البحر يلفظ جثة الطفل حارث.. ويلتهم آخر ببجاية

عُثر، مساء الاثنين، على جثة الطفل الغريق المفقود منذ صبيحة يوم الجمعة، على مستوى الشاطئ الصخري “ليفالاز” بإقليم بلدية ملبو بشرق بجاية، حيث لفظ البحر جثة الضحية قبالة شاطئ “جوة” بإقليم بلدية بوخليفة، بعدما جذبتها التيارات البحرية على مسافة طويلة.
وكان غطاسو وأعوان الحماية المدنية قد قاموا بتمشيط ساحل الجهة الشرقية للولاية، منذ الجمعة وعلى مدار أربعة أيام، أين تم تنصيب فرق متنقلة على طول الشاطئ الصخري لملبو، على أمل العثور على جثة الضحية، لكن دون جدوى، إلى أن تم العثور على جثة الطفل المفقود قبالة شاطئ “جوة” قبل أن يتم انتشالها من قبل غطاسي الوحدة الثانوية للحماية المدنية لدائرة تيشي. وحسب المعلومات الأولية، فإن الجثة تعود للطفل “حارث بوذراع”، البالغ من العمر 14 سنة، ينحدر من بلدية العلمة بولاية سطيف، الذي كان قد فقد بشاطئ “ليفالاز” منذ صبيحة يوم الجمعة، علما أن تواصل هيحان البحر لأيام عديدة صعّب عملية البحث عن الغريق المفقود.
ولسوء الحظ، فقد تم الإعلان، مساء الاثنين، عن غرق مراهق آخر بشاطئ “ثاسيفت” عند المدخل الشرقي لمدينة تيشي، وهو شاطئ غير محروس، ويتعلق الأمر بطفل يبلغ من العمر 15 سنة، ينحدر من ولاية غليزان، حيث لا تزال عمليات البحث عن جثة الضحية متواصلة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، مع الإشارة إلى أن البحر لا يزال مضطربا على طول الشريط الساحلي لبجاية، ما يعني أن السباحة ممنوعة وخطيرة.
وارتفع عدد الغرقى بشواطئ بجاية منذ الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف إلى 20 ضحية أغلبهم مراهقون ينحدرون من ولايات سطيف، بثماني ضحايا وبجاية بضحيتين وبرج بوعريريج بضحيتين والمسيلة والبويرة وأم البواقي والمغير والجزائر العاصمة، فيما ينحدر الضحية رقم 20 من ولاية غليزان.
وبالنظر إلى تواصل هيجان البحر على امتداد ساحل بجاية، فقد أضحى من الضروري على الشباب والمراهقين تفادي المغامرات التي تعرّض حياتهم للخطر وتخلّف الأحزان من جهة أخرى، مع أهمية الإصغاء لنصائح أعوان الحماية المدنية وحراس الشواطئ الذين أضحوا يعانون و”يتوسلون” المصطافين حفاظا على حياتهم، في حين يستوجب على الأولياء مراقبة ومرافقة أبنائهم خلال توجههم إلى شواطئ البحر، أو على الأقل، تكليف مرشد بالغ بمراقبتهم، علما أن أغلب الضحايا الذين التهمهم البحر بشواطئ بجاية هم من فئة الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة، وأن أغلب الضحايا قد غرقوا بشواطئ غير محروسة، أو قبل بداية عمل حراس الشواطئ أو عندما كان البحر هائجا، مع ضرورة الإشارة إلى أن السباحة بالمسابح ليست كالسباحة في البحر، أين المياه تكون أثقل، دون الحديث عن التيارات البحرية والتشنجات العضلية التي تترصد بحياة المصطافين.