-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البكالوريا.. لم يفت الأوانُ بعد!

البكالوريا.. لم يفت الأوانُ بعد!
أرشيف

ليست المشكلة في عدد الناجحين، (مباركٌ للجميع)، ولا في ارتفاع أو انخفاض نسبة النجاح… وغيرها من القضايا الفرعية التي مافتئت تُثَار في كل مرة بمناسبة الإعلان عن نتائج البكالوريا، إنما المشكلة في أننا لم نطرح إلى حد الآن السؤال الصحيح: كيف يمكننا أن نُحوِّل هذا العدد إلى كيف بعد أن تخطى هذه المرحلة، وكيف نضمن مستقبلا تحوُّله إلى كيف قبل بلوغ هذه المرحلة؟

أي أن السؤال الذي ينبغي أن يُطرَح اليوم، هو: كيف نُعِدُّ الجامعة لاستقبال هذا العدد وتحويله إلى نوع، وهذا ليس أمرا مستحيلا؟ وكيف نستبق الأمر مع العدد القادم من التلاميذ حتى لا نُكرِّر المشكلة ذاتها في السنوات المقبلة؟

بمعنى آخر: كيف نجعل من نوعية التعليم أولوية، ومن المعلم ركيزة في بناء الفرد، ومن المدرسة قاعدة الانطلاق لبناء مجتمع متماسك واقتصاد قوي، بدل الخوض في مسائل جانبية كثيرا ما تم تلهيتُنا بها؟

ينبغي في تقديري ألا يخيفنا العدد، كما ينبغي ألا نخشى عدم تمكننا من تأطيره وتوجيهه الوجهة الصحيحة إذا ما كانت لدينا الإرادة الحسنة والرؤية الواضحة وعرفنا ترتيب الأولويات.

لم يفُت الأوان بعد، بإمكان التلميذ أن يستدرك ما فاته في أي طور من الأطوار من الابتدائي إلى الجامعة إذا ما أُسنِدت الأمور إلى أهلها، وأعيد الاعتبارُ للمعلم والأستاذ وللمدرسة والجامعة معنويا وماديا.

إن مشكلتنا تكمن في هذا المستوى، وليس في عدد الناجحين، ذلك أنَّ المستوى لن يتحسَّن بتخفيض عدد الناجحين ولا بزيادته، إنما بمقاربةٍ علمية تضع نوعية التعليم ومكانة المعلم أولوية الأولويات.

لم تمنع أعدادُ التلاميذ الهائلة الصين من أن تحتل المرتبة الأولى عالميا  في آخر اختبارات للبرنامج الدولي لتقييم الطلبة المعروف باسم “بيسا” PISA من بين 77 دولة مسجلة ضمن البرنامج، كما لم تمنع الأعداد القليلة لتلاميذ سنغافورة من احتلال المرتبة الثانية واستونيا المرتبة الثالثة عالميا، حتى قبل اليابان الذي احتل تلامذته المرتبة السادسة وألمانيا     الـ19 وفرنسا الـ26 بعد الولايات المتحدة الأمريكية (25)… بما يعني أن الجزائر (غير المسجلة ضمن البرنامج)، بإمكانها أن تستفيد من خبرة الدول الكبرى والصغرى في هذا المجال لتحسين نوعية تعليمها.

ولعل هذه المهمَّة تُعد ذات أولوية قصوى بالنسبة لباقي المهام…

 الأمريكيون على إثر ترتيبهم المتدني سنة 2018، لم يطرحوا السؤال الخطأ عن نسبة النجاح، وعن العدد، بل يحثون عن أساليب الانتقال إلى مرتبة أعلى بين الأمم، كتقليص عدد التلاميذ في القسم، وإعطاء الأولوية  لتمويل التعليم، ودراسة العلاقة بين المدرسة والسجن، والرفع من قيمة المعلم، وإشراك المجتمع في إعداد البرامج… (اقتراحات مدرسة التربية بالجامعة الأمريكية بواشنطن)…

لذلك، بدل أن نستمرّ في الأحاديث الجانبية المُغذِّية لليأس، علينا التفكير بإيجابية وبأمل في المستقبل، أي كيف نستدرك ما فات ونمنع تدهور ما هو آت؟ أليس ذلك أفضل؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عمر عمران

    المشكل يا أستاذ سليم أن شروط تحويل الكم إلى الكيف غير متوفرة..ولكي تؤكد الوزارة الوصية هذا فقط أباحت الحرم الجامعي لمن نال 10/9...ومع جميع ذلك فإنه لا ينبغي التراخي في المطالبة بالرجوع إلى العقل والرشد