أكد الاحتلال الإسرائيلي عزمه على تهجير الفلسطينيين، من خلال الموافقة على إنشاء إدارة للمغادرة الطوعية، ما رحبت به الإدارة الأميركية وشكل قلقا متزايدا لسكان غزة الذين يعيشون أحلك الظروف وسط استمرار لحرب الإبادة. 

وقال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن كل مقيم في غزة يرغب في المغادرة طواعية سنُمكّنه من القيام بذلك، فيما رحب مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز بالفكرة.

واعتبر والتز في تصريحات لشبكة “فوكس نيوز” فكرة نقل الفلسطينيين خارج غزة عملية للغاية، مضيفا: “من الجنون أن ننفق مليارات لإعادة إعمار القطاع ثم نرى تجدد الهجمات”.

وتابع: “ورثنا فوضى عبر العالم بينها القتال الذي اندلع بكل أنحاء الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يناقش كيفية أن يعيش مليونا شخص لعقد من الزمن وسط الوضع الذي تشهده غزة.

وتابع أن ترامب أكد قبل تنصيبه أن استمرار احتجاز الأميركيين سيكلف الكثير.

والسبت ووسط استمرار سياسة تضييق الخناق على الفلسطينيين، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، صوت المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي، على اقتراح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لصالح إنشاء هيئة لـ”إدارة الهجرة من غزة”.

ووافقت حكومة الاحتلال على إنشاء وكالة خاصة من أجل “المغادرة الطوعية” للفلسطينيين من القطاع، حسبما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

جاء هذا بعد انتهاء اجتماع الكابينت  الذي بحث مواصلة الضغط العسكري على قطاع غزة، وفق ما ذكرت القناة 12 العبرية.

كما أشارت إلى أن الوزراء تلقوا إحاطة حول الأبعاد الدولية لخطة الهجرة وكيفية تنفيذها وفقا للقانون الدولي، وذلك بعدما أعلن سموتريتش خلال مناقشات في الكنيست الأسبوع الماضي إنشاء “إدارة للهجرة” تهدف إلى تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.

والأسبوع الماضي، استأنف الاحتلال عملياته العسكرية في غزة بذريعة الضغط على حركة حماس لحملها على تقديم تنازلات في ما يتعلق بالأسرى، وذلك بعد أن رفضت حكومة نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

مخطط صهيوني سري للتهجير

وفي فيفري الماضي أعلن الاحتلال الإسرائيلي قراره بإنشاء إدراة للهجرة الطوعية من غزة، وذلك تنفيذا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما تحدثت صحف عبرية عما أسمته المخطط السري الذي تعمل حكومة الاحتلال على تنفيذه منذ أزيد من 6 عقود.

وبحسب ما أفاد بيان لوزارة دفاع الاحتلال، أمس الاثنين، فإن الوزير يسرائيل كاتس عقد اجتماعا بشأن المغادرة الطوعية لسكان غزة، وقرر في نهايته إنشاء مديرية في وزارة الدفاع للمغادرة الطوعية لسكان غزة.

وجاء في البيان أن خطة أولية تم عرضها في الاجتماع الذي عقد الاثنين “تشمل مساعدة كبرى من شأنها أن تتيح لسكان غزة الراغبين بالهجرة الطوعية إلى بلد ثالث الحصول على حزمة شاملة تتضمن، من بين أمور أخرى، ترتيبات خاصة للمغادرة بحرا وجوا وبرا”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد الاثنين “التزامه خطة الرئيس الأميركي ترامب لإنشاء غزة أخرى”، كما تعهّد أنه بعد الحرب “لن تتولى لا حماس ولا السلطة الفلسطينية” الحكم في القطاع.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري أمر كاتس، جيش الاحتلال الإسرائيلي بإعداد خطة تسمح بالهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة.

كما رحب بخطة ترامب التي يزعم أنها “يمكن أن توفّر فرصا واسعة لسكان غزة الذين يرغبون في المغادرة، وتساعدهم على الاندماج بشكل مثالي في دول الاستضافة، وأن تسهل كذلك التقدم في برامج إعادة الإعمار لغزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات”، على حد قوله.

والأحد قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إن الأمريكيين يستعدون لتنفيذ خطة الهجرة الطوعية من قطاع غزة، والتي من المتوقع أن تبدأ خلال الأسابيع المقبلة.

وأضاف في تصريح للقناة الـ12 العبرية: “فريقنا بدأ الاستعدادات بالتعاون مع فريق الرئيس الأمريكي. الهدف الأول من الخطة هو العثور على بلدان قادرة على استيعاب الفلسطينيين، والثاني هو إخراج هذه الأعداد الضخمة من غزة بعملية لوجستية ضخمة”.

وعند سؤاله ما إذا كان يعتقد أن الخطة قابلة للتنفيذ، أجاب: “بالتأكيد، أعتقد أن الغالبية العظمى منهم سيفعلون ذلك”.

وتابع: “أهل غزة لن يجدوا ما يبحثون عنه في القطاع خلال 10 إلى 15 عامًا المقبلة، بعد أن نعود إلى القتال وتصبح غزة كلها مثل جباليا، فلن يكون هناك ما يبحثون عنه هناك على الإطلاق”.

يذكر أنه منذ 25 جانفي الماضي، والرئيس الأمريكي يؤكّد باستمرار، وبنبرة تطفح عجرفة واستعلاء ووقاحة وتهوّرا، رغبته الجامحة في الاستيلاء على غزة وامتلاكها، وتهجير سكانها منها وتوطينهم في مصر والأردن، وإعادة إعمارها بأموال دول خليجية.

يأتي هذا في ظل رفض عربي وإسلامي واسع للخطة الرامية لإخراج الفلسطينيين من القطاع من دون أن يكون لهم حق العودة.

ووفقا للإعلام العبري فإن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غرسا فكرة التهجير الطوعي للفلسطينيين في ذهن دونالد ترامب في لقائهما معه قبل عدة أشهر من توليه منصب الرئاسة الأميركية.

وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن تهجير الفلسطينيين من وطنهم ليس فكرة جديدة، بل يعود إلى أكثر من 6 عقود من الزمان، كاشفة عن مخطط سري تعمل الحكومة على تنفيذه من خلال الإغراءات.