-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحدّثوا أيضا عن انتشار قوات في بلدين وسط إفريقيا

الانقلابيون يتّهمون دولة عظمى بالاستعداد للعدوان على النيجر

وكالات
  • 2526
  • 0
الانقلابيون يتّهمون دولة عظمى بالاستعداد للعدوان على النيجر
ح.م

انقضت المهلة التي حددتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لقادة الانقلاب في النيجر لتسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة، وسط دعوات غربية لتمديدها وغياب أي مؤشر لتدخل عسكري.
إلى ذلك، أعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر الليلة قبل الماضية إغلاق المجال الجوي، واتهم “دولة أجنبية عظمى” بالإعداد لما وصفه بـ”العدوان على بلده”، وذلك مع انتهاء مهلة (إيكواس) للتدخل عسكريا لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى السلطة.
ويأتي الإعلان عن إغلاق المجال الجوي للنيجر في وقت نقلت فيه صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول رفيع من إحدى دول مجموعة إيكواس أن جيوش المنطقة بحاجة لمزيد من الوقت للاستعداد قبل دخول النيجر.
وحذر المجلس العسكري الحاكم في النيجر من “أي مغامرة عسكرية” للتدخل في بلده، وقال إنها ستكون كارثة على الاستقرار والوحدة في المنطقة. وقال ما يسمى “المجلس الوطني لحماية الوطن” في النيجر في بيان إن هناك انتشارا مسبقا لقوات في بلدين وسط إفريقيا “استعدادا لتدخل عسكري في بلدنا”، دون تحديد هذين البلدين، محذرا من أن “أي دولة مشاركة سيتم اعتبارها طرفا في القتال”.
وجاء في بيان للعسكريين أنه “في مواجهة التهديد بالتدخل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقا من استعدادات البلدان المجاورة، أغلق المجال الجوي للنيجر اعتبارا من الأحد أمام جميع الطائرات وحتى إشعار آخر”. وشدد البيان على أن أي محاولة لخرقه ستواجه “برد قوي وفوري”.
وسبق للانقلابيين في نيامي أن تعهدوا “برد فوري” على “أي عدوان”. وفي وقت مبكر أمس الإثنين، لم يسجّل تحليق أي طائرة في أجواء النيجر، وفقا لموقع “فلايت رادار 24” لتتبع الرحلات.
وكانت “إيكواس” أمهلت العسكريين أسبوعا انتهى الأحد لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه وفكّ الاحتجاز المفروض عليه منذ انقلاب 26 جويلية. ورغم أن قادة جيوش هذه الدول وضعوا الأسبوع الماضي إطار “تدخل عسكري محتمل”، أكد مصدر في المنظمة أن “خطوة كهذه لن تحصل على الفور”. وأوضح المصدر أنه من المقرر أن يعقد قادة دول غرب إفريقيا اجتماعا استثنائيا في أبوجا الخميس المقبل لدرس الخطوات اللاحقة.
وأثار الانقلاب وسبل التعامل معه انقساما في إفريقيا والعالم؛ ففي حين أدانته العديد من الدول الغربية تتقدمها فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، حذّرت دول مجاورة أبرزها الجزائر من خطورة أي تدخل عسكري.
من جهتها، اعتبرت مالي وبوركينا فاسو اللتين يحكمهما العسكر بنتيجة انقلابات سابقة، أن أي تدخل في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب عليهما. وتوجّه أمس وفد مشترك من البلدين إلى النيجر للتعبير عن التضامن معها. وفي محاولة لمنح الدبلوماسية مجالا إضافيا، أيّدت روما وبرلين تمديد المهلة الإفريقية لانقلابيي النيجر. وأعرب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في مقابلة نشرتها صحيفة “لا ستامبا” أمس الاثنين عن أمله في “تمديد” المهلة، مضيفا “يجب إيجاد حل: لا زال يمكننا إيجاد حل غير الحرب”. وشدّد على أنه “لا يمكن لأوروبا أن تتحمل مواجهة مسلحة. يجب أن لا يُنظر إلينا على أننا مستعمرون جدد”.
من جهته، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر أن “إيكواس شدّدت دائما على أنها ستستنفد أولا جهود الوساطة. نعتقد أن جهود الوساطة ما زالت في بدايتها لأن العقوبات بدأت للتو تُؤتي ثمارها”. وأشار إلى عدم وجود “آلية تلقائية” بين انتهاء المهلة والذهاب نحو التدخل العسكري، مشددا على أن ألمانيا “تأمل في أن يتجاوب الانقلابيون مع جهود وساطة الاتحاد الإفريقي وإيكواس، ونحن على تواصل وثيق مع المنظمتين بشأن الخطوات المقبلة”.
وساد الهدوء شوارع نيامي الإثنين، غداة احتشاد نحو 30 ألفا من مؤيدي الانقلاب في عرض قوة قبيل انتهاء المهلة، ملوحين بأعلام النيجر وروسيا وبوركينا فاسو. ووصل أعضاء من “المجلس الوطني لحماية الوطن” إلى مكان التجمع في قافلة سيارات رباعية الدفع واستقبلهم الحشد بحرارة.
وتحدث الجنرال محمد تومبا، الرجل الثالث في المجلس العسكري، للتنديد “بمن يتربصون في الظل” والذين “يخططون لتخريب مسيرة النيجر إلى الأمام”.
وفي حين يبقى الرئيس بازوم محتجزا منذ الانقلاب، أفرج العسكر عن وزيرة المناجم أوسيني حديزاتو الأحد “لأسباب طبية”، بحسب ما أفاد مقرّبون منها.

وكانت حديزاتو أوقفت مع غيرها من المسؤولين ضمن ما عدّه الحزب الحاكم “اعتقالات تعسفية” نفّذها الانقلابيون. وأكد مصدر مقرّب من الحزب أن “كل الشخصيات الأخرى من وزراء ومسؤولين سياسيين، ما زالوا موقوفين”.
وبعد الانقلاب، أعلنت دول عدة تعليق مساعداتها التنموية للنيجر التي تعد من أكثر بلدان العالم فقرا على رغم مواردها الطبيعية خصوصا اليورانيوم.
وتواجه البلاد نشاطا لمجموعات جهادية خصوصا “بوكو حرام” وتنظيم “داعش” في منطقة الساحل الإفريقي.
وشددت مجموعة من الباحثين المتخصصين بشؤون الساحل على ضرورة “الحؤول دون السيناريو الكارثي لاندلاع حرب” في النيجر، في رسالة نشروها في صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية نهاية الأسبوع.

وأضاف الباحثون أن هذه الحرب “لن يخرج منها سوى منتصر وحيد: الحركات الجهادية التي تبني منذ أعوام توسُّعها الميداني على حساب انهيار الدول”.
وأجْلت دول أوروبية أبرزها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، المئات من رعاياها في الأيام الأخيرة من النيجر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!