-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اختراعات ومشاريع ذكية لتسهيل الأعمال المنزلية للمرأة

التكوين المهني من خيار تقليدي إلى منصة للابتكار وتطوير المهارات الشابة!

مريم زكري
  • 319
  • 0
التكوين المهني من خيار تقليدي إلى منصة للابتكار وتطوير المهارات الشابة!
ح.م

لم يعد قطاع التكوين المهني مجرد ملجأ للراغبين في اكتساب مهارات تتيح لهم دخول سوق العمل بعد عجزهم على تحقيق مستوى دراسي أكاديمي، بل تحول إلى منصة حيوية للابتكار العلمي والتكنولوجي، وفرصة للإبداع وتطوير اختراعات تلامس الاحتياجات اليومية للمجتمع الجزائري، وبذلك يصبح التكوين المهني استثمارا اقتصاديا ونهضة علمية حقيقية.
جزائريون لم يسعفهم الحظ في مسارهم التعليمي، لكنهم وجدوا في مراكز التكوين ومدارس الذكاء الاصطناعي فرصة لصقل قدراتهم، من خلال ابتكار مشاريع وأفكار مبدعة ارتقت بهم إلى مصاف العالمية، فبعد ما كان يعتقد الكثيرون أن قطاع التكوين المهني يخص أشخاصا لا يملكون أي طموح وانتهت حياتهم وعكس ذلك، هذا ما كشفته أستاذة مختصة في التكوين المهني وصاحبة مدرسة خاصة للذكاء الاصطناعي بولاية المدية، كريمة بوجواج، في حديثها لـ”الشروق” عن مثال ناجح ويتعلق الأمر بمشروعها لدعم المواهب الشابة والراغبين في الالتحاق بالتكوين المهني، بالإضافة إلى الأطفال من سن 5 سنوات فما فوق، قائلة أن المدرسة التي تديرها حاليا رفقة زوجها وابنها، تمثل مشروعا عائليا يسعى لتعليم الأطفال منذ سن مبكرة تقنيات متقدمة في البحوث الخاصة بالذكاء الاصطناعي والروبوتيك، كما أنها ركزت خلال مهمتها على مجالات حيوية هامة.
وكشفت المتحدثة عن تحقيق وحصد جوائز عالمية منذ سنة 2020، أولاها كانت خلال مشاركة في مسابقة للروبوت في روسيا والفوز بالمرتبة الثالثة عالميا، وكذا الحصول على الميدالية “الماسية” في مجال الابتكار بكوريا الجنوبية، والمرتبة الثانية بنفس المسابقة عن اختراعات شارك بها فائز لم يتجاوز سنه 12 عاما، وهي حصيلة تفتخر بها محدثتنا بعد سنوات من الجد والاجتهاد والعمل رفقة عائلتها.
وتحدثت كريمة بوجواج، عن تجربتها ودور عائلتها في دعم الابتكار، لعديد من المشاريع العائلية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والروبوتيك، “نعمل مع المتربصين في مجالات مختلفة، خاصة المجال الزراعي مثل تطوير البيوت البلاستيكية وتربية الدواجن، وذلك بالنظر إلى الطابع الفلاحي لولاية المدية”.

اختراعات لتسهيل حياة المرأة اليومية
بالإضافة إلى قطاع الزراعة وتربية الدواجن، تطرقت بوجواج إلى جانب آخر من الاختراعات التي تركز على حياة ويوميات المرأة الجزائرية بالمنزل رفقة عائلتها وأطفالها، قائلة أنها تعمل حاليا على تطوير مهارات المنتسبين لمركزها في تصميم روبوتات وأجهزة ذكية لتخفيف الأعباء اليومية، على غرار روبوتات لتنظيف الأرضيات، وتطبيقات ذكية لمراقبة أوقات الطهي، وآلات غسيل يمكن التحكم بها عن بعد، مشيرة أن هذه الابتكارات تهدف لتوفير وقت أكبر للمرأة لتربية أبنائها والاهتمام بعائلتها.
ولفتت إلى تطور دور المرأة الجزائرية العصرية، إذ أصبحت تهتم بجوانب متعددة من حياة أسرتها، بما في ذلك الصحة والتعليم ومراقبة المستوى الدراسي لأطفالها وأضافت: “نطمح لتقديم اختراعات تسهل حياة المرأة، مما يمكنها من تحقيق توازن أفضل بين مسؤولياتها العائلية وطموحاتها الشخصية”.

التكوين المهني… منصة للابتكار العلمي
وأشارت بوجواج إلى أهمية قطاع التكوين المهني في قطاع البحث العلمي، قائلة أنه لم يعد مقتصرا على الأشخاص كما يعتقد البعض، بل أصبح منصة للابتكار العلمي والتكنولوجي، مضيفة أن مدارس التكوين المهني، لابد أن تعمل على دعم مشاريع بحثية، كما دعت في سياق حديثها إلى ضرورة إنشاء حاضنات أعمال للمشاريع الناشئة، والذي يمكن أن ينافس الجامعات في مجال البحث العلمي، ويوفر فرص عمل للشباب، ما يساهم في تقليص نسب البطالة ويخفف الضغط على الدولة، على حد تعبيرها.
ودعت بوجواج الشركات الوطنية للاستثمار في الاختراعات التي يتم تطويرها في مراكز التكوين المهني، موضحة أن هذه المشاريع يمكن أن تحقق إنتاجا وطنيا يقلل من الاعتماد على الاستيراد، ويوفر فرص عمل للشباب، وأضافت أن قطاع التكوين المهني بحاجة لحاضنات أعمال للمشاريع الناشئة، مثل ما هو عليه الحال في التعليم العالي لتوسيع نطاق الاستثمار والحد من البطالة.
وفي سياق آخر، ركزت محدثتنا على أهمية تدريب الأطفال على الابتكار منذ سن مبكرة، مشددة على ضرورة فتح مدارس خاصة لتعليم الأطفال تقنيات الروبوتيك والذكاء الاصطناعي، وهو ما تسعى إليه في مدرستها الخاصة، حيث شرعت منذ بضع سنوات في تدريب الأطفال من سن الخامسة فما فوق ومواصلة تطوير مهاراتهم إلى غاية تدرجهم في المرحلة الجامعية.

“مخترعون صغار” يحصدون ألقابا عالمية في مجال الربوتيك
نموذج يقتدى به خريج مدرسة عائلة “بوجواج” المدعو منصف فرحات صاحب الـ14 عاما، طفل استثنائي من ولاية المدية، قرر منذ نعومة أظافره أن يشق طريقه في عالم التقنية والابتكار، يقول منصف في حديثه لـ”الشروق”، أنه دخل مجال تعلم تقنيات الروبوتيك منذ أن كان عمره عشر سنوات، أين وجد فيه وسيلة لتنمية ذكائه وقدراته على الاختراع والمنافسة عالميا، ويضيف منصف أن شغفه الكبير بهذا المجال دفعه للمشاركة في منافسات على مستوى وطني ودولي، أين حقق إنجازا مشرفا بحصوله على المركز الثاني في بطولة عالمية في كوريا، بعد مشاركته في مسابقة وطنية بولاية سطيف.
أحد أبرز ابتكارات منصف كان روبوتا لتنظيف الأرضيات عندما كان عمره 12 عاما فقط، يشرح لنا بابتسامة فخر، عن طريقة تصميمه لروبوت يحتوي على ثلاث تقنيات، يعمل على رفع الأوساخ، كنس الغبار، تنظيف الأرضيات، قائلا أن هذا الاختراع يعكس رؤيتي لجعل الروبوتات أدوات عملية في حياتنا اليومية المنزلية.
لم يمنع نشاطه بمجال الاختراع العلمي من التفوق الدراسي، بل كان حافزا له، لمواصلة طريقه نحو تحقيق حلمه الأكبر في أن يصبح مهندس رياضيات، ولا يزال يحمل في جعبته الكثير من الأفكار والابتكارات التي يتطلع لتقديمها في المستقبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!