-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تهافت النساء على الفتاوى في شهر رمضان

البحث عن مبررات للتجاوز على الصيام

نسيبة علال
  • 2390
  • 0
البحث عن مبررات للتجاوز على الصيام
بريشة: فاتح بارة

تبحث المرأة المسلمة عن فتاوى لبعض الأمور والمخرجات في حياتها اليومية، لكن الملاحظ في السنوات الأخيرة تزايد طلبات الفتوى في شهر رمضان، عبر أثير الإذاعات، أو بمشاركات على القنوات التلفزيونية وحتى بمراسلات مباشرة إلى أئمة المساجد، دون ذكر كمّ الأسئلة والاستفسارات المتهاطلة على المشايخ والمفتين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها بريء وبعضها يبحث عن تبريرات لتجاوزات في الدين.

يكشف الدكتور دحماني عبد الصمد، مفت باحث وعضو جمعية العلماء المسلمين، وإمام مسجد، أن أغلب طلبات الفتوى، التي يكون مصدرها سيدات، وبالخصوص المتزوجات، تكون في رمضان، أغلب محاورها واضحة في الدين، فصل فيها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن خلال بحثنا عبر الإنترنت تأكدنا من كلام الدكتور، بحيث ظهر أهم الفتوى سواء عبر الحصص الإعلامية المسجلة أم عبر المنتديات والمجموعات الإلكترونية، تتمحور جلها حول حكم التزين ووضع المكياج في رمضان، بعض الأسئلة العميقة التي تخص العلاقة والمعاملات بين الزوجين، استفسارات متكررة من قبل الحوامل والمرضعات وسيدات فاجأهن الحيض في رمضان، وأخرى عن تناول الأدوية وحتى المكملات الغذائية ووضع الكريمات المرطبة ومستحضرات شد البشرة… في المقابل، تتكرر الفتاوى وتتباين بين المذاهب والتوجهات الدينية، ليظهر في الأخير أن ما يقارب نصف الأسئلة تهدف إلى إيجاد تبريرات لبعض التصرفات التي تقبل عليها النساء في رمضان مع علمهن أو تشكيكهن في إمكانية إفساد الصيام.

برامج الفتوى الرمضانية.. للتفاعل

قنوات تلفزيونية برمتها، وأستوديوهات رمضانية ضخمة تخصص لهذا النوع من الحصص الدينية، أغلب المتفاعلين معها من السيدات، أصبحت تثير أزمات اجتماعية خطيرة، وجدلا واسعا في الأوساط الدينية بما تصدره من فتاوى، وكذلك بكم التناقضات والتباينات بين المفتين حول الموضوع الواحد، حيث يطرح شيخ ما يخالف به مشايخ آخرين، فتلجأ إلى فتواه فئة من السيدات، حسب ما يوافق مصلحتهن الشخصية، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى المساس بركن الصوم في شهر رمضان المعظم.. وفي هذا يقول أستاذ الشريعة الإسلامية، نصر الدين واضح: “بعض المشايخ والمفتين عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية العربية باتوا يسعون إلى ما تسعى إليه برامج الفن، من شهرة وتفاعل وصيت، كل يفتي في الدين على هواه، مع تحريف المرجعيات، وهذا خطر كبير على الإسلام، خاصة أن غالبية النساء في مجتمعاتنا العربية السائرة نحو التفتح والعصرنة، بتن أقل ارتباطا بالدين واكتراثا بأحكامه الصحيحة..”.

“لا للفتوى التي تبرر التجاوزات في الدين”

تعج مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة المجموعات النسائية على فايسبوك، بمنشورات تروج لفتاوى مغلوطة، أصدرها مفتون عرب وجزائريون، حول الصيام في رمضان، جوازه ومبطلاته، ومع أن المواضيع المتعلقة بهذا واضحة وضوح الشمس في ديننا الإسلامي، إلا أنها تعود كل سنة لتثير الجدل والتلاسنات، خاصة على الفضاء الافتراضي، كالتزين والتبرج أثناء الصيام، وعن صيام الحامل والمرضعة، وعن نقوض صيام الحائض ومواقيت الطهارة، وما تعلق بالمعاملات الزوجية، هل يجوز أم لا يجوز. ورغم أن النساء كذلك يحصلن على إجابات وفتاوى واضحة وصريحة، حتى في أدق التفاصيل المرتبطة بصيامهن، في رمضان وما بعده من قضاء للدين، وأيام بيض إلا أن تكرر الأسئلة يستمر ليستمر معه البحث عن ثغرات تبيح بعض التجاوزات النسائية في رمضان، خاصة ما تعلق بالمظهر والزينة والعلاقة مع الشريك. وفي هذا ينهى الدكتور المفتي دحماني عبد الصمد فئة النساء على الخصوص عن إحراج المفتين والمشايخ وأئمة الدين، بإصدار فتاوى في أمور تافهة لا تمت للدين الإسلامي برابط، وهو يقول: “يجب أن تتحلى المرأة المسلمة بالعفاف والحياء، فالحلال بيّن والحرام بيّن، ولا حرج في طلب الفتوى المتعلقة بمرض أو عذر طارئ أثناء الصيام، للتأكد من ذلك، أما من تعلم بمنقضات صيامها وتحاول بعمد اتباع فتاوى تبيح لها ذلك، فهي آثمة، ولا يصح صومها بغياب النية الصادقة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!