-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الصراعات الداخلية والأزمة المالية عوامل حالت دون انعقادها

الجامعات الصيفية للأحزاب.. تقليد سياسي في طريق الزوال!

أسماء بهلولي
  • 302
  • 0
الجامعات الصيفية للأحزاب.. تقليد سياسي في طريق الزوال!
أرشيف

لا تزال الجامعات الصيفية تُشكّل الأداة المفضّلة لأحزاب سياسية، للبقاء على تواصل دائما مع قياداتها ومناضليها رغم تخلي البعض الآخر عن هذا التقليد، نتيجة الصراعات الداخلية والأزمات المالية التي حالت دون التئامها.
ورغم عدم وجود اختلاف حول أهمية تنظيم الأحزاب السياسية لجامعاتها الصيفية ودور التكوين السياسي في بناء المناضل الفعلي المتشبّع بأفكار حزبه، إلا أن الجمود الذي ميّز الساحة السياسية في البلاد، مؤخرا، وتأثير الصراعات الداخلية للأحزاب وضعف بعضها، حال دون الحفاظ على هذا التقليد المتوارث، لاسيما لدى الأحزاب العريقة والثقيلة.
وفي السياق، يشدّد المُحلل السياسي، قوي بوحنية، على أهمية التكوين السياسي للمناضل، معتبرا إياه ضرورة حتمية تتطلبها الممارسة السياسية، وذلك بغض النظر عن طبيعة التكوين سواء كان عبر تنظيم جامعات صيفية أو شتوية أو من خلال تنظيم ندوات تكوينية.
ويبّرر بوحنية تخلي بعض التشكيلات السياسية عن تنظيم جامعتها الصيفية بعدم قدرتها ماديا على جمع المناضلين، خاصة وأن الكثير منها يعاني من أزمة مالية، بسبب ضعف مساهمات المناضلين والإطارات.
ويقول بوحنية لـ”الشروق”، إن بعض الأحزاب لا تزال تحافظ على تنظيم جامعتها الصيفية التي تعد – حسبه – شكلا من أشكال وأدوات البناء التنظيمي للأحزاب السياسية المعتمدة من قبل الدولة، مضيفا أن الغرض منها إبراز قدرات المناضلين والعمل على تقديم تصوراتهم حول التطورات التي تشهدها الساحة الوطنية، وبالتالي، لا يمكن –حسبه- التخلي عنها، قائلا: “الجامعات، سواء كانت صيفية أو شتوية، هي إحدى أدوات التكوين السياسي للأحزاب التي ترغب في الوصول إلى السلطة أو تعمل على تحقيق التعبئة، وكلاهما لن يتحقق دون وجود تنشئة وتكوين مستمر للمناضلين”.
كما لجأت تشكيلات أخرى، يضيف المتحدث، إلى نمط جديد في التكوين السياسي من خلال بعث أكاديميات التكوين وإنشاء برامج لصناعة القيادات الشبابية، على غرار ما اعتمدته حركة مجتمع السلم مؤخرا كآلية لتكوين إطاراتها الشابة.
وأشار المحلل السياسي إلى وجود تحول في العمل الحزبي من خلال اختيار الاتجاه العلمي في آليات التنشئة السياسية، مما يجعل الجامعات الصيفية تختزل أدوارها لدى البعض في طرح الانشغالات الحزبية ومناقشة الحلول والبحث عن التموقع .
من جانبه، يقول المحلل السياسي، عبد الرحمن بن شريط، إن الجامعات الصيفية للأحزاب السياسية، هي تقليد معروف لدى الدول الديمقراطية التي تؤمن بضرورة التكوين السياسي للمناضلين، وأهمية فتح حوار مع المناضلين حول الملفات المطروحة سياسيا، تحسبا لأي مستجدات تطرح على الساحة الوطنية مستقبلا.
وفيما يتعلق بالجزائر، يرى محدث “الشروق”، أن سبب تخلي بعض التشكيلات السياسية عن تنظيم جامعاتها الصيفية راجع إلى ضعفها وهشاشتها سياسيا، فهذه الأخيرة، يقول بن شريط، فشلت في لعب دورها كشريك سياسي سواء بالنسبة للسلطة أو حتى للأحزاب الأخرى.
كما أن الانشقاقات الداخلية والصراعات الحزبية دفع بالبعض منها إلى التخلي عن فكرة تنظيم جامعة صيفية تفاديا لانزلاقات غير منتظرة تؤجّج الوضع داخلها، يضاف لها قضية المال التي باتت تؤرق الكثير من التشكيلات الحزبية التي فضّلت عدم تنظيمها.
للإشارة، فقد نظّمت حركة مجتمع السلم، الأسبوع الماضي، جامعتها الصيفية الأولى في عهد رئيسها الجديد، عبد العالي حساني الشريف، أما بالنسبة لحركة البناء الوطني، فقد اختارت تنظيم ندوة وطنية جامعة يوم 19 أوت الماضي، في إطار مبادرتها لتأمين الجبهة الداخلية وتعزيز التلاحم الوطني.
وبخصوص حزب جبهة التحرير الوطني، فإن هذا الأخير تخلى عن الفكرة منذ سنوات والسبب مشاكله الداخلية التي لا تزال تؤرق قيادة الحزب التي لم تتمكّن، لحد الساعة، من تحديد تاريخ لعقد مؤتمرها الـ11، أما بالنسبة لجبهة القوى الاشتراكية، فقد اختارت الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها وتأجيل عقد الجامعة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!