-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التلميذ الغبي

الشروق أونلاين
  • 1613
  • 0
التلميذ الغبي

سالم‮ ‬زواوي‮ ‬
مرة أخرى، لم يتعظ العرب من الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي عاد الفوز فيها للحزب الديمقراطي، بل هناك الكثير منهم من هلل لهذا الفوز واعتبر أن مجيء هؤلاء الديمقراطيين إلى غرفتي الكونغرس الأمريكي بالأغلبية سيغير من السياسة الأمريكية القائمة تجاه العرب والمسلمين‮ ‬وكأن‮ ‬مقولة‮ ‬الجنرال‮ ‬الفتنامي‮ “‬جياب‮”‬‭ ‬قد‮ ‬انقلبت‮ ‬رأسا‮ ‬على‭ ‬عقب‮ ‬وأصبح‮ ‬التلميذ‮ ‬الغبي‮ ‬هم‮ ‬العرب‮ ‬وليس‮ ‬الاستعمار‮ ‬الأمريكي‮ ‬الجاثم‮ ‬على‭ ‬صدورهم‮ ‬وعلى‭ ‬أراضيهم‮ ‬وثرواتهم‮.‬العرب ليسوا فقط تلاميذ أغبياء لا يتعظون ولكنهم بلا ذاكرة، لأنهم لا يتذكرون أو لا يريدون أن يتذكروا ماذا فعل الحزب الديمقراطي الأمريكي بالقضية العربية وكيف كان مشرفا تقريبا على هندسة جميع العمليات الاستسلامية العربية لإسرائيل من كامب ديفد إلى اتفاقيات أوسلو التي قضت بشكل شبه كلي على قضية العرب المحورية وهي القضية الفلسطينية لصالح التوسع الإسرائيلي، كما لا يتذكر العرب ما فعله الحزب الديمقراطي الأمريكي بهم بالأمس القريب فقط عندما صوت نوابه بمن فيهم أولئك الذين من أصول عربية لصالح إسرائيل في حربها الأخيرة ضد لبنان‮ ‬والمقاومة‮ ‬اللبنانية‮.‬

ثم أن الناخب الأمريكي أو الإنسان الأمريكي المادي والأناني بطبعه قد صوت ضد الحزب الجمهوري، لأنه يرى أنه دفع الكثير من جيبه في حرب العراق عبر الضرائب وصرف المال العام في هذه الحرب ولم يصوت ضد هذه الحرب في حد ذاتها من حيث هي حرب قذرة وجائرة وغير شرعية.. ذلك لأنها‮ ‬تتعلق‮ ‬بحماية‮ ‬وتوسيع‮ ‬المصالح‮ ‬الأمريكية‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬الثابت‮ ‬والمقدس‮ ‬الوحيد‮ ‬عند‮ ‬الأمريكيين‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬اتجاه‮ ‬كانوا‮.‬

وكما تحالف الجمهوريون والديمقراطيون بصوت واحد ضد الإرهاب وضد العراق سيتحالف الديمقراطيون مع الجمهوريين على نفس الأهداف والمصالح، وقد بدأ ذلك يتبلور في حصر الخلاف بينهما حول وزير الدفاع رامسفيلد وأخطائه في العراق – وليس حول حربه الجائرة على العراق – وبدأ هذا الخلاف يتلاشى والأمور تهدأ بين الحزبين بمجرد إقالة رامسفيلد من منصبه وبدأ التخطيط من الآن لمراجعة الاستراتيجية الأمريكية في العراق والمنطقة ككل لمواصلة الحرب والهيمنة وليس لإنهاء الحرب أو الانسحاب، والعمل خاصة على إعادة الاعتبار للكيان الصهيوني والدولة العبرية‮ ‬بعدما‮ ‬أصابها‮ ‬من‮ ‬وهن‮ ‬وفقدان‮ ‬الهيبة‮ ‬في‮ ‬حربها‮ ‬الخاسرة‮ ‬الأخيرة‮ ‬مع‮ ‬حزب‮ ‬الله‮ ‬اللبناني‮.‬

بل إن الديمقراطيين يأتون فقط بنظرة مخالفة لإكمال هذه الهيمنة وهي توريط شعوب المنطقة وحكامها في إنجاز المخططات الأمريكية القديمة قصد الحد من الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدونها اليوم في العراق وأفغانستان، وهو ما يسميه وزير الدفاع الأمريكي الجديد “إشراك أهل‮ ‬المنطقة‮ ‬مباشرة‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬على‭ ‬الإرهاب‮ ‬وإنجاز‮ ‬الديمقراطية‮”.‬

ومع ذلك يواصل الغرب اتباع سياسة النعامة، على الرغم من كل ما تتيحه لهم هذه الغوغاء حول الانتخابات الأمريكية من فرص رص الصفوف ودعم المقاومة أو انتهاج سياسة الضغط من أجل الاستفادة من السياسة الأمريكية في المنطقة، وهو أضعف الإيمان!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!