“الاكتئاب الخريفي” يهدد بالانهيار العصبي فتجنبوا العزلة والخمول

يستمر ارتفاع درجة الحرارة إلى بداية أكتوبر، رغم وجود نسمات خريفية من حين إلى آخر، إلا أن الطقس يبقى يختلف عن الفترة الصفية، مما أحدث بعض التغيرات الموسمية في الحالة النفسية والصحية للأشخاص، وخاصة كبار السن.
وقال الدكتور محمد كواش، المختص في الصحة العمومية، لـ”الشروق”، إن التقلبات الجوية خلال فصل الخريف، تتغير من حين إلى آخر وتتخللها نسمات باردة، وانتشار لحبوب اللقاح في الهواء، وهو ما يؤدي إلى الحساسية والأنفلونزا الموسمية، والتهاب الملتحمة نتيجة للغبار والأتربة، حبوب لقاح الأشجار والنباتات الأخرى.
وإلى جانب هذه الأمراض، بحسب كواش، يتعرض بعض الأشخاص خلال فصل الخريف، إلى تورم العين وتهيجها، وخروج إفرازات منها، ويعاني البعض أيضا، من حساسية شديدة للضوء.
وأوضح المختص في الصحة العمومية، أن كل الاضطرابات الموسمية، تحدث حالة اكتئاب وشعور بالإزعاج، والمزاج السيئ الذي يدوم بحسبه، فترة طويلة عند البعض، لاسيما فئة النساء أو كبار السن، والذين فقدوا الاهتمام أو حرموا من التمتع بنشاطات يومية، والذين أحيلوا على التقاعد.
وحذر الدكتور كواش من “الاكتئاب الخريفي”، لأنه مرض بحسبه، يصيب الأغلبية ويجهله الكثير، حيث دعا إلى الانتباه إلى مثل هذه الأمراض النفسية الموسمية، “لأنها خطوات نحو الأزمة النفسية الخطيرة”، وقال إن الاكتئاب الخريفي، حالة نفسية تصيب الكثير من الأشخاص بفعل عوامل نفسية ومناخية، فالأفراد الذين يحبون فصل الصيف والمتميزون بالسهر والسفر، يتغير مزاجهم مع بداية الدخول الاجتماعي، حيث يصبح اليوم قصيرا والليل طويلا.
ويضيف كواش، أن هذا التغير للنمط المعيشي من الصيف إلى الخريف يؤثر بشكل كبير عند بعض الأشخاص ويؤدي إلى نوبات تسمى الاكتئاب الخريفي، والعزلة والخوف، الأرق، واضطراب النوم والكوابيس الليلية، مشيرا إلى أن اغلب هؤلاء من مواليد فصل الصيف.
وأكد محدثنا، أن العامل المناخي مرتبط بالإضاءة، موضحا أن تساقط الأوراق في الخريف سببه الإضاءة التي تقل في الخريف وخاصة في الفترة المسائية حيت تأتي بشكل مبكر جدا، وهذا ما يؤدي إلى انخفاض تعرض الأشجار للإضاءة وتوقف تركيب اليخضور وتتساقط الأوراق وموتها.
ونفس الشيء بالنسبة للإنسان، حيث بحسب كواش، يؤدي انخفاض الضوء إلى نقص فتامين “دال” الذي يدخل في تركيب الكثير من الهرمونات، بينها هرمون السعادة والنشاط، والنمو، وقوة العظام، حيث يؤدي ذلك، إلى ظهور الخمول الاكتئاب والانهيار البدني والعصبي أو ما يسمى الاكتئاب الخريفي.
ونصح المختص في الصحة العمومية، الدكتور محمد كواش، بالانتباه لخطورة الاكتئاب الخريفي، خاصة عند الشباب والذين يعيشون العزلة، قائلا: “إن الاكتئاب الخريفي قد يؤدي للانهيار العصبي فنحذر ويجب علينا أن ننشط خلال الفترة الخريفية، وأن نسافر وتطالع ونتجنب العزلة وأن نتعرض لأشعة الشمس ونمارس الرياضة والمشي في هذه الفترة من السنة.