“الإمام” إبراهيم في عاصمة “الدين الإبراهيمي”

وصف الله -عزّ وجل- الإنسان بأنه “ضعيف”، ولم يحدّد هذا الضعف مما يعني أنه ضعف مطلق يشمل كل ما يمكن لهذا الإنسان أن يعتبره “قوة”، قوة جسم، أو قوة مال، أو قوة علم، أو قوة قوم…
إن الحياة فتن لهذا الإنسان بما يسرّه وبما يسوءه، ودواء هذا وذاك هو الشكر للمنعم، إذ “ما بكم من نعمة فمن الله”، والصبر، بل حمد الله على بلواه، إذ لا يحمد على مكروه سواه.. وعلى الإنسان الحصيف أن لا يعتبر تلك النعم دليلا على حب الله، وعليه أن لا يعتبر ذلك الابتلاء دليلا على غضب الله وسخطه، فالأنبياء هم الأكثر ابتلاء ثم الأمثل فالأمثل.
من نعم الله -عزّ وجل- على بعض عباده أن يعطيهم بعض العلم أو بعض الفصاحة وحسن القول، فتكون في ذلك فتنته فيقبل الناس عليه، ويظن كما ظن فيلسوف المعرة بأنه وإن كان الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل، وما علم “المسكين” أن ذلك “استدراج” له من حيث لا يعلم، فيأتي بأفعال أو يتفوّه بأقوال تهوي به في مكان سحيق، وقد تكبه على منخره في جهنم، عياذا بالله.
من الذين أعجب بهم كثير من الناس -ولست منهم- إذ أنا على مذهب الإمام عبد الحميد بن باديس القائل:
وعن صدق إحساس تأمل فإن
في ملامح وجه المرء ما يكسب العلما.
من هؤلاء المعجب بهم “الداعية” الفلسطيني عدنان إبراهيم، الذي كان مقيما في إحدى الدول الأوروبية ثم وسوس له قرينه أن ينتقل إلى “دولة المؤامرات”، لا حبا في الدعوة إلا الله؟ إذ لم كانت الدعوة هي مبتغاه لآثر البقاء في الغرب فلعل الله يجعله سببا في اهتداء أحد إلى الإسلام على يده فيكون له ذلك خيرا مما طلعت عليه الشمس. فلم يبق من سبب للانتقال إلا جمع ورق وورق.
إن الإقامة في “دولة المؤامرات” ليس من شروطها “العلم” و”التقوى”، ولكن من شروطها التفنن في الفتن، وتسويد صحائف المعترضين على سياسة “شيطان العرب” الصهيونية.. التي لم ينج منها حتى الأموات، فقد سمعت عدنان إبراهيم يسيء إلى حسن البنا، فضلا عمن يرى رأيه وينهج نهجه.
لو كان هجومه على “الإخوان المسلمين” الأحياء والميّتين “لوجه الله” لبقي في النمسا وانتقدهم من هناك، ولكنه “عرف صلاحو” فترك “ليالي الأنس في فيينا” -كما غنّت المطربة إسمهان- وذهب إلى “سقر الدنيا”، فالقضية قضية “دينار ودرهم”، وما أتعس عبادهما، كما جاء في الحديث الشريف.
يبدو أن “عدنان إبراهيم” الخائن لعدنان العربي، ولإبراهيم المسلم يعرف كيف يغرف من “قصعتين”، قصعة الكائدين للإخوان، وقصعة اللاعنين للخلان من خير القرون، إذ لم يسلم من لسانه حتى سيدنا معاوية بن أبي سفيان، الذي أخطأ وأصاب، كأن “سي عدنان” مبرّأ، فلا ينطق عن هوى، ولا يعصي لله أمرا.
لقد وصف هذا “العدنان” الخادم للشيطان سيدنا معاوية بـ”الظالم”، كأن “شيطان العرب” مهدي ملأ الأرض عدلا، كما نفى هذا “العدنان” عن سيدنا معاوية صحبته لرسول الله -عليه الصلاة والسلام- وأنساه قرينه أن سيدنا معاوية ليس صحابيا فقط، ولكنه “نسيب” رسول الله، فابنته أم حبيبة رملة زوجة الأمين، وأم المؤمنين، وذلك مما يفتح له الطريق إلى “قصعة” اللاعنين لمن كتب عنهم العالم الجزائري محمد العربي التباني كتابه “درء الصحابة في الرد على من سب الصحابة”. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على القول الصادق، وجوارحنا على العمل الصالح.