-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاستقرار الإنساني.. وقوائم الانتظار

الاستقرار الإنساني.. وقوائم الانتظار

حالة الاستقرار الأمني التي نَنْعم بها اليوم، ينبغي أن تَتعزَّز بنوع آخر من الاستقرار، هو وحده الذي يجعلها مُستدَامة وغير قابلة للتأثر. هذا النوع الثاني من الاستقرار المعزِّز للأول والحامي له على المدى البعيد، هو ما يمكن أن نطلق عليه الاستقرار الإنساني. ومن بين ما يعنيه أن يشعر كلٌّ مِنّا بأنه في جميع حالاته، أو على الأقل في حالاته الرئيسية، يعيش كإنسان في بلده، في عمله ومسكنه وحياته الخاصة والعامة، لا يفكر بمنطق المؤقت أو بذلك الذي يجلس في قاعة الانتظار لا يدري متى يحين دوره ليستقر ويُحقِّق ما يكفي من الشروط ليعيش كإنسان بمعنى الكلمة.

المشكلة عندنا، أننا كثيرا ما نشعر بأننا غير راضين عن الحال التي نحن عليها، إن في الشغل أو الحياة الاجتماعية والاقتصادية، جراء الأوضاع المؤقتة التي نجد أنفسنا فيها أو الانتقالية أو المفروضة علينا فرضا. وهذا ينطبق على الشاب الذي يكون قد التحق للتوّ بمنصب عملٍ وهو غير راض عن إمكانية الاستقرار فيه، أو على الكهل الذي يكون قد قضى سنوات عدة في منصبٍ لم يشعر بأنه مكَّنه من تفجير طاقاته وأوصله إلى حالة الرضا عن النفس التي تُعَدُّ أساس كل استقرار.

هذه الحالة التي تكاد تكون عامة بيننا هي التي تمنع الإتقان في العمل والجدِّية فيه، وهي التي تُولِّد ما نُسميه بالتسيُّب والإهمال وهدر الإمكانات وعدم تحمُّل المسؤولية… إذ لا أحد يكترث لمصير مؤسسته، وكل يعدّ نفسه “مؤقتا” فيها، لأنها لم تُمَكِّنه من أن يُبدع ويحقِّق طموحاته، وأن يتمنى الاستقرار فيها إلى آخر يوم في حياته المهنية.

إذا كان علينا من تفكير في استقرار شامل وعميق، يُمكِّننا حقا من الخروج من حالة الخوف من المستقبل ومن التطور نحو الأحسن، أن ننتبه إلى هذا الجانب من الاستقرار الإنساني الذي مازلنا لا نوليه الكثير من الاهتمام، أي أن نخرج تدريجيا من حالة المؤقت، والانتظار، والتسويف، والوعود التي كثيرا ما نستخدمها كمُسكِّنات لحالات الاحتقان الكثيرة التي نعرفها، إن في العمل أو السكن، أو الصحة أو التربية… إلخ، إلى حالة الوضوح التام التي يُصبِح كل فرد فيها راضيا بالحال التي هو عليها، متفرغا للقيام بعمله على أحسن وجه، مستقرا ماديا ونفسيا، متحمِّلا لمسؤوليته على أكمل وجه.

ولعل هذا ما ينبغي علينا التركيز عليه في سياساتنا المستقبلية إذا أردنا فعلا أن نصل إلى مستوى الاستقرار الإنساني، هذا الأمل المنشود لكل مواطن لا يريد أن يقضي كل حياته ضمن حالات المؤقت وقوائم الانتظار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الجزائرية

    يجب أن تبنى أحياء تتوفر على كل المرافق الضرورية..وبها سكنات لائقة وبعد اكتمالها تباع مباشرة من الدولة للمواطن بصيغ متعددة تلبي كل الطلبات فهناك من يشتري بيته جاهزا ويتحصل مباشرة على عقد الملكيةوهناك من يحصل على إمكانية التسديد بالتقسيط على أربع أو خمس دفعات لمدة محددةوهكذا..وطبعا تراعى مجموعة من الشروط والمعايير لتحديد السعر كالحي وعدد الغرف إلخ..واخرى للإيجار مباشرة وتختلف حسب الحي والرفاهية كذلك مع امكانية التخفيض للعرسان أو محدودي الدخل وحتى للعزاب لمن يتعدى سنه مثلا 35سنة..فيما يخص الإيجار .

  • الجزائرية

    فلنأخذ مثالا:لا ننكر كشعب ما بذلته دولتنا فيما يخص بناء السكنات وبكل الصيغ بل نرى أننا استطعنا وبشكل كبير أن ننظف عاصمتنا ومدننا من البيوت القصديرية التي لم تخل منها كل مدن العالم.لكننا شعب نحمل ثروة كبيرة في جوف أرضنا وقمنا بثورة أكبر لنغسل قلوب شعبنا من مرارة القهر والحرمان الذي عرفه لقرون مضت فتلك الأحياء هي إساءة لشهدائنا وتضحياتنا إذا ما استمرت.لكننا نرى خطة الدولة في تلبية هذه الحاجة لا يمكن أن تكون مرضية أبدا إذا استمر الحال هكذا..وعليه يجب التفكير في مقاربة أكثر نجاعة بجانب كل هذه الصيغ