-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مرسلي وبلومي كانا مرتبطين بها

الأم خلف نجاحات غالبية الرياضيين في الجزائر

الأم خلف نجاحات غالبية الرياضيين في الجزائر
ح.م

كانت الصورة الجميلة لوالدة سعيد بن رحمة برفقة ابنها، عندما طرق أبواب لندن لتقمص ألوان ناديها العريق وستهام، أروع ما في قصة انضمام المهاجم الجزائري، الذي رفض الإمضاء على عقده مع النادي اللندني الكبير، إلا بمرافقة أمه وهو ما احترمه أبناء النادي والرئيس، الذي قبّل جبينها، بينما راح سعيد يضم أمه، وقلبه يخفق حزنا على أبيه الذي آمن بمستوى ابنه، لكن الموت غيّبته في الموسم الماضي، عندما كان بن رحمة يصنع الأعاجيب مع ناديه السابق برنتفورد.

ويطل العداء العالمي الذي يشرّف الجزائر دائما توفيق مخلوفي عبر منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي برفقة والدته، مرة وهي تقدم له الكسكسي وأخرى وهي تحضر له الرغيف في مطبخ البيت بمدينة سوق اهراس.

مصاحبة الأم لابنها نجم الكرة أو الرياضي المشهور قديمة جدا، فقد كان أسطورة الملاكمة الجزائرية لوصيف حماني لا يمكنه التحرك، إلا ووالدته المرتدية للباس القبائلي إلى جانبه وعندما انتزع الألقاب الكبيرة إفريقيا، كانت أول مشجعة له في صالة الملاكمة والدته، إلى أن خسر منازلته الشهيرة في الولايات المتحدة أمام الداهية هاغلر، فكانت آخر صورة لها وهي تذرف الدموع وتحتضن ابنها الذي لم ينسها أبدا فكان يأخذ قفازاته وأيضا أمه، أما أكبر بطل عالمي في ألعاب القوى نور الدين مرسلي فكان يهديها كل انتصاراته وأرقامه القياسية العالمية، وخلال لقاء للبطل الكبير مرسلي على قناة “الشروق” بمجرد أن سئل عن أمه المتوفية، حتى أجهش بالبكاء، كما أن اللاعب لخضر بلومي صاحب الكرة الذهبية الإفريقية في سنة 1981 لم يكن قد تجاوز سن الـ23 رفض الاحتراف في أوروبا بسبب تعلقه بوالديه وخاصة أمه.

الارتباط بالأم لم يترك مكانا ولا زمانا، فتواجد والدة رياض محرز برفقة ابنها دليل على أن وراء كل عظيم في لعبة كرة القدم أمّا حنونا، ويبقى التأكيد على أن اختيار نجم الميلان إسماعيل بن ناصر للمنتخب الوطني الجزائري كان نتاج رغبة أمه،  بالرغم من أنه يمتلك الجنسية المغربية نسبة لوالده المغربي والجنسية الفرنسية لأنه من مواليد فرنسا، لكن أمه هي التي جرته لاختيار الجزائر وهي نفس القصة التي حدثت مع رايس مبولحي من أم جزائرية وباريسي المولد وأب من الكونغو، وخلال مباريات الموسم الماضي في الدوري السعودي ثار اللاعب عندما طالت شتيمة أحد منافسيه والدته فكان رده عنيفا جدا، تماما كما فعل زين الدين زيدان ذات نهائي كأس العالم عندما نطح المدافع الإيطالي ماتيرازي بمجرد أن شتم أمه، وحتى اختيار الياسين كدامورو للمنتخب الجزائري، وهو من أب إيطالي راجع لكون أمه جزائرية وللأسف عجزت والدة مبابي الجزائرية على إقناع ابنها باختيار الجزائر، كما عجزت والدة مهدي بن عطية الجزائرية على التأثير على ابنها من أب مغربي.

يقتنع لاعبو الكرة الجزائريون سواء الذين ينشطون في الجزائر أو في المهجر بأن دعوات الأم مستجابة، وهي التي تبقى معهم إلى أن يحققوا النجاح الكبير، وكلما ضاقت به السبل وجد نفسه وحيدا أو بعيدا عن النجومية والشهرة يعود إلى أحضان أمه فيشعر بأنه ملك على الدنيا ويسترجع عافيته المعنوية وقد يحقق نتائج أحسن من تلك التي حققها سابقا، ويؤكد كل اللاعبين الذين غادروا الجزائر من أجل الاحتراف مثل رامي بن سبعيني وإسلام سليماني ويوسف عطال على أن اتصالاتهم مع والدتهم لا تنقطع تماما، وأحيانا يصل إلى تمني أطباقها والسؤال عما قدمته من طبيخ للعائلة، بينما يقوم هلال سوداني بنقل والدته إلى مكان لعبه من كرواتيا التي لعب لفريقها دينامو زغرب إلى إنجلترا التي تقمص فيها ألوان فريق نوتنغهام فوريست وصولا إلى اليونان حيث يلعب حاليا لفريق أولمبياكوس.

ارتباط لاعبي الكرة والرياضيين بصفة عامة بالأم هو موروث جزائري بامتياز، فالأمير عبد القادر لم يكن يتنقل إلى أي مكان إلا وأمه إلى جانبه، حتى في قصر نابليون الثالث كان مصطحبا والدته وهو ما جعل نابليون الثالث يقف لها ويجلّها ويعتبرها الملهمة الأولى لمؤسس الدولة الجزائرية، كما أن صورة الرئيس الراحل هواري بومدين وهو يفترش الأرض بجوار أمه تبقى راسخة في الأذهان ودليلا على الارتباط الوثيق بين الجزائري ووالدته مهما كانت درجة الابن والمستوى الذي بلغه أو الأرقام القياسية التي حطمها والكؤوس والألقاب التي نالها.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • موشك الشفاء

    مع كل إحترامي للمقال و صاحبه، هو عاطفي بإمتياز، إرتباط الأبناء سواء ذكور أو إناث بالأم أمر عادي و فطري، ليس جزائري أو عربي أو حتى مسلم، بل هو لكل الإنسانية.
    الأم كان يربطها وجنينها الحبل السري و الأم هي التي تنقل مفاهيم الحياة الأولية للرضيع كمسألة التحدث بالكلام و هو ما يصطلح عليه عالميا ب "اللغة الأم" نسبة لللغة الأولى للإنسان و التي يتلقاها عن طريق أمه.
    بالنسبة للذكور في العشرينيات هو فقط إرتباط نفسي رمزي لأنه ليس بحاجة لها من الناحية العملية، المهدي بن عطية مثلا غضبت منه لأنه إختار بلد أبيه المغرب عكس بن ناصر و هدا راجع أن بن عطية كان أكثر تقدم في السن منه لبن بن ناصر وقت الإختيار.