الباب مفتوح أمام طرازات أخرى غير “فيات”

مصنع حقيقي للسيارات بوهران وليس لنفخ العجلات
تسويق دوبلو السياحية اعتبارا من فيفري الجاري
هذه نسبة تقدم الأشغال بتوسعة اللحام والطلاء

أكد سمير شرفان، مدير العمليات بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بمجموعة ستيلانتيس العالمية للسيارات، بأن “فيات” الجزائر ستطرح مولودها الجديد وهو “دوبلو بانوراما” (السياحية) للتسويق خلال شهر فيفري الجاري، مشددا على أن وحدة “فيات” بوهران ستكون منشأة حقيقية لتصنيع السيارات، خصوصا مع استلام وحدة الطلاء والتلحيم، مع آفاق تصدير مستقبلية.
وأوضح سمير شرفان، خلال لقاء مع ممثلي أربع وسائل إعلام وطنية بوهران، بينها “الشروق”، أن طراز دوبلو السياحية سيتم الكشف عن بقية تفاصيله من طرف “فيات الجزائر” لاحقا، مشيرا إلى أن قدومه إلى الجزائر كان بهدف الوقوف على سير العمل لإطلاق الطراز الجديد.
ولفت شرفان إلى أنه عندما يتم إطلاق الطراز القادم، وهو الطراز الرابع المنتظر نهاية السنة، سيبدأ مصنع فيات بطفراوي الإنتاج بنسبة إدماج تزيد عن 20 بالمائة من اليوم الأول، مشيرا إلى أن نسبة الإدماج عند بداية إنتاج طراز دوبلو بانوراما (السياحية) ستزيد عن 15 بالمائة.
وقال في هذا الصدد “سننتقل إلى هيكل منتج محليا، وقد أعطينا الأولوية للمشاريع الجديدة لبدء تشغيل وحدات المصنع الجديدة، وسيتم تزويد نفس طراز دوبلو بمقاعد منتجة محليا، تماما مثل الطراز الرابع، الذي من المقرر أن يبدأ إنتاجه في ديسمبر 2025”.
وأضاف “من المتوقع أن نصل إلى نسبة 30 بالمائة خلال عام، حيث أن عملية تطوير المصنع تتقدم بسرعة منذ إطلاقه”.
وفي رد على سؤال لـ”الشروق” حول استراتيجية “ستيلانتيس” من خلال وحدة “فيات” بوهران لجعله مصنعا حقيقيا للسيارات، بعيدا عن التجارب السابقة التي وصفت بـ”نفخ العجلات”، شدد شرفان على أن المجموعة تعمل باستمرار على تطوير صناعة السيارات، حتى فيما يتعلق بالتدريب، من خلال تحقيق 180 ألف ساعة تدريب في عام 2024.
ولفت شرفان إلى أنه بعد المحادثات التي جرت مع الطرف الجزائري وبداية أشغال المصنع، كان الموضوع الحاضر بشكل دائم هو كيفية القيام بعمل حقيقي لتطوير شعبة صناعة السيارات.
وعلق بالقول “اعتقد أنه مهما تحدثنا وصرحنا، هناك تعليقات من طرف الناس، وأنا أشاهد هذا عندما أقوم بالنشر (المنصات الاجتماعية) أن هناك أغلبية من الناس مرحبة بالمشروع وتعبر عن سعادتها به ومواصلة تطوير الشعبة وهناك أقلية مشككة”.
واعترف المتحدث بأن هناك عملا كبيرا يجب القيام به من خلال مصنع فيات بوهران، ولكن هناك انتصارات وانجازات يجب تحقيقها في هذه العملية.
وحسبه، فإن ستيلانتيس تجري مباحثات حاليا مع شركة “ACS” لمعرفة كيف يمكنها استخدام البولي بروبلين، وهي مادة بلاستيكية، في السيارات وإنتاج واقي الصدمات، صفائح الأبواب ولوحة القيادة وغيرها.
وكشف شرفان عن محادثات أيضا مع شركة توسيالي التركية للحديد والصلب، لتطوير درجة الفولاذ المستخدم في صناعة السيارات.
هذه هي طبيعة الأعمال التي نحن بصدد القيام بها لتطوير الموردين المحليين وخلق فاعلين جدد من خلال الشراكة بين شركات دولية ومناولين محليين، وهذا عمل جار والالتزامات موجودة بالفعل، ونحن ماضون إلى أبعد من ذلك لزيادة الأحجام وعمق التكامل، سيتم تدشين ورشات الصفائح المعدنية والطلاء في غضون أشهر قليلة، مثلما يقول شرفان.
وفي سؤال حول إمكانية توسيع مصنع وهران ليشمل علامات لـ”ستيلانتيس” أخرى غير “فيات”، شدد سمير شرفان على أن المجموعة تركز حاليا على زيادة الإنتاج، لكن هذا لا يعني أنها لا تستطيع توسيع الإنتاج إلى علامات أخرى، فالأبواب تبقى مفتوحة خصوصا أن الجزائر من أهم المراكز الصناعية والتجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتلعب دورا مهما في الريادة الإفريقية.
وعن آفاق التصدير بحلول عام 2026، عند بلوغ المصنع طاقة انتاجية بـ90 ألف وحدة، ذكر شرفان أن هذا الرقم لم يصل إليه المصنع بعد، والأكيد بالنسبة لـ”ستيلانتيس” هو زيادة الإنتاج والإدماج المحلي والنوعية والجودة والفعالية بشكل يمكننا من الارتكاز على هذه النتائج للذهاب بعيدا.
ويشرح شرفان أن الأمور في كامل البلدان تتم مرحلة بمرحلة، ولذلك ولحد الآن شهد العام الماضي إنتاج 17 ألف سيارة، ويتطلع المصنع إلى 60 ألف مركبة بحلول عام 2025، وإذا تمكن من تحقيق هذا الرقم أي 60 ألف مركبة في 2025 وبلوغ كل الأهداف التي سبق الحديث عنها، سيكون ذلك منطلقا مناسبا للمجموعة للعمل على ما تبقى من أهداف.
وعلق قائلا “عمق الإدماج المحلي وأداء المصنع هي العوامل التي ستمكن الجزائر من عمليات تصدير معتبرة وأيضا التصدير مطروح، لأنه وارد ضمن الالتزامات المحددة في دفتر الشروط”.
وتحدث شرفان عن تسجيل 80 ألف طلب لشراء دوبلو التجارية في عام 2024، وتشير توقعات المجموعة إلى 80 ألف طلب أخرى ستسجل على الأقل فيما يتعلق بسيارة دوبلو السياحية.
كما كشف سمير شرفان عن مدى تقدم توسعة مشروع مصنع فيات بطفراوي الذي يتضمن اللحام والطلاء لأول مرة في الجزائر.
وبخصوص مبنى ورشة الطلاء فقد بلغت نسبة الأشغال به مائة بالمائة، في حين بلغت نسبة تزويدها بالمعدات والتجهيزات 40 بالمائة، في حين بلغت الأشغال بورشة التلحيم نسبة 85 بالمائة، ومن المتوقع أن تبدأ عملية تجهيزها بالمعدات شهر مارس المقبل.