-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإعدام في الجزائر والموت في مراكش

الإعدام في الجزائر والموت في مراكش

لم يُرحِّب الجزائري بمشروع قانون اقتِرح عليه أو على منتخَبيه منذ الاستقلال، كما رحّب بمشروع تفعيل حكم الإعدام في حق مروّجي المخدرات في الأوساط الطفولية والشبابية.

وزاد ترحيبه عندما اقتنع بأن الذين يسهرون ويكدّون من أجل إدخال أطنان الحشيش وملايين الأقراص المخدرة إلى أرض الوطن، هم من أشد الناس عداوة للجزائريين في بلاد مراكش المتعفنة بالخلطة الصهيونية والفرنسية المقيتة، التي تحاول أن تعلن حرب سموم على الجزائر، لعلّها تحقق ما عجزت عنه عسكريا ودبلوماسيا وحتى اقتصاديا.

القابعون هناك لدى الجارة الغربية، فهموا الآن أن حرب الجزائر على المخدرات، إنما هي ثورة لا تبقي ولا تذر، لا تختلف عن ثورة نوفمبر، وهم يدركون أن الجزائر، لا تعلن ثورة إلا وحققت النصر الأكيد والكامل فيها، وسيجد منتجو السموم ومصدّروها أنفسهم من دون عمل، عائدين إلى قواعدهم الخلفية، نحو مركز القرار المخزني، بيدٍ فارغة لا شيء فيها، وأخرى مشلولة.

في بداية الألفية الحالية، عندما أعلنت الجزائر مشروع الطريق السيّار المنطلق من الحدود التونسية إلى الحدود الغربية، لأجل رفاهية شعبها، كانت الصحافة المخزنية تتابعه أكثر من متابعة الصحافة الجزائرية له، ينشرون تقدّم الأشغال والأشطر التي تسلَّم بالتفصيل والتدقيق، ويتابعون تحرّك وزير الأشغال العمومية الجزائري، وكأنه وزير سيادي في الحكومة المخزنية، وعُلم حينها بأن القطاع السياحي في المغرب، كان يعوِّل على فتح الحدود البرية، واستقبال أبناء وسط الجزائر وشرقها، عبر خدمة الطريق السيار، فكانوا يخصِّصون صفحات للمشروع الجزائري ويحلمون بانتعاش السياحة بالوافد الجزائري المستعمل للطريق السيار، وبالمختصر كانوا ومازالوا ينظرون إلى جيب الجزائري، وليس إلى جواره المحترم.

لقد عاش المغاربة لعقود من خيرات الجزائر، باعتراف الكثير منهم، خاصة في المنطقة الشرقية من بلاد مراكش، فكانوا يأكلون ويشربون ويتمتعون ويتدفؤون بالسلع الجزائرية والوقود الجزائري، ولكن المخزنيين عضّوا اليد الممدودة إليهم، في كذا مناسبة وحادثة، إلى أن سحبت منهم الجزائر كل مساحة المناورة، وبقيت لهم السموم فقط، لأجل أن يجنوا المال لجيوبهم، والدمار لجيرانهم.

امتهن المخزن، في السنوات الأخيرة، مستعينا بـ”العقل” الصهيوني، الكثير من الموبقات، ونجح في تسويق بعضها في الكثير من القارات، من رقّ أبيض عابر للأرض العربية من المحيط إلى الخليج، ومن جوسسة وتصهين وذباب إلكتروني، وكان في كل مرة يعود مذموما مدحورا، فأخرج السلاح الذي قضى به على أبناء المغرب المساكين، منذ سنوات، وهو “الحشيش”، في محاولة لتكرار التجربة مع الجزائريين، ليجني المال ويُضعف شوكة جاره، ولم يكن يتصوّر أن الثورة المضادة ستصل إلى حدّ إعدام من يريد إعدام الضمائر والعقول والأجيال، فتحوّل الإعدام هنا، إلى موت هناك، وفي ثورة الجزائر على المخدرات، الحرب ليست أبدا دواليك، وإنما هي يوم لنا، وأيام… لنا أيضا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!