الجالية الجزائرية جبهة خارجية قوية بحاجة لتنسيق وطني

دعا عبد المالك حمشاوي، محافظ حزب جبهة التحرير الوطني، بمنطقة نانتير غرب باريس، وعضو جمعيتي 17 أكتوبر 1961، و8 ماي 1945، السلطات الجزائرية إلى مزيد من الحلول والدعم للجالية الجزائرية بالخارج، وهذا من خلال تعيين وسطاء بينهم وبين القنصليات الجزائرية هناك، لأجل تسهيل التعامل، والتشخيص الجيد لانشغالات الجالية خاصة، بعد ارتفاع عددها في بلدان أوروبية مثل فرنسا.
وقال عبد المالك حمشاوي، خلال زيارته مقر “الشروق”، السبت، إن هناك الكثير من المشاكل لا تزال تعيشها الجالية الجزائرية، وحلولها تتطلب التنسيق، وتعيين مزيد من الممثلين من أبناء الوطن الذين يعرفون بعمق كل ما يعاني منه هؤلاء، مشيرا إلى أن نقل جثامين الموتى الجزائريين إلى بلادهم، مثلا، يتطلب الإسراع في إتمام الإجراءات الأولية هناك في غضون ساعات، وهذا ضغط يواجه أهل هؤلاء الموتى، إلى جانب التكلفة المالية، وبعض العراقيل الإدارية.
وأكد في ذات السياق، أن مشاكل الجالية الجزائرية في فرنسا، يمكن أن تقلص وتحل البعض منها، من خلال تسهيل التعامل في القنصليات، وبتعيين موظفين كافين للرد على الطلبات والانشغالات، وهذا بحسب الزيادة التي تعرفها الجالية في فرنسا، مشيرا إلى أن بعض القنصليات الجزائرية، تشهد نقصا في الموظفين، بعد إحالة بعضهم على التقاعد.
وأضاف حمشاوي أن الوسطاء الذين يمكن تعيينهم من وسط الجالية، والمقيمين هناك، يفهمون جيدا كل ما يتعلق بالمغتربين الجزائريين، وهم الأقدر على تشخيص وضعهم ونقله بوضوح إلى القنصل الجزائري أو السفير، وهذا ما نلتمسه اليوم من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يقول المتحدث.
وأثنى في السياق، على الدور الذي لعبته الجالية الجزائرية في فرنسا، وفي غيرها من الدول الأوروبية، من خلال التعريف بتاريخ المقاومة والثورة ضد الاستعمار الفرنسي، وبعض المحطات التاريخية الهامة، مثل أحداث 8 ماي 1945، و17 أكتوبر 1961، وتأثيرها على جاليات أخرى من دول مختلفة بالمشاركة في التظاهرات والاحتفالات الوطنية بفرنسا.
وقال الناشط السياسي والجمعوي إن مساندة الجزائريين في احتفالاتهم الوطنية وتنديداتهم ضد بعض المواقف، كان له الدور في تغيير وجهات نظر السياسيين والمؤرخين حول الثورة الجزائرية وحول الجزائريين أنفسهم، فالمراحل التاريخية بحسبه، التي ساعدت السلطات المحلية الفرنسية في بعض البلديات مثل بلدية نانتير، في الاحتفال بها ووضع نصب تذكارية لها، كان لها الوقع وما تحتاجه اليوم هو التنسيق مع السلطات والمجتمع المدني هنا في الجزائر.
ويرى حمشاوي أن على الجميع اليوم إدراك أن الجالية الجزائرية في أوروبا أصبحت يدا قوية تلعب دورها في تغيير القرارات لصالح الجزائر، ولكن لابد من تسهيلات للتواصل، كإعادة النظر في سعر تذاكر السفر من وإلى الجزائر، ورعاية الطلبة الجزائريين الذين يتنقلون للدراسة في الخارج.
وأشار في سياق الحديث إلى الدور الذي لعبته وسائط التواصل الاجتماعي، والتي جعلت الجالية الجزائرية في الخارج تتابع كل صغيرة وكبيرة تحدث داخل الوطن، كما ساهمت أيضا في الترويج للموروث التاريخي والثقافي، من جبهتين وهما المقيمين على أرض الوطن، والمغتربين بالخارج، على حد تعبيره.