-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حبوب مقاومة للجفاف.. وتقنيات حديثة لترطيب التربة

اقتراح حلول بديلة لإنقاذ المحاصيل الفلاحية من شح الأمطار

نادية سليماني
  • 3055
  • 0
اقتراح حلول بديلة لإنقاذ المحاصيل الفلاحية من شح الأمطار
أرشيف

تشهد كثير من أراضي الحبوب عبر الولايات اصفرارا واضحا، في مؤشّر على ظاهرة الجفاف التي تعرفها البلاد، فبعض نباتات الحبوب لا تصلح حتى غذاء للمواشي بعد احتراقها بأشعّة الشّمس، لاحتوائها على مواد معيّنة بسبب الجفاف، وهو ما يجعل محصول الحبوب هذه السنة قليل من حيث الكمية ومتوسّط من حيث الجودة، حسب تعليق خبراء في الفلاحة.
يشهدُ العالم ككلّ والجزائر خصوصا، جفافا ونقصا في التساقط، وحتى وان شهدنا بعض التّساقطات مؤخرا، فليست في موسمها، بسبب التّغيّر المُناخي العالمي. وهو ما يرهن محصول القمح لهذا الموسم، بعد ما سجلت الجزائر قفزة نوعية في إنتاجه المواسم المنصرمة.
وفي هذا الشّأن، أكّد رئيس الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، أوقيري منيب في تصريح لـ”الشروق”، بأن ظاهرة قلة التساقط التي تعرفها الجزائر وغيرها كثير من بلدان العالم مؤخرا “سيكون لها تأثير على محصول الحبوب، سواء من حيث الكمية وحتى النوعية”.
اعتبر، بأن عملية السقي التكميلي التي لجأ اليها الفلاحون مؤخرا “لم تكن نوعا ما في وقتها”، زيادة على قلة المياه في السدود، وبعضها فارغ تماما.
وقال المُختصّ، بأنه حتّى لو شهدنا سقوطا للأمطار الأيام المقبلة، فإن الوقت تأخّر نوعا ما لإعادة احياء محاصيل الحبوب التي تعرّضت لشبه احتراق ولا حتى لحقول الخضر والفواكه، ولكن “سينفعنا التساقط في ملء السّدود الفارغة والأحواض”.
ولمُكافحة ظاهرة الجفاف مُستقبلا، يقترح أوقيري زراعة أصناف من الحبوب تكون مقاومة للجفاف، وتعميمها على كامل التراب الوطني، عبر خارطة زراعية تحدد خصوصيات كل منطقة، من حيث نوعية الحبوب التي تتكيف مع تربتها ومناخها، بعيد عن الزرع العشوائي ولنفس الصنف من الحبوب عبر كامل التراب الوطني، بطريقة غير علمية ولا تقنية.
واعتبر، بأن تدوير مياه الصرف الصحي والصناعية، واستعمالها في السقي الفلاحي “مهم جدا مستقبلا، في ظل شح المياه، مع زيادة بناء السّدود والمسطحات المائية، مع الاعتماد على عملية تحلية مياه البحر. فرغم أنها مكلفة، لكنها تبقى حلا ضروريا اذا انعدمت الحلول الأخرى”. ويقترح المهندس الزراعي، جلب مياه من مناطق الجنوب، عبر شبكات كبيرة نحو مناطق الهضاب العليا، لإنقاذ بعض المساحات من خطر الجفاف. وأضاف “مؤخرا ظهرت تقنيات علمية جديدة في عالم الفلاحة، وهي قيد التجربة، ومنها تقنية البوليتار وهي عبارة خليط من الأملاح المعدنية، والتي تحتفظ بالرطوبة في المياه، ورغم أنها مكلفة، لكن لها تأثير ايجابي للحفاظ على رطوبة المياه”.
ويدعو محدثنا لمواجهة المخاطر بحلول استباقية تكون في وقتها، مع ضرورة العمل المتواصل وليس الظرفي، وإعطاء الفرصة للتقنيين والخبراء والكفاءات، لأنها السّبيل الأمثل لتخطّي كل الصّعوبات في مجال الفلاحة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!