-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عادة اجتماعية تشكل كابوسا لدى البعض

الجزائريون أكثر من يستخدمها.. التحية بـ “الفيزيكال توتش”

نسيبة علال
  • 2230
  • 0
الجزائريون أكثر من يستخدمها.. التحية بـ “الفيزيكال توتش”

“الفيزيكال توتش”، أو التلامس الجسدي، مصطلح صار شائعا جدا، في العالم، مؤخرا، يدعو البعض إلى العمل به منذ ولادة الطفل، ويهللون لفوائده الكثيرة، التي من بينها أن يكون اجتماعيا واثقا من نفسه في المستقبل، فيما يحاربه آخرون، بدوافع ثقافية أو دينية أو نفسية.

المفهوم اللاأخلاقي للتحية بين الشباب والمراهقين

انتشرت، خلال السنوات القليلة الأخيرة، حركات مشبوهة بين الشباب والمراهقين، بعضها مستنبط من طقوس الكوريين في تحية المقربين، التي روجت لها أفلامهم ومسلسلاتهم وأغانيهم، والبقية عبارة عن تصافح وعناق وتلامس في أجزاء من الجسم.. وما يجعل الأمر شديد السوء، أن هذه الحركات الغريبة غير البريئة، تمارس بين فتيات وشبان أحيانا، في الحرم الثانوي أو الجامعي، تحت معتقدات التحرر والانفتاح، وقد لا تدري بناتنا أن هذا محرم شرعا، بدليل قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: “لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ”. ومن هنا، يجب الإشارة إلى دور الأولياء والمربين في التوعية بهذا الشأن.

الوسواس القهري ضد وسائل الروابط الاجتماعية

كثيرا ما نقابل أشخاصا في المناسبات، حيث التجمعات أو في العمل.. يشغلونك بأي شيء أو يهربون من كل السبل، حتى يتفادوا مرحلة التحية بالتصافح أو “التسالم”، أو أي شكل من أشكال الفيزيكال توتش، وقد يبدو هؤلاء أشخاصا غير لطفاء ومتعالين أحيانا، غير أنهم في الواقع يعانون بعمق داخلهم، ويتمنون لو كانوا أشخاصا طبيعيين، يمارسون حياتهم الاجتماعية. وهذا، ما تؤكده الخبيرة في علم النفس والعلاقات، عقيلة دبوب: “بالنسبة إلى مريض الوسواس القهري، التلامس الجسدي هو أكبر كابوس يلاحقه مع الجميع، أقارب أو غرباء، إذ إن عقله، لا إراديا، واقع تحت سيطرة أفكار، من قبيل أن كل الأفراد حاملون للأمراض والفيروسات والميكروبات التي ستنتقل إليه مباشرة بعد تقبيلهم أو مصافحتهم أو حتى ملامستهم عفويا، لذلك، تجدهم يوسعون المسافة بينهم وبين الآخر، وإذا حدث أن أجبروا على هذا التلامس، فإنهم يهرعون سريعا إلى الاغتسال، أو يعتقدون بأن طاقة ما سلبية يوزعها لهم الشخص الآخر عبر ملامسته..”. وتؤكد الخبيرة أيضا أمرا مهما، يعتقده الناس، حيال هذه الفئة: “لا علاقة بين الفيزيكال توتش والكاريزما، أو المعتقدات الدينية والثقافية لدى مريض الوسواس القهري، إنه لا يرفضها لتوجهاته أبدا، وإنما لأمر واحد فقط، وهو ما سبق ذكره، لا يستطيع التحكم فيه حتى يشفى تماما من حالته النفسية”.

الجزائريون الأكثر استعمالا للتحية بالتلامس

قد تلاحظ أن هناك مظاهر متعددة للتلامس الجسدي في المجتمع الجزائري، الذي يعتبر من أكثر الشعوب العربية استعمال لهذه الوسيلة في التعبير والتحية، التصافح. فالجزائري يصافح الآخر، حتى وإن لم يكن يعرفه. وبالنسبة إلى النساء، التحية بالتقبيل، أو ما يدعى “التسلام”، فليس عجيبا أن تجد السيدة نفسها تقبل مجموعة من النساء ليس لها بهن علاقة، فقط لأن صديقتها أو قريبتها وسطهن.. وهناك أيضا العناق والربت، على الكتف أو على الظهر أو على الصدر. وهي عادة منتشرة بين الشباب أكثر، ومع أن لكل حركة من هذه تعبيرات اجتماعية صريحة، يرفضها البعض ويقضون جل حياتهم يتحاشونها، فلا يخرجون إلى المناسبات العائلية، ولا يركبون وسائل النقل الجماعية ولا يرتادون الأماكن المزدحمة.. وهذا، ما يؤثر فعلا على طبيعة حياتهم الاجتماعية والمهنية، وحتى العاطفية، وهم إن لم يحصلوا على هذا الرهاب بالوراثة، فهم المصابون باضطراب ما بعد الصدمة، حيث تركت فيهم نهايات بعض مشاهد التلامس أثرا سلبيا، كاعتداء جنسي أو خيانة أو استهزاء، سواء من قبل الأصدقاء أم الشركاء العاطفيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!