البكالوريا الورقية تقع في أول اختبار صعب أمام لوبيات الغش الالكتروني

طوي الخميس، الطلبة المشاركين في امتحانات مسابقة شهادة البكالوريا آخر المواد المقترحة وسط موجة من التخوف بسبب “السوسبانس” الذي مروا به منذ البداية، سواء ما تعلق بالأخطاء التي وقعت في بعض المواضيع، أو مسلسل الإشاعات وترسيب أسئلة الامتحانات بشكل مفاجئ عبر الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقعت مسابقة البكالوريا الجزائرية لأول مرة في اختيار صعب وحاسم أمام “لوبيات” الغش الالكتروني، والتي تتصدرها عديد الأطراف التي طبقت منطق “الغاية تبرر الوسيلة”، من خلال توظيف مختلف التقنيات التكنولوجية الحديثة بغية تطوير أساليبها في الغش للحصول على النقاط التي تضمن لهم النجاح على حساب أخلاقيات العلم والامتحان في حد ذاته، والشيء الذي تأسف له الكثير هو أن نزعة الغش لم تنحصر في الطلبة الممتحنين الذين قد لا يلامون في لجوئهم إلى مختلف هذه الخيارات لتحقيق أمانيهم رغم أن ذلك يوصف في خانة المحرم وغير المبرر، إلا أن المؤسف في نظر بعض من تحدثنا معهم هو مساهمة الأولياء في حث أبنائهم على تعلم كل أساليب الغش الورقية والالكترونية على حد سواء، بدليل لجوئهم إلى مقاهي الانترنيت التي يكثر فيها الحديث عن “حنكة” مسؤوليها في ضمان أجوبة أو أسئلة مقترحة أو شبيهة لتلك التي تطرح في امتحانات البكالوريا، ليقع الجميع في مرحلة الشك بعد انفجار الأمور في اليوم الأول، بسبب حدوث خطأ فادح في موضوع اللغة العربية الخاص بالشعب العلمية، موازاة مع نشر المواضيع بشكل قياسي على النت ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي وصفه الكثير على انه استهداف واضح لهذه المسابقة الوحيدة التي حافظن نسبيا على مصداقيتها على مدار السنوات المنصرمة، مثلما هو استهداف مباشر لوزيرة التربية على حساب استقرار المنظومة التعليمية في الجزائر، وهو ما يوحي أن العديد من الأطراف سارت على نفس النهج، وفي مقدمة ذلك بعض الحراس والمؤطرين وحتى الأساتذة الذين ساروا على أهواء المصطادين في مستنقع الغش بمختلف أساليبه، ما جعل البعض يريد أن يسوّي بين الطين يعلمون والذين لا يعلمون.
والواضح أن المصالح الإدارية على مستوى وزارة التربية وكذا الجهات الأمنية وأجهزة العدالة وقعت في اختبار مهم، في ظل طغيان مختلف أساليب الغش الالكتروني الذي يسعى إلى زعزعة استقرار مملكة البكالوريا الورقية، وهذا بناء على النماذج المختلفة لتوظيف تقنيات تكنولوجيا الاتصال في غير محلها، وهو ما يفتح المجال واسعا للحديث عن مدى محاربة الجريمة الالكترونية، ومن ذلك مختلف أساليب الغش المبنية على الهواتف الذكية والجيل الثالث الذي بدل أن يسهل مهمة التواصل والوصول إلى المعلومة في حينها، أصبح طرفا في تفعيل عملية الغش بمختلف أنواعه وأشكاله.