التأقلم مع السياقة الشتوية لتفادي مجازر الطرقات

تتفاقم مخاطر حوادث المرور وترتفع ذروتها مع فترة التقلبات الجوية، بسبب تزايد المخالفات المرورية وغياب الوعي الكافي لدى السائقين في طريقة التحكم الجيد بالمركبة، حيث تتحول الطرقات إلى أماكن محفوفة بالمخاطر بفعل الأمطار الغزيرة، والضباب الكثيف، والانزلاق الناتجة عن تكوّن طبقات لزجة بسبب تراكم بقايا زيوت المركبات، وهو ما يستدعي زيادة الحذر والحيطة لدى السائقين بتفعيل القيادة الوقائية، إلا أن سلوكيات بعض السائقين غير المتأقلمين مع هذه التغيرات، غالبا ما تضاعف من حجم الكارثة، وتسجل يوميا أرقام حول ضحايا حوادث تصادم تسلسلية وخسائر مادية وبشرية جسيمة، وعدم تقدير مسافة أمان مناسبة لتجنب المزيد من الحوادث.
في هذا السياق، ينصح المختصون بضرورة التوعية والإرشاد المروري عبر النشرات الجوية، لتقليل الحوادث خاصة في أوقات التقلبات المناخية، وهو ما كشفه الباحث والمختص في السلامة المرورية، أمحمد كواش، لـ”الشروق”، قائلا إن ذروة الحوادث المرورية تتزامن بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، حيث تسجل الطرقات حوادث مميتة، على غرار التصادمات التسلسلية والخلفية، هذه الفترة الحرجة تتسبب في أضرار مادية وبشرية كبيرة، فضلا عن تخريب البنية التحتية كالطرقات والجسور وإتلاف الأرصفة، يضيف المتحدث ذاته.
وأوضح كواش أن الحوادث المرورية ليست نتيجة حصرية للتقلبات الجوية، بل تعود في المقام الأول إلى افتقار السائقين القدرة على التأقلم مع الظروف المناخية المتغيرة، وأكد أن القيادة خلال فصل الشتاء تختلف تماما عن القيادة في الفصول الجافة، وتتطلب اعتماد مقاييس خاصة لضمان السلامة، من بينها القيادة الدفاعية والوقائية التي تأخذ في الحسبان الظروف الجوية السيئة، خاصة خلال هطول الأمطار الأولى.
وأشار كواش إلى أن الطرقات تصبح زلقة بسبب تكون طبقة صابونية نتيجة امتزاج الزيوت والدهون المتراكمة مع المياه، ما يؤدي إلى فقدان المركبة تماسكها مع الطريق وصعوبة السيطرة عليها، لتفادي مثل هذه الحوادث، وشدد كواش على ضرورة ترك مسافة أمان كبيرة بين المركبات على الطرقات السريعة لتقليل احتمالية الاصطدام التسلسلي، مع تخفيض السرعة إلى ما دون 100 كيلومتر في الساعة خلال الأجواء الماطرة، مؤكدا أن كلما زادت السرعة زادت الحاجة إلى مسافة أمان أطول للتوقف الآمن.
وأضاف المختص أن الأمطار الغزيرة تؤدي إلى حجب الرؤية، ما يتطلب من السائقين التأكد من كفاءة ماسحات الزجاج واستبدالها إذا لزم الأمر، فضلا عن مراقبة نظام المياه في السيارة، وأكد أيضا أهمية تركيب عجلات ذات جودة عالية لضمان التماسك على الطرقات المبتلة، مشيرا إلى أن القيادة في ظروف الضباب تحتاج إلى الإضاءة الجيدة.
ودعا كواش السائقين إلى متابعة النشرات الجوية قبل برمجة رحلاتهم، وأخذ كافة الاحتياطات اللازمة لضمان سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق الآخرين، مشددا على أهمية الوعي بقواعد القيادة الوقائية، خاصة في أوقات التقلبات المناخية، والالتزام بالإرشادات والتكيف مع الظروف الجوية، لتقليل عدد الحوادث المرورية والحفاظ على الأرواح والممتلكات.