عامة، داعيا إلى الإيمان بكون هذه الفعاليات الثّقافية الدّولية، هي ترسيم ملامح الدّولة الجزائرية الحقيقية وإبراز امتدادها وعراقتها وحضارتها.

 وأكّد في الوقت ذاته أنّ المهرجان أكبر من كونه حفلا موسيقيا بل ركح ومنبر لصناعة التّاريخ الحاضر المشرق، وأنّه آن الأوان لضرورة الانفتاح عن  الأبعاد الدّولية من أجل التّسويق للذّاكرة الموسيقيّة، وجعل منها سفيرا للجزائر خارج حدودها،  معتبرا أنّ حبّ الوطن يتجسّد في الالتفاف حول المشاريع من أجل بنائه. كما دعا سكان المدينة إلى ضرورة الافتخار بهذا اللّون الموسيقي، الّذي هو عالمي، وعلى كلّ فنّان مالوف أن يؤمن بقيمة هذا الفن فهو تراث ، وكذا ضرورة صقله ونقل موهبته بالدّراسة الأكاديمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!