-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإمام ابن باديس وقضية المرأة

الإمام ابن باديس وقضية المرأة

أحي العالم منذ يومين ما يسمّى “اليوم العالمي للمرأة” أو “عيد المرأة”، وما يراه العقلاء إلا “عيد استغلال المرأة” والتجارة بها، وحتى كثير من الغربيين والغربيات يرون أن الدعوة لما يسمى “تحرير المرأة” إنما هو إلقاء بالمرأة في سوق لا يرتادها إلا المتوحشون من المتاجرين بهذه المرأة، التي اغترت بهذه الدعوة، واتبعت دعاتها..

والحقيقة هي أن المرأة كانت مظلومة في العالم كله، وما أنصفها إلا الإسلام، جعلها “إنسانا مكرما، وشقيقة للرجال، بعدما كان علية القوم في العالم يتناقشون: هل المرأة إنسان؟”.

لقد كانت المرأة هي أول من أسلمت، وآمنت بالله ورسوله، وبكتابه… وكانت المرأة هي أول من استشهدت في سبيل العقيدة السليمة الصحيحة، فقد رفعها الإسلام مكانا عليا.. ثم بدأ المسلمون يتأخرون بسبب نقضهم عرى الإسلام، وجاء من يقول باسم الإسلام: “إن صوت المرأة عورة”، وأن تعلم المرأة ممنوع، استنادا إلى كلام مكذوب عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – حتى ألف أحد “العلماء” كتابا سماه: “الإصابة في منع النساء الكتابة”..

وقد أدركت أناسا – ومن “العلماء” – من إذا اضطر – لأي سبب – إلى ذكر زوجه أو بنته أو أخته، يقول: “حاشاك”، كأن هذه المرأة أمر مستقذر، رغم أن القرآن الكريم يرفع من شأن المرأة المسلمة.. إذ يقول: “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف”.

وجاء الإمام عبد الحميد ابن باديس فوجد المجتمع الجزائري -والمجتمع الإسلامي عموما- محكوما بنوعين من الأفكار هما: “الفكر الميت” و”الفكر القاتل” كما يقول الأستاذ مالك ابن نبي.

فالفكر الميت هو الفكر الذي ورثناه عن أسلافنا بعد ما استبدلوا البدع والخرافات بالإسلام، والفكر القاتل هو الفكر الغربي الذي تسرب إلى العالم الإسلامي مع الغزو الأوروبي.. فازداد الطين بلة، والداء علة.

ألهم الله – عز وجل – الإمام ابن باديس إلى ما سماه أحد الكتّاب “الفكر الحي المحيي”، اقتباسا من قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم”.

دعا الإمام إلى تعليم البنت، وأعفاها من دفع أجرة التعليم ولو كانت من أسرة ميسورة ماديا، وشهد الشيخ أحمد بوشمال في رسالة له أن آخر درس ألقاه الإمام كان للنساء، وواجه دعاة “الفكر القاتل” الداعين إلى “الحرية الغربية” بأن الحجاب لم يمنع بنات بجاية وقرطبة أن يبلغن في العلم مكانا عليا، وبدأ يفكر في إرسال بعثة من الطالبات إلى سوريا..

وواصلت “الجمعية” عمل الإمام ابن باديس، فأسس الإمام الإبراهيمي مدارس خاصة بالإناث، كمدرسة عائشة في تلمسان، ومدرسة خديجة في سكيكدة ومدرسة الحياة في جيجل، ومدرسة المدية.. وبدأ يفكر في تأسيس “مدرسة لتخريج المعلمات”..

إن أكثر بناتنا اليوم ملتزمات بدينهن، ويتعلمن إلى أعلى درجات العلم، وما عدن من اللواتي يغرهن السماسرة من دعاة:

“مزقي يا بنية.. الحجابا     أسفري فالحياة تبغي انقلابا

مزّقيه واحرقيه بلا ريب     فقد كان حارسا كذابا؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!