-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مهنة "الماشطة" تعود إلى الواجهة

الجزائريون يكلفونها بتنظيم وتسيير أعراسهم

نسيبة علال
  • 1568
  • 1
الجزائريون يكلفونها بتنظيم وتسيير أعراسهم
ح.م

يبدأ السباق المراتوني بين الزمن والعروس، بمجرد إعلان موعد الزفاف.. فإيجاد الملابس المناسبة للتصديرة، والحصول على حلاقة وخبيرة مكياج محترفة، وصانعة حلويات ماهرة، وحتى طباخ وقاعة حفلات.. مهمات صعبة جدا في نظر العروس وأهلها، خاصة مع ضيق الوقت.. لكن هناك دائما، ومنذ القديم، سيدة أعراس خارقة، يمكنها أن تحمل كل هذه المهمات على عاتقها وتجعل ليلة العمر ناجحة بامتياز، حتى دون جهود الأقارب والأصدقاء.

في الزمن الذي كانت فيه أعراس الجزائريين تقام في “السطح” و”وسط الدار”، كانت “الماشطة” سيدة متطوعة لمساعدة العرائس، توجد في كل حي، تأتي إلى حفل الزفاف مبكرا، وتسهر على تزيين وتمشيط وتلبيس العروس، وترعى مشيتها ببن الحضور، تغير وسادات الزينة التي تجلس عليها أثناء “التصديرة”، وتعدل شعرها وإكسسواراتها من فترة إلى أخرى.. حتى إذا انتهى الحفل واستعدت للرحيل، جمع لها أهل العروس ما لذ وطاب من طعام وحلويات، وبعضهم يقدم لها من الهدايا، أو مال “التاوسة”. وكانت هذه العادة العريقة منتشرة في العاصمة والبليدة وقسنطينة خاصة، في الأحياء الشعبية.

“الماشطة”.. المرأة متعددة المهام

بعد أن غاب الاعتماد على خدمات “الماشطة”، في أعراس الجزائريين، لبعض السنوات، عادت هذه المهنة مؤخرا لتتكفل بأعباء الترتيبات الكثيرة التي باتت تتطلبها الأعراس، ولتقف على عادات وتقاليد جديدة تماما، وأصبح على الماشطة أن تتمتع بخصائص أكثر، وأن تكون ملمة بكل المجالات التي يتطلبها العرس، والأهم، أن يكون لهذه المرأة علاقات صادقة ومضمونة مع مجموعة لا بأس بها من الحرفيين والحرفيات.. فقد بات على الماشطة أن تقوم بدور توجيه العروس أثناء التحضير لزفافها، فمعرفتها بخبيرات الشعر والتجميل يتيح لها إعطاء زبونتها خيارات واسعة لتتألق في ليلة عرسها، كما أن علاقة الماشطة بصانعات الحلويات والطباخين، ومصممي الديكور يجعلها تسهم بقدر كبير في اختيار أفضل الأطباق والحلويات، وحتى قاعة الأفراح لإنجاح العرس.. وتبقى المهمة الشخصية والأصعب للماشطة، ففي حال كلفتها العروس باخيار إطلالتها أو بعضها، فهي مجبرة على انتقاء أحسن مصممي الأزياء في المنطقة وجلب أجمل الحلي والإكسيسوارات التي تتماشى مع كل إطلالة على حدة، حسب المقدور المادي للعرس وأهلها، أي حسب الميزانية التي تخصصها. فهذه المهنة حسب الماشطة ليلى، صاحبة “دار الحلال” بالبليدة: “تحولت من مهمة تطوعية، إلى حرفة مربحة جدا، تستدعي الكثير من العمل والجهد لإنجاح ليلة واحدة”.

تكاليف تضاف إلى ميزانية العرس

إن تكفل الماشطة وفريقها التقني بما في ذلك فريق التنظيم والتصوير، يزيح عن أهل العروس أعباء كثيرة كانوا يتكبدونها في الماضي، تمنعهم من التمتع بأفراحهم وتشغلهم عن مجالسة ضيوفهم.. تقول السيدة ليلى صاحبة “دار الحلال” :” الاعتماد على الماشطة، يضع أهل العروس، وأقاربها موضع الضيوف، وهذا من دون شك له مقابله المادي، فالتخلي عن بذل الوقت والجهد واحتمالية الوقوع في أخطاء تنظيمية كثيرة، يجب أن تعوضه أتعاب مالية تقدر بالملايين، فتسعيرة الماشطة تغلو عن ثمانين ألف دينار، وترتفع لتصل سقف أربعين مليونا، حسب الخدمات والتوجيهات التي تقدمها.. و”الماشطة” اليوم باتت تجلب ملابس تقليدية خاصة بها، وإكسيسوارات وحليا وقطع ديكور، حب الموضة، وتحاول جاهدة إقناع العروس بكرائها، حتى ترفع تكاليفها.. وللماشطة مخطط امتيازات، يجعل زبوناتها أكثر راحة، وشعورا بالاكتفاء، فهي تقنعهن بأن استعارة المزيد من الأغراض، وطلب المزيد من باقة الخدمات التي تقدمها، يقلل من السعر ويمكن العروس من التمتع بامتيازات إضافية وهدايا، كألبوم الصور..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • رأي

    زيادة تكاليف وفوخ وزوخ ماكانش خير من الاعراس البسيطة