-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الباحث غوثي شقرون لـ "الشروق":

 التدوين هو السبيل لحماية الفنون من الاندثار بعد موت مؤلفيها

حاوره: محمود بن شعبان
  • 134
  • 0
 التدوين هو السبيل لحماية الفنون من الاندثار بعد موت مؤلفيها
ح.م
الباحث والإعلامي، غوثي شقرون

أكد الباحث والإعلامي، غوثي شقرون، في تصريح للشروق، أن غالبية الفنون مازالت في حاجة إلى الاهتمام بتدوينها، خاصة منها الفنون التقليدية والقولية الشفاهية، التي هي عرضة لفقدانها بموت مؤلفها، كما كشف بالمناسبة عن اهتمامه بالدراسات والعلوم الشرعية واستعداده لإصدار كتاب ديني جديد حول أثر الطلاق والخلع على الأسرة والمجتمع الذي بلغ مرحلة الطباعة.

ما هي أبرز المصادر التي تعتمدون عليها في بحوثكم وكتاباتكم؟
شخصيا، أركز على المصادر الأكاديمية التي تتناسب وطبيعة البحث والمقابلات كوسيلة لجمع المعلومات والمعطيات غير الموثقة، كما حدث معي في كتاب الأغنية البدوية الثورية الذي كان عبارة عن جمع ودراسة للأهازيج الفولكلورية ودراستها وتفكيكها فنيا تاريخيا سياسيا، وهنا أشير إلى الدور التوثيقي والإعلامي الهام الذي لعبته الأغنية البدوية الثورية إبان الثورة التحريرية ومواكبتها لمختلف الأحداث والثورات الشعبية وأسست للفكر الثوري عبر مراحل ومحطات المقاومة التي انطلقت مع الأمير عبد القادر بن محي الدين، وهي ذات خطاب جمالي وإعلامي وتاريخي، مؤكدا أن استكشافها بالنسبة له كان هاجسا دفعه للبحث فيها قصد انتشالها من حيّز النسيان، وقد كان مولد كتابي الموسوم بـ “دور الأغنية البدوية الثورية في التوثيق والإعلام: أغنية وادي الشولي نموذجا”، وهي قصيدة فولكلورية تناولت أحداث معركة حملت اسم المنطقة التى وقعت في 24 نوفمبر 1956 بجبل القادوس بقيادة الرايس بن علال، وهي من كبريات المعارك بالجهة الغربية من الوطن التي أرخت لأيام وأحداث وأعلام الثورة التحريرية بالمنطقة، والقصيدة أهزوجة مرثية نسوية وثقت للمنطقة الخامسة من الولاية الخامسة التاريخية، حيث تناول الكتاب في متنه القوة الناعمة للثورة التحريرية التي رافقت البندقية والرشاش جنبا لجنب من خلال ما يعرف بأدب المقاومة من قصة وشعر وفنون وكيف خدمت النضال السياسي والكفاح المسلح وهذه القوة الناعمة اعتبرت شواهد تعبيرية أدبية مكافحة بامتياز.
والكتاب هو أيضا محاولة أكاديمية جاءت لتعزز شح المراجع في هذا الميدان، خاصة بمنطقة البحث، ولا أزعم أنني قدمت في هذه الدراسة كل الأجوبة لكل الأسئلة التي كانت تراودني حول هذا الموضوع الذي يقع في 554 صفحة، ذلك أن هذه الأغاني شفاهية غير مدوّنة، ويتأثر تداولها عبر الأجيال بعاملي الزيادة والنقصان في محتواها، وانحصارها في مناطق قليلة، ما يؤدي بها إلى الزوال من الذاكرة الجماعية، فهذا الكتاب موجه لطلبة الأدب الشعبي والفنون والأنثروبولوجيا والسمعي البصري، لاحتوائه على أبعاد معرفية ذات صلة مع التخصصات المذكورة، وهو واحد من المراجع الهامة التي أضيفت إلى مكتبة التاريخ للحركة الوطنية وثورة التحرير المظفرة، كما أنه متوفر على المنصات العالمية، على غرار لولو ودرافت ديجتال وكيندل وأمازون.

ما المراجع التي استندت إليها في كتاب “الفيلم الوثائقي… مفهومه وأنواعه ومدارسه الفنية”؟
استندت في كتاب “الفيلم الوثائقي… مفهومه وأنواعه ومدارسه الفنية”، إلى الخبرة والممارسة الميدانية، بالإضافة إلى المراجع العلمية الموثوقة والتجربة الذاتية في الإعلام، وجاء الكتاب في 7 فصول تناولت قضايا وأسرار صناعة الفيلم التسجيلي “الوثائقي”، وقدمت من خلاله مقاربة إعلامية سينمائية كخلاصة لـ 32 سنة من الممارسة الميدانية بالمؤسسة الوطنية للتلفزيون للأنواع الصحفية والأفلام الوثائقية، ويعتبر بمثابة دليل عملي ومنهاج لطلاب السمعي البصري والنقد السينمائي والفنون وصناع الأفلام الوثائقية، تجعلهم يتحكمون في أنواعه وطريقة إعداده وتنفيذه باحترافية.
تناول الفصل الأول من الكتاب، الأنواع الصحفية وتطرق الفصل الثاني إلى الفيلم الوثائقي كجنس سينمائي تلفزيوني وخصائصه ومميزاته، بينما خصص الفصل الثالث لمفهوم وبناء السيناريو والتصوير، وخصص الفصل الرابع لمفهوم الحصة الخاصة وتقاطعها مع الفيلم الوثائقي، كما يسلط الفصل الخامس الضوء على اللغة السينمائية وتناول الفصل السادس نظريات الفيلم والإخراج واحتوي الفصل السابع مداخل لقراءة السينما الجزائرية عبر مساراتها التاريخية ودورها التوثيقي للأحداث والأشخاص والأماكن من ذلك مثل الفيلم الوثائقي التاريخي.
وهنا، أغتنم الفرصة لتقديم الشكر للبروفيسور عيسى راس الماء، رئيس مختبر فهرس الأفلام الثورية وعميد كلية الآداب والفنون والترجمة امحمد عرابي وطاقم قسم الفنون بجامعة وهران 1، الذين كانوا وراء هذا الإصدار الذي كنت أنوي طبعه في الأردن، كما تفضل الأستاذ الدكتور السينمائي والمخرج التونسي وسيم القربي الذي من ضمن ما جاء في تقديمه للكتاب: “… كل هذا يؤكد قيمة الإصدار ويغري بقراءته والكتابة عنه، كما يعكس فهما عميقا من الكاتب لاحتياجات السينما وثقافتها في راهننا التاريخي، ومن ذلك جعل السينما خاصة الوثائقية منها تحفز على إنتاج الفكر، وفي كل هذا ما يفيد القارئ المتخصص وغير المتخصص وما يغني الكتابة عن السينما والمكتبة السينمائية بالجزائر والمنطقة المغاربية بشكل كبير”.

هل أخذ الفن الجزائري فعلا حقه في التدوين والتوثيق؟
يبدو لي أن الفنون مازالت في حاجة إلى الاهتمام بتدوينها، خاصة منها الفنون التقليدية والقولية الشفاهية التي نفقدها بموت مؤلفها.

ما المواضيع والمجالات التي تنوي الكتابة فيها مستقبلا؟
حاليا، أنا بصدد تأليف كتاب حول الإعلام الحربي: المفهوم والأبعاد والتأثير وعلاقته بالجيوستراتيجية الحربية قديما وحديثا خاصة مع بروز حروب الجيل الرابع والخامس التي هي حروب نفسية سيكولوجية زيادة على الحرب السيبيرانية… بالإضافة إلى كتاب ديني حول أثر الطلاق والخلع على الأسرة والمجتمع هو في طور الطبع ذلك أني مهتم أيضا بالدراسات والعلوم الشرعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!