-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الأحياء الجديدة وتهيئة البيوت العصرية تذيع شهرتهم عبر "الفايسبوك"

“البنَّاء والسبَّاك والرصَّاص.. مهن تستعيد مكانتها!

وهيبة. س
  • 1574
  • 0
“البنَّاء والسبَّاك والرصَّاص.. مهن تستعيد مكانتها!
أرشيف

يقول المثل الجزائري “خدام الرجال سيدهم”.. السعي للاسترزاق لا يميز بين الوظائف والمهن والحرف، فالمهم أن الرجل هو من يشمر عن ساعديه ليضمن المال ويعيش بكرامة ويفيد أهله والمجتمع ككل، فرغم التقدم التكنولوجي والتطور العلمي والحصول على الشهادات التي تضمن للكثير مناصب مرموقة، إلاّ أنّ هناك من الحرف والأعمال البسيطة مثل “المانوفري” والبناء، ما تجني لأصحابها الملايين، خاصة في ظل حركية الإسكان والمشاريع الجديدة والتنافس على تجديد البيوت والفيلات..
ورغم بساطة بعض الأعمال والنظر إليها بطرف العين من قبل بعض من لا يشعرون بأهميتها سوى عند الحاجة إليها، متناسين الجهد والمعاناة التي يبذلها أصحاب هذه الحرف، إلاّ أنّ الطلبات زادت في السنوات الأخيرة على البناء ومساعده “المانوفري” و”السباك”، والكهربائي، وحرفة الترصيص والتلحيم، ولم يعد باستطاعة هؤلاء تلبية الطلبات المتهاطلة عليهم، خاصة مع موجة الترحيل التي شهدتها الجزائر منذ سنوات، ناهيك عن ورشات البناء والمشاريع الخاصة والعمومية.

“البنَّاء” .. شهرة فايسبوكية ومنافسة رقمية
واستعادت الكثير من الحرف في ظل منصات التواصل الاجتماعي، شهرتها وبريقها وأهميتها، من خلال عرض المهارات والإبداعات، واستعمال الأدوات والعتاد والأجهزة المتطورة، واللمسات العصرية التي تتماشى مع جديد الموضة والديكورات والتصاميم العالمية.
واستغل الكثير من أصحاب اليد العاملة في البناء والتكسير والتهديم وإعادة تهيئة الشقق والفيلات والمنازل مواقع التواصل الاجتماعي، “الفايسبوك” و”اليوتوب” للترويج لمهاراتهم وإنجازاتهم وجلب الزبائن، وضمان رفع تكلفة خدماتهم.
ولجأ البعض إلى مواقع إلكترونية، خاصة بالأحياء السّكنية الجديدة، والتي هي قيد التشييد، قصد الترويج لإبداعات أياديهم، وأفكارهم الجديدة، حيث شكّل الكثير من هؤلاء الحرفيين فرقا تتكون في الغالب من 10 أفراد.
وكما فضّل البعض فتح مواقع إلكترونية خاصة بهم، حيث يطمحون لفتح مؤسسات مصغرة، من خلال تطوير مهاراتهم، وضمان الطلبات، وتحقيق الشهرة عبر مناطق عدة من الوطن، وعن طريق أرقام هواتفهم التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، يتصل بهم الزبائن أثناء الحاجة.
وتحدّثت “الشروق”، إلى بعض الشباب الذين يروّجون لمهاراتهم في البناء والترصيص وصناعة الأبواب والنوافذ بالألمنيوم، والدهن، وإعادة تهيئة الشقق من الداخل، فأكّد هؤلاء أنّ “الفايسبوك” فتح لهم المجال وأسعار لاستقطاب الزبائن، خاصة أنّ الحاجة إلى هذه المهن زادت في السنوات الأخيرة.

التنافس على تهيئة البيوت ينعش عمل البناء
ولا تقتصر الطلبات على مساعد البناء و”البنَّاء”، والرصاص، والدهان، على المستفيدين من السّكنات الجديدة المتعلقة بالصيغ المختلفة، الذين يهتمّون بالتهيئة الداخلية لشققهم، والحرص على أنّ تكون عصرية، وأكثر جمالية، بل أن الموضة والديكورات المتماشية مع آخر الصيحات الخاصة بالحمامات والمطابخ وقاعات الاستقبال، وحتى النوافذ والأبواب، جعلت أصحاب الفيلات والمنازل الخاصة يطلبون هؤلاء الحرفيين لتنفيذ ما يرغبون فيه، وتحقيق التميز في بيوتهم.
وفي هذا الصدد، قال عثمان بوجمعة، حرفي في تهيئة المنازل، لـ”الشروق”، إن التنافس على الحمامات الإيطالية، وهي عبارة عن حجر من الزجاج أو الألمنيوم تستغني عن الحوض الرخامي “بينوار”، من طرف المستفيدين من سكنات جديدة أو أصحاب الفيلات أنعش عمل” المانوفري” و”البناء”، حيث استطاع من خلال أحياء سكنات “عدل” أن يتفنن في تصميم حمامات عصرية، ويكتشف بعض النقائص وبعض المهارات لديه ولدى المجموعة التي ترافقه في عمله.
ويرى المتحدث أنّ “الفايسبوك” مكّن أصحاب المهن الصغيرة والخاصة المتعلقة بالبناء من عرض انجازاتهم، خاصة أنهم يقومون بتصوير فيديوهات لبعض الحمامات التي تم تهيئتها وعرضها، وترك رقم الهاتف لتمكين الزبائن من الاتصال به.
وقال بوجمعة، إنّ الطلبات المتزايدة شكّلت له فرصة للتكوين أكثر والتفنن في عمله، من خلال لمسات خاصة جديدة، وأفكار قد تعجب زبائن من مختلف أنحاء الوطن، وهو الطريق لفتح مؤسسة خاصة مصغرة تتماشى في خدماتها مع متطلبات سوق البناء وتهيئة المنازل والفيلات.
وفي السّياق، أبدى الشاب نجيب معفي، الذي يروج لخدماته عبر صفحات الأشغال العمومية، ومواقع الأحياء السكنية “عدل”، استنكاره لما يقوم به بعض الأشخاص الذين يهربون من واقعهم بتعاطي المخدرات، أو بالممارسات المشبوهة، ويتهكّمون على” البناء” و”الرصاص” و”السباك”، ويعتقدون حسبه، أن هذه الحرف تمضية فقط للوقت في حين أنها جزء من الخدمات الاجتماعية والحاجات الضرورية التي تفتح الكثير من المشاكل وتهيئة الظروف.
وقال إن الجزائريين يحرصون على تغيير التهيئة الداخلية لبيوتهم، ويرغبون دائما في الجديد، كما أن مخاوف حوادث المنازل وتسربات الغاز والماء، كلها مشاكل تبحث عن حلول على يد “البناء” و”الكهربائي” والرصاص، والسباك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!