-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإتكيت

صالح عوض
  • 2283
  • 0
الإتكيت

يحلو للببغاوات من أبناء أمتنا تكرير ألفاظ وسلوكات بلا فهم ولا تفاعل وتقليد الغربيين على قاعدة المغلوب والغالب.. ومن هذا الباب دخلت علينا سلوكات هجينة تحت عنوان “الإتكيت”.. لاسيما في علاقة الرجل بالمرأة وينبري قوم من المهرجين لينعت ثقافتنا بالتخلف والرجعية وفقدان السبل السلوكية لبناء علاقة ودية متفتحة بين الرجل والمرأة..

إلا أن إطلالة بسيطة على ثقافتنا تكشف زيف الدعاوى التي تكال بلا علم وتكشف ما هو أعمق بأن ثقافتنا تحمل أنماطا أكثر تطورا وأعمق وجدانا وأرقى سموا من تلك التي يمارسها الغربيون بين الرجل والمرأة.

لا أريد أن أذهب لمقارنات تاريخية، حيث كانت المرأة في حس الرجل الغربي عبارة عن شيطان وأن المتدينين فيهم كانوا يرون المرأة جلابة الرذيلة، وذلك لقرون طويلة حتى جاء عصر التنوير في الغرب وحولها إلى سلعة للدعايات والسينما ووسائل الإغراء في المسلسلات الترفيهية والأمنية سواء.

إننا ندرك أن هناك عملية تغطية منظمة مقصودة على ثقافتنا وإلا هل لأحد أن يغفل وجود شخصيات نسائية عظيمة في تاريخنا لم يتكرر حضورهن إلا في مجتمعاتنا وفاطمة وعائشة وخديجة وزينب وأسماء وأم أيمن وأم سلمة، وكيف كان لهن أدوار أساسية في توجيه مسيرة الرسالة والحفاظ على قوة دفعها..

ثم هل هناك أرق من “الإتيكيت” الذي نهجه الرسول صلى الله عليه وآله نحو المرأة ليس فقط في توصيفهن بالقوارير، ولكن من خلال سلوك يومي برفع يده لإدخال القمة في فم زوجته واللعب معها بالمسابقة جريا، وأخذها إلى المسرح لتشاهد ألعاب الحبشيين ومناقشتها وممازحتها والافتخار بها وتقديمها على من سواها من رجال هم دونها علما وفهما.. هل هناك أجمل من الإتيكيت الذي أرساه الرسول في معاشرة الرجل لامرأته في كل التفاصيل، حيث نهى عن الحيوانية والتوحش.. فأي رجل هذا صاحب رسالة محمد وهو ينهي حياته مقررا أن يكون رأسه على صدر زوجته عائشة، وهو يعرف أنها لحظات حياته الأخيرة.. أي رجل هذا وهو يقول إن من يؤذي المرأة إنما هو رجل لئيم الطبع سيء الخلق..؟ أي رجل هذا الذي يجعل في أخر خطبة له ولعلها تكون أخطر خطبة توصية خاصة بالنساء.. أي رجل هذا يملك حبا يضج بالمكان نحو المرأة الزوجة والأخت والبنت والعمة والخالة؟

أي رجل هذا يمنع توزيع المهمات في البيت إلى درجة أن يقوم هو فيحلب شاته ويخيط نعله ويرتقي بزوجته إلى أعلى درجة إنسانية ويقوم لابنته يُقبل يديها وجبينها ويُرسل إلى صديقات زوجته خديجة يولم لهن ويحسن إليهن.

بعد هذا هل لأحد أن يحتج علينا بسلوك أولئك الذين يمنعون النساء من السياقة ويحرمونهن من كل أسباب الحياة ويدفعونهن إلى زاوية الحريم وثقافة الحريم؟؟ هل لأحد أن يحتج علينا بمن نزل من البادية والاعراب بثقافة متيبسة لا ترى المرأة إلا من المتاع المخبأ؟ نحن لانقبل هذه الدعاوى الباطلة فلا يمثلنا إلا رسول الله صلى الله عليه وآله في إتكيت يتجاوز شكليات الإتكيت الغربي المخادع.. صلى عليك الله يا رسول الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!