التفجيرات النووية جريمةٌ تطارد فرنسا إلى الأبد

أكدت مجلة الجيش أن الأوضاع الإقليمية والدولية المضطربة، التي يميزها تنامي الأزمات تجعل أمن واستقرار القارة على المحك، تدفع الجزائر إلى مواصلة “دعوتها الدول الإفريقية إلى تكريس مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، الذي كان وسيظل هدفا استراتيجيا بعيدا عن أي تدخل أجنبي أو استقطاب بين القوى الكبرى”.
واعتبرت المجلة، في افتتاحية عدد جانفي 2025، أن التنمية لا تتحقق إلا باستتباب الأمن والاستقرار، والجزائر من خلال الجيش الوطني الشعبي تحرص على تفعيل آليات التعاون الأمني وأداء الدور المنوط بها في فضائها القاري إسهاما منها في بسط وتثبيت الأمن والسلم في قارتنا التي تشهد اضطرابات وتوترات متزايدة.
وذلك ما أكده الفريق أول السعيد شنقريحة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في كلمة له خلال إحدى زياراته إلى الناحية العسكرية الرابعة، قائلا: “سعت الجزائر على الدوام إلى مساعدة البلدان الإفريقية للمحافظة على استقرارها وأمنها ومرافقتها في تسوية أوضاعها الأمنية من خلال تفضيل الحلول الداخلية واحترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها المحلية، هذا فضلا عن تقديم المساعدات في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والإنسانية… فالجزائر ورغم المحاولات البائسة للتشويش على دورها ومكانتها القارية، تظل رقما مهما في المعادلة الإفريقية وفاعلا أساسيا في هذا المجال الحيوي”.
وشددت لسان حال المؤسسة العسكرية على أن “الجهود المضنية التي تبذلها الجزائر، نابعة من التزامها بمبادئها الثابتة ومواقفها المشرفة، وهو ما تجلى بوضوح خلال شغلها لمنصبها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، بدفاعها المستميت عن مصالح قارتنا وإعلاء صوتها، وعن الشعوب الواقعة تحت الاحتلال لاسيما الشعب الفلسطيني، حيث وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية في نصرة الحق ووضع حد للعدوان الهمجي الذي سلطته عليه الآلة الحربية الصهيونية لأزيد من 15 شهرا”، وهو نفس الأمر بالنسبة للقضية الصحراوية حيث رافعت في عديد المنابر الدولية على ضرورة وضع حد للاحتلال الجائر بهذا الإقليم طالما أن الأمر يتعلق بمسألة تصفية استعمار .
كما توقفت مجلة الجيش عند ذكرى اليوم الوطني للشهيد، وذكرى إحدى أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية التي اقترفها المستدمر الغاشم في بلادنا وهي التفجيرات النووية بصحرائنا، حيث وصفتها بأنها “جريمة يندى لها الجبين وستبقى وصمة عار تطارد فرنسا الاستعمارية إلى الأبد”.
وأضافت مجلة الجيش أن هذه المحطات نستذكر من خلالها التاريخ الناصع لبلادنا، التي دحرت المحتل المقيت بعد ثورة تحرير عارمة باتت مثالا احتذت به كل الشعوب المقهورة، بما حملته من مواقف ومبادئ ستظل دوما المنارة التي نهتدي بنورها ونحن نشق طريقنا نحو المستقبل بكل ثبات وإصرار.
واعتبرت تلك المبادئ الراسخة وأدبيات ثورتنا المجيدة الداعية إلى حسن الجوار وإقامة علاقات صداقة وتعاون في “فضائنا الإقليمي والدولي، منطلقا للجزائر اليوم لتكون فاعلا رئيسا في تحقيق التكامل والاستقرار في إفريقيا، من خلال حرصها على لم شمل القارة، قناعتها بأن امتدادها الإفريقي ووزنها كقوة إقليمية يُحتم عليها العمل بدون هوادة ضمن هذا المسعى”.
وهو مسعى المساهمة في “تمكين إفريقيا من بسط سيادتها الكاملة على أراضيها وثرواتها واستقلالية قرارها السيادي، ومن ثم التخلص نهائيا من التركة الثقيلة التي خلفها الاستعمار الذي يتحمل بقدر كبير مسؤولية الوضع المزري الذي تعيشه القارة”، تضيف المجلة.
ولتحقيق ذلك، كرس مجلس الأمن الشهر الفارط دور الجزائر نصيرا للاتحاد الإفريقي في الوقاية من الإرهاب ومكافحته، كما تم، لأول مرة، وبإلحاح من الجزائر الاعتراف بالدور الأساسي الذي تضطلع به مختلف الآليات الأمنية الإفريقية القائمة، وهو اعتراف بقدر ما يمثل تشريفا للجزائر وإشادة بدورها الرائد في مكافحة هذه الظاهرة وتعزيز الأمن والاستقرار في القارة، فإنه يزيد من حجم هذه المسؤولية بحكم أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون هو الناطق باسم إفريقيا في ميدان مكافحة الإرهاب والمخوّل له صلاحية متابعة هذا الملف قاريا.