الأفعى وأمريكا

ما الذي جمع بين الأفعى وهي مخلوق تنتمي إلى أمة الحيوان، وهي مما يزحف على بطنه، وبين أمريكا التي من المفروض أنها تنتمي إلى أمة الإنسان الذي يمشي مستقيما على رجلين وأكرمه الله – عز وجل – فخلقه في أحسن تقويم، لولا أن بعضه يسفل حتى يرد أسفل سافلين، ومن هذا البعض هذا الغرب المتوحش حتى وهو يعيش أرقی مراتب المدنية، ورمزه في عصرنا هو “الولايات المتحدة- على الباطل- الأمريكية”.
لقد وجد الشاعر اللبناني النصراني إلياس فرحات، الذي قضى جزءا من عمره في أمريكا، وعاشر الأمريكيين فعلم من بواطينهم ما لا يبدو للناظر إليهم من بعيد، وجد شبها بين الأفعى وأمريكا، فصاغ ذلك شعرا على لسان الأفعى، والشاعر كما قال أوائلنا – ” يجوز له ما لا يجوز لغيره، فهو في كل واد هائم.
قال الشاعر:
قالت الأفعى لأمريكا استحي إن تقليدك لي عَيْنُ الشطط
أين أنتِ مني يا من سمها بغية التمويه بالشهد اختلط
أنا لا أنكر أني حية رضي العالم عني أم سخط
أنا لا يهتف بالسم فمي ويدي ترسم للحرب الخطط
أنت فيك السم لا حصر له، وأنا السم بنابي فقط
إذن القاسم المشترك بين الأفعى – وهي في الغالب من ذوات السم – وبين أمريكا هو “الشر” المرموز له بـ” السم”. وإذا كان في الأفعى سم وفي أمريكا سموم فإن بعض الشر أهون من بعض، وإذا كان الخير درجات، فإن الشر دركات بعضها تحت بعض وبعضها أسوأ من بعض، وسم الأفعى قد يهلك شخصا، أما سم أمريكا فهو يهلك الحرث والنسل، ويدمر الإنسان والحيوان والحياة بجميع أنواعها، ومن كان في مرية من ذلك فليسأل من قدر الله – عز وجل – له النجاة من سكان هيروشيما ونجازاكي المدينتين اليابانيتين الآمنتين اللتين جعلتهما أمريكا قاعاً صفصفا في سنة 1945، ولينظر إلى ما تركه بعض شر أمريكا في غزة الصامدة.
إن قلوب أكثر الأمريكيين قدت من حديد، ولذلك فلا إنسانية فيها، إلى درجة أن اثنين من علماء أمريكا كتبا كتابين بعنوان واحد هو: “إنسانية الإنسان”. أحد الكاتبين وهو روني ديبو – يحمل جائزة نوبل.
سرح طرفك – أيها القارئ- تر الشر الأمريكي منتشرا في العالم انتشار الهواء في الفضاء بحيث لا يخلو منه سنتيمتر واحد. إن أمريكا هي “شر ما خلق، وللتخلص من هذا الشر المستطير على العالم أن يتحد ضده، وصدق الإمام محمد البشير الابراهيمي الذي لم يغتر بدعاية أمريكا فسماها : نبي الديمقراطية الكاذب”، فالأفعى لا تزعم الخير، بينما أمريكا تزعمه وهي العاصمة العالمية للشر بأنواعه، والأفعى لا تدعي الصدق بينما أمريكا تدعيه وهي المدرسة العالمية لاختراع الأكاذيب… وأغبى الأغبياء من يصدقها.