-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البكالوريا وثقافة الغش!

البكالوريا وثقافة الغش!
أرشيف

هل عجزت وزارة التربية الوطنية في معركتها ضد ظاهرة الغش؛ إلى درجة تستعين فيها باتصالات الجزائر لقطع الانترنت خلال الساعات الأولى من امتحانات البكالوريا؟ وهل استُنفدت كل الطرق القانونية لمحاصرة الغش وفرض الانضباط بعيدا عن قرصنة الانترنت وقطع التواصل بين الجزائريين؟ وهل تعمد البلدان عادة إلى قطع الانترنت لمحاربة الغش، أم أن الغش علامة جزائرية فقط؟

الواقع يقول أن هذه الإجراءات لن تضع حدا لظاهرة الغش التي باتت “ثقافة وطنية” خلال السنوات الأخيرة، وأن بعض الممتحنين قد عادوا إلى الأساليب التقليدية في الغش من خلال “الحروز” التي تحوي ملخصات الدروس، وقد انتشرت “حروز” معدة بطريقة احترافية وروجت بين المترشحين للبكالوريا في مادة التربية الاسلامية، مما يؤكد أننا نعيش مشكلة أخلاقية كبيرة!

وتكفي جولة على مدرجات وأقسام الجامعات عبر الوطن، لنكتشف عمق الأزمة، حيث تُكتب دروس بأكملها على الجدران لتكون في متناول الممتحنين، دون الحديث عن الغش الممارس في الرسائل الجامعية ومذكرات التخرج في مرحلة الماستر، والتي تشير الأخبار المتداولة بشأنها أن الأمر أصبح مهزلة حقيقية، حيث يكتفي الكثير من الطلبة بنسخ أجزاء من بحوث جامعية وتقديمها للحصول على الشهادة، وغالبا ما تقام مناقشات شكلية لهذه المذكرات التي يتم إعدادها في شهرين فقط!

وما يزيد الأمر غرابة هو تلك العلامات المضخمة جدا، حيث تتنافس الجامعات في تقديم أعلى النقاط حتى تضمن نجاح أكبر عدد من طلبتها في مسابقات الدكتوراه، وكذلك الحال بالنسبة للمؤسسات التربوية التي دخل الكثير منها في منافسة غير شريفة لحصول تلاميذها على أعلى المعدلات، بل إن الأمر بين الولايات كذلك، في ظل تساؤلات كثيرة تطرح حول حصول ولاية بعينها على أعلى نسب النجاح رغم ما تشهده هذه الولاية من اهتزازات في قطاع التربية.

إن إجراءات الوزيرة بن غبريط لن تضع حدا لظاهرة الغش، طالما أن الغش أصبح سلوكا يوميا في كل القطاعات وعلى كل المستويات، ولم يعد حكرا على المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات، ولا يوجد نشاط تجاري أو صناعي أو خدماتي إلا ودخله الغش في صورة قاتمة لم تكن بهذا الشكل قبل سنوات خلت. ومما ساعد في استفحال الظاهرة هو هشاشة الإجراءات العقابية وغياب الصرامة في تطبيق القانون، مما فتح الباب واسعا أمام الممارسات غير القانونية، التي غالبا ما يكون ضحيتها المواطن نفسه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • طالب عمر

    كل شيئ مغشوش في بلادي لأن الردع غائب وسياسة "هات تخطي راسي" طغت على المنطق. ربي يستر الحالة ماتعجبش.

  • محمد

    بقي لنا حل وحيد .... أن تقام الأمتحانات في ثكنات الجيش والسلام . تحت مراقبة الفيديو ، والعساكر والدرون . والسلام.

  • ت ابوعبدالله

    الصرامة في تطبيق القوانين تكون مقبولة و مستجابة عند المجتمع عندما تاتي من سلطة ذات شرعية اما عندما يكون المجتمع مقتنع ان من تولوا امره و بالتالي كل من يمثلهم غير شرعيين فتصبح تلك الصرامة او حتى الهشاشة في تطبيق القانون ظلم و طغيان من قبل طاغوت.

  • الطيب

    لهذا الأمر أصعب و أخطر مما نتصور .. لا يمكن اجتثاث الغش بجرة قلم أو بمرسوم أو بتسليط عقوبة أو بتشديد الإجراءات أو بمحاضرات أو بتأليف الكتب ....لا يمكن اجتثاث الغش من النفوس في يوم أو في سنة .الأمر يحتاج إلى خارطة طريق اليوم قبل الغد يشرف عليها علماء التربية و مناهجها و ينفذها مربون أكفاء في الميدان خطوة بخطوة لحظة بلحظة تبدأ مع البدايات الأولى للإنسان في التعلم ( من الابتدائي )...هذه الخارطة هي في الحقيقة البداية الحقيقية للتأسيس لنهضة علمية حضارية بقواعد متينة لا مكان للغش فيها قد تطول نعم و لكن لابد منها و لا حل غيرها ....بطيئة و لكنها أكيدة النجاح أكيدة الثمار .

  • الطيب

    لنكن صرحاء قطع الأنترنت لا يقضي على الغش و إنما هو محاولة للتقليل من فضيحة الغش من خلال كبتها بقطع الأنترنت !! ....الغش سلوك سيء يسكن في الذات و لكن يمكن أن ينحصر و ينكمش ثم يضمحل و يُنتزع بالتربية و ليس بغيرها ...التصور الواسع و الغاية العظمى للتربية و التعليم هو تحقيق الثمرة التي هي الإنسان الصالح الذي هو أساس الحضارة و المجتمع الصالح و بالتالي أي خلل أو غش أو قصور خلال مراحل تكوين هذا الإنسان سواءًا يقع عليه أو برتكبه هو على نفسه سينعكس حتمًا بالسلب عليه و على مجتمعه و على وطنه .

  • le bilingue

    للرداءة رجال وأحسبك واحد منهم .كيف تخلط التحليل في الضعف الخطير الذي تشهده المدرسة الجزائرية واستنتاجك المغلوط باتهامك الجهوي ياو فاقو