-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إقبال متزايد عليها من مختلف الشرائح والأعمار

الإدمان على ارتياد المقاهي طريق للتشاؤم والإحباط النفسي

مريم زكري
  • 527
  • 0
الإدمان على ارتياد المقاهي طريق للتشاؤم والإحباط النفسي
ح.م

لا تخلو الأحياء الشعبية، وحتى الراقية، بمدن وشوارع الجزائر، من المقاهي وصالونات الشاي، التي لم تعد مؤخرا مجرد أماكن لشرب القهوة، بل تحوّلت إلى فضاءات اجتماعية، حيث يلتقي الأصدقاء ورفقاء العمل، وحتى البطالون والمتقاعدون، لفتح النقاش في مختلف المجالات، رغم استحواذ مواقع التواصل الافتراضية على حياة الجزائريين، إلا أن المقاهي، خاصة الشعبية منها، تعني الكثير لهم، فهي فضاء للهروب من ضغوط الحياة اليومية، والاستراحة، وغير ذلك، والبحث فيها عن مكان هادئ بعيدا عن ضجيج البيت أو مشاكل العائلة، بينما يجد آخرون فيها بديلا عن النوادي والمراكز الثقافية، التي قد تكون مكلفة أو غير متاحة في مناطقهم.
ورغم الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، التي استحوذت على حيز كبير من العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين الجزائريين، لا تزال المقاهي الخيار الأول للكثيرين، من أجل البحث عن الراحة، أو قضاء الوقت بعيدا عن الروتين اليومي، ولا تزال المقاهي تحافظ على قيمتها التقليدية في غياب البدائل والمرافق العصرية الترفيهية، خاصة ببعض المناطق النائية أو المعزولة، وباتت متنفسا وملتقى للنقاشات المختلفة، يتبادل فيه مرتادوها أحاديث مختلفة، منها ما تعلق بالشؤون السياسية والرياضة والحياة بصفة عامة.
وفي هذا السياق، يؤكد المختص في علم الاجتماع، مسعود بن حليمة، في حدثيه لـ”الشروق”، أن المقاهي في الجزائر أكثر من مجرد أماكن لشرب القهوة، فهي فضاءات اجتماعية، تعكس ديناميكيات المجتمع، كما يرى محدثنا أن الجلوس فيها بدون استهلاك مشروب هو نتيجة للظروف الاقتصادية أو بعض العادات الاجتماعية.
بالمقابل، سلّط بن حليمة الضوء على الأبعاد النفسية والاجتماعية للمقاهي، في الجزائر، قائلا إن المقهى في العادات الجزائرية لا يمثل فقط مكانا للراحة، بل قد يتحوّل مع مرور الوقت إلى فضاء للشعور بالتشاؤم والإحباط النفسي، فالشخص الذي يعاني من ضغوط الحياة اليومية أو اضطراب في مزاجه، غالبا ما يجد نفسه متجّها إلى المقهى، بحثا عن الهدوء، لكنه، غالبا، ما يواجه مشاعر من الاكتئاب والملل، ما يجعله يفضّل البقاء لساعات طويلة، الأمر الذي يؤثر سلبا على صحته النفسية والجسدية، وذلك لعدم توفر مكان آخر يقصده للتخفيف عن نفسه.
كما أشار بن حليمة إلى أن المقاهي تعتبر بالنسبة إلى البعض، مكانا للتواصل الاجتماعي، سواء للقاء الأصدقاء أم للقيام بمشاريع عمل. وأضاف قائلا إن المقهى هو أيضا المكان الذي يذهب إليه المسافر، ليأخذ قسطا من الراحة، وهذه الجوانب الاجتماعية- يضيف المتحدث- تبقى إحدى سمات المقاهي الجزائرية، كما دعا إلى الاهتمام بنوعية الخدمات المقدمة للزبون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!