-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نقابات تدعو إلى فرض شروط وإعادة الصلاحيات لمجالس الأقسام

الاختبارات الاستدراكية.. من فرصة ثانية إلى “مقبرة للتلاميذ”

نشيدة قوادري
  • 3579
  • 0
الاختبارات الاستدراكية.. من فرصة ثانية إلى “مقبرة للتلاميذ”
أرشيف

أبانت تقارير المفتشين المنبثقة عن تحقيقات ميدانية، عن تحول “الاختبارات الاستدراكية” المتبناة منذ أزيد من عشر سنوات، إلى مصدر قلق للأولياء بسبب النتائج الكارثية المحصل عليها من قبل أبنائهم، إذ يتم تسجيل نسبة انتقال تعادل الصفر بعد “الاستدراك” سنويا، وأضحى بمثابة “مقبرة للتلاميذ” بسبب صعوبة المواضيع المطروحة.
ونتيجة لهذه المعاينة، تطالب نقابات قطاع التربية الوطنية، بتوفير شروط موضوعية وعلمية بحتة لإنجاح “الاختبارات الاستدراكية”، بدءا بإعادة الصلاحيات كاملة لمجالس الأقسام “لإنقاذ” أكبر عدد ممكن من التلاميذ، وذلك عن طريق إعطاء “السلطة البيداغوجية” للأستاذ لتقييم تلاميذه تقييما موضوعيا دون ممارسة الضغوطات عليه.

“الأسنتيو”: الإبقاء على الاستدراك لرفع نسب النجاح في البكالوريا
وفي الموضوع، لفت قويدر يحياوي، الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، في تصريح لـ”الشروق”، إلى أن الاختبارات الاستدراكية، ومنذ أزيد من 10 سنوات من إقرارها، قد ساهمت في انتقال آلي وجماعي للتلاميذ إلى مستويات عليا وبنسب مرتفعة جدا بلغت وقتها 98 بالمائة، رغم ضعف مستواهم الدراسي والمعرفي، معتبرا نجاحهم، آنذاك، بـ”المزيف وغير الحقيقي”، وبمثابة جريمة ارتكبت في حقهم، لاعتبار واحد وهو أن قدراتهم الفكرية والعلمية تفرض عليهم إعادة السنة وليس الانتقال من أجل الانتقال.
وأشار محدثنا إلى أنه في سنوات سابقة، كانت الوزارة الوصية تقيس نسبة نجاح البرامج والمناهج الدراسية، بناء على نسبة صعود التلاميذ إلى المستويات التعليمية العادية، وهو الأمر الذي أثّر، مع مرور الوقت بشكل سلبي، على نتائج التلاميذ في الامتحانات المدرسية الرسمية، على غرار امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، إذ أضحت نسبة النجاح المسجلة سنويا لا تتجاوز الـ50 بالمائة ما يعني رسوب ما نسبته 50 بالمائة من التلاميذ.
واقترح مسؤول التنظيم بـ”الأسنتيو”، على القائمين على وزارة التربية الوطنية، ضرورة الإبقاء على الاختبارات الاستدراكية دون إلغاء، باعتبارها مكسبا بيداغوجيا وبمثابة فرصة ثانية تعطى للتلاميذ الذين أخفقوا في الاختبارات الفصلية لأسباب قاهرة، لكن شريطة فرض شروط تربوية وعلمية بحتة، تكمن في الاستمرارية في إعطاء الأستاذ سلطته البيداغوجية دون الضغط عليه سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لأجل إحراز تقييم حقيقي للتلاميذ الذين يستحقون فعلا فرصة ثانية للنجاح والانتقال إلى مستوى أعلى، وهو الأمر الذي يمهّد لتحقيق نتائج مرضية ومقبولة جدا في الامتحانات المدرسية في المستقبل القريب.

“الساتاف”: صعوبة مواضيع الاستدراك وراء رسوب التلاميذ
من جهته، أبرز بوعلام عمورة، الأمين العام الوطني للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، أن الأسباب التي تقف وراء رسوب عدد كبير من التلاميذ بعد اجتيازهم للاختبارات الاستدراكية، تكمن أساسا في صعوبة الأسئلة المطروحة، والتي تشمل عادة دروس السنة الدراسية “الفصول الدراسية الثلاثة”، علاوة على انقطاع المعنيين عن الدراسة لفترة طويلة بعد انقضاء اختبارات الفصل الدراسي الثالث لمدة تصل إلى شهر ونصف، على اعتبار أن برمجتها تتم أواخر شهر جوان من كل سنة ، فمن الناحية النفسية، يعتبر التلميذ نفسه في عطلة، وبالتالي، فعودته إلى مقاعد الدراسة لاجتياز الاختبارات تعد صعبة.
وطالب محدثنا بأهمية الإبقاء على الاختبارات الاستدراكية، شريطة إعادة الصلاحيات كاملة لمجالس الأقسام للفصل في انتقال التلاميذ من عدمه، بناء على مجموعة شروط أخرى تتعلق أساسا بمدى استعداده لتحسين مستواه الدراسي بعد حصوله على فرصة ثانية للانتقال.

“الكناباست”: استدراك بشروط لإنقاذ التلاميذ
أما نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، فنبّهت على لسان منسقها الوطني مسعود بوديبة في تصريح لـ”الشروق”، من أن العملية الاستدراكية، وعقب اعتمادها، قد ضيّقت على السلطة البيداغوجية لمجالس الأقسام وأعطت للإدارة صلاحية الإشراف عليها، على اعتبار أن “مجلس القسم” كان يملك، في وقت مضى، سلطة اتخاذ القرار والفصل في قضايا “الإنقاذ”، وذلك بحكم احتكاك الأساتذة بتلامذتهم بشكل متواصل ودائم، وبالتالي، فهم مطلعون على قدراتهم الفكرية والعلمية.
كما لفت المسؤول الأول عن “الكناباست”، إلى أنه قد تم الوقوف على نسبة رسوب مرتفعة للتلاميذ عقب اجتيازهم للاختبارات الاستدراكية، والسبب هو صعوبة المواضيع المطروحة والتعجيزية، رغم أن الاستدراك قد وُضع لأجل إنقاذ أكبر عدد ممكن من المتعلمين، بمنحهم فرصة ثانية وثمينة للانتقال إلى القسم الأعلى، ومن ثمّ، حثهم على العمل والاجتهاد أكثر لاستدراك نقائصهم التعليمية وتحسين مستواهم الدراسي وليس للرجوع إلى الوراء.
ورافع بوديبة من أجل إعادة الصلاحيات كاملة لمجالس الأقسام، للفصل في إنقاذ التلاميذ الذين تقترب معدلاتهم من معدل الانتقال، شريطة فرض معايير علمية وبيداغوجية مضبوطة، والابتعاد كليا عن المواضيع التعجيزية، على اعتبار أن الاستدراك هو أمل المتعلمين الراغبين في الارتقاء بمستواهم في سنوات قادمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!