-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
متوسطة بوعنداس بكاملها كانت مهددة بالانهيار

الجدار القاتل بُنِي من دون أعمدة وكان يتأرجح بين أيدي التلاميذ

سمير مخربش
  • 2464
  • 2
الجدار القاتل بُنِي من دون أعمدة وكان يتأرجح بين أيدي التلاميذ
ح.م

لاتزال قضية مقتل التلميذ عبد الحق تلقي بظلالها على بلدية بوعنداس بولاية سطيف، أين ظلت الحسرة تملأ قلوب الأولياء، خاصة بعدما علموا أن الجدار القاتل بني بطريقة فوضوية ومن دون عمد ولا سند.

فلو كان التلميذ عبد الحق يعلم بأن دورة المياه ملغمة ما دخلها ولا اقترب منها، خاصة لو كان يعي بأن الجدار الذي قتله بني دون أعمدة، وتمت إضافته بطريقة فوضوية إلى دورة المياه لتغطية حجرات المراحيض التي لا توجد بها أبواب. فالمعلوم عند البنائين أن بناء جدار يتطلب وضع الأساس ورفع أعمدة بالاسمنت المسلح، الذي يشده الحديد. لكن الجدار الذي يقدر ارتفاعه بـ3.30 متر وعرض قدره 2 متر بني دون عمد، وهو عبارة عن قطع من الطوب المتراصة بالإسمنت وكفى، ولا يتوافق إطلاقا مع قواعد البناء. وقد دأب التلاميذ على اللعب بهذا الجدار فكانوا يدفعونه ذات اليمين وذات الشمال إلى أن أصبح كضرس طفل يوشك أن يقتلع من مكانه.

وبالتالي، فإن لحظة سقوط الجدار كانت مرتقبة منذ مدة ولا جهة رسمية تحركت لإنقاذ التلاميذ، بل إن دورة المياه بكاملها مهددة بالانهيار وباقي جدرانها وجدناها مثبتة بأعمدة حديدية، بعدما تصدعت بشكل مفزع. والأمر لم يتوقف عند هذا الحد فهذه المؤسسة القديمة لم تبق منها إلا الأطلال، فالسور الخارجي متصدع هو الآخر ومائل يوشك أن يقع ولتفادي الكارثة، لجأت الإدارة إلى حل ترقيعي يتمثل في وضع أعمدة خشبية وحديدية للحيلولة دون سقوطه على حجرات الدراسة. ومطعم هذه المتوسطة بني بمادة الأميونت القاتلة والتي مرت عليها عدة سنوات حيث تكاد متوسطة علي زرماني ببوعنداس أن تنفرد بإطعام التلاميذ تحت مادة الأميونت المحظورة، أما الساحة فهي كارثة بكل المقاييس فأرضيتها مهترئة بالكامل وفيها منحدر غريب يقود التلاميذ اتجاه المطعم، وبهذا المنحدر تجد قناة لصرف المياه مكشوفة ومفتوحة على الهواء الطلق يعني أن السير من المدخل إلى المطعم محفوف بالمخاطر، وبالنظر للسور الخارجي والمطعم تبدو وكأنك في حقل ألغام يحاصر التلاميذ.

كل هذه الكوارث نقلتها جمعية أولياء التلاميذ إلى مديرية التربية لولاية سطيف، أين تم استقبال ممثلين عن الجمعية من طرف الأمين العام للمديرية لكن دون تسجيل أي تحرك ميداني، فلا مدير المتوسطة تحرك، ولا رئيس البلدية ولا رئيس الدائرة ولا مدير التربية. وكل هؤلاء لعبوا دور الأصم والأبكم والكفيف أمام مؤسسة كلها كوارث وتوشك أن تنهار فوق رؤوس التلاميذ، والحقيقة ليست المتوسطة لوحدها التي تحتاج إلى ترميم بل حتى المركز الصحي الذي نقل إليه عبد الحق قبل أن يفارق الحياة، كل جدرانه متصدعة ويوشك أن ينهار فوق رؤوس المرضى، وهو الآخر بحاجة إلى ترميم بل إن بلدية بوعنداس بكاملها بحاجة إلى ترميم، وقبل ذلك رؤوس المسؤولين هي الأحوج إلى الترميم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • كاتيا

    ربي يرحمو و يوسع عليه و يصبر أهلو. هادو كل مسؤولين غدوة قدام ربي على هاد التهاون. تخلصوها غالية.

  • *

    رحمه الله..
    مسؤولون ماديون لا رحمة بقلوبهم.. الا من رحم ربي ..

    من ذا الذي يقبل ان يدرس ابنه في مكان كهذا! !؟؟
    عندهم الحق يخافوا على ولادهم!!!! انشالله اضراب شامل وطني في حق ابننا جميعا