-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فقدان الوزن مقابل ربح الصحة النفسية والجسدية

الجزائريون يحاربون السمنة لأغراض أخرى

نسيبة علال
  • 1418
  • 0
الجزائريون يحاربون السمنة لأغراض أخرى

انتشار أمراض مزمنة تتسبب فيها السمنة والوزن الزائد، على غرار علل القلب، الغدد، السكري.. جعل الكثير من الناس يعيدون حساباتهم مع أجسادهم والتخلص من السموم التي قد تكلفهم حياتهم، فلم تعد السمنة في 2025 مشكلا جماليا فحسب.

تحديات عملاقة في زمن المغريات

يعد الإفراط في الأكل واتباع نظام غذائي سيئ أحد أشد مسببات الوزن الزائد شيوعا، الذي أسهم فيه انتشار المطاعم ومحال الأكل الخفيف، حتى في الأحياء الصغيرة، بالإضافة إلى طغيان المواد المشبعة بالدهون والسكريات وتصدرها رفوف المحلات، ناهيك عن انتشار عدوى الطبخ غير الصحي التي سيطرت على ربات البيوت بعد تأثرهن بهذا المحتوى شديد الانتشار.

بالنسبة إلى جهيدة، فإن خوضها في رحلة إنقاص نحو 10 كغ من وزنها لا يعد مصدر ضغط أبدا، فالناس بمن في ذلك أبناؤها وزوجها يرونها جميلة وغير ذات سمنة، مع هذا، فقد أخبرها طبيبها الذي يتابع إصابتها بالغدة الدرقية أن من صالحها إنقاص الوزن، تقول: “بدأت تناول وجبات صحية، أعتقد أن سني لا تسمح لي بارتياد قاعات الرياضة، لذلك أمارس التمارين في المنزل، وأقوم بجلسات تفكيك الدهون من فترة لأخرى، هذا خيار شخصي وضعني في أريحية تامة مع صحتي، حتى عائلتي الصغيرة لاحظت عليها تحسنا صحيا بعد تقليل تناول المخبوزات، وإلغاء السكر الأبيض والمشروبات المصنعة من غذائنا، زوجي استقرت وضعيته وكل تحاليله في تحسن، استطعت أن أؤثر عليه أيضا، وقد فقد 5 كغ من وزنه خلال شهرين، حتى دون ممارسة الرياضة”. جهيدة حالة تثبت أنه غالبا ما تقترف السيدات أخطاء مدمرة في حق العائلة بأكملها، فالتأثر بقنوات الطبخ على التلفاز أو الإنترنت كان وراء نشر ثقافة سيئة جعلت ربات البيوت يسرفن في جلب مواد مسرطنة وغير صحية لطبخ وجبات وإعداد حلويات يمكن بسهولة الاستغناء عنها والاكتفاء بما هو ضروري للجسم.

مساع للتخلص من الأزمات النفسية التي تسبب السمنة

نمط الحياة يحدد صحة الجسم

عندما انتبه الأفراد إلى وجود علاقة وطيدة بين حالتهم النفسية وإصابتهم بالسمنة، بدأ التحرك الفعلي لإصلاح الخلل ومعالجة الأسباب أولا، إذ يؤكد خبراء أن فاعلية الرياضة مثلا تكون أكبر في حالة الجسم العادية وتعمل على امتصاص التوتر وتحسين المزاج، بينما يصعب على المصاب بمشكل الوزن الزائد أن يفقده بالرياضة فقط، وأيضا، الجلوس المطول واستخدام التكنولوجيا لساعات طويلة، يسهم في خمول العديد من وظائف الجسم، ويمنع تجدد الخلايا، وقد يصبح الأمر أكثر بشاعة إذا اجتمع هذا السلوك مع وجود ضغوطات نفسية وتوتر جراء الظروف الاجتماعية أو المهنية. تشير الأخصائية النفسية، الأستاذة نادية جوادي، إلى أن الأشخاص الذين يقررون فقدان الوزن الزائد بدافع الحفاظ على صحتهم الجسدية، يفعلون ذلك في وقت أقل مقارنة بالآخرين، مع شعورهم الدائم بتقدير الذات، خاصة بعد سن الثلاثين، فهم يقدمون للعقل الباطن رسائل إيجابية نابعة من حب أنفسهم والخوف من التسبب في أذية أجسامهم.. هذا، وتؤكد الأخصائية النفسية على أن قدرة الفرد على التحكم بما يتناوله من طعام، وتمكنه من ضبط حالته النفسية و التحكم في انفعالاته فقط من أجل منع جسمه من مراكمة السموم وإفراز الغدد الزائدة، هذا الشخص يكتسب ثقة واستقرارا نفسيا يسمح له برفع مناعته ضد أي نوع من الأمراض، إضافة إلى هذا، فإن الدراسات الحديثة التي أجريت في هذا المجال أثبتت أن نصف الأشخاص الذين يفقدون الوزن لأغراض جمالية، لإرضاء الشريك أو الحصول على وظيفة الأحلام.. يعودون إلى اكتساب المزيد منه، وقد يحدث ذلك بصفة مفاجئة أيضا، أما الذين يكون هدفهم من إنقاص الوزن هو التخلص من الأمراض وعيش حياة آمنة، فتجدهم يستمرون على نمط حياة صحي يدوم لسنوات، ينتبهون مرارا إلى محتوى وجباتهم ويتحركون باستمرار، ويعتمدون نظام التباطؤ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!