-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
توّجت بمنح خمسة تراخيص من أصل ستة جرى عرضها

الجزائر تكسب رهان أول مناقصة للمحروقات منذ 2014

حسان حويشة
  • 7970
  • 0
الجزائر تكسب رهان أول مناقصة للمحروقات منذ 2014
ح.م

عرقاب: العملية تترجم الإصلاحات العميقة التي باشرتها الدولة
بلجهم: نتوقّع دعم الإنتاج بـ20 مليار متر مكعب
“قطر للطاقة” تدخل السوق الجزائري بتحالف مع “توتال”
إيطاليا تعزّز موقعها والصين تظفر بعقدين

أفضت المناقصة الدولية للمحروقات، الأولى من نوعها في الجزائر منذ 2014، إلى منح 5 من أصل 6 تراخيص جرى عرضها ضمن جولة العطاءات هذه، اللافت فيها هو دخول شركة “قطر للطاقة” السوق الوطنية لأول مرة في تحالف مع “توتال” الفرنسية، وتعزيز “إيني” الإيطالية لموقعها، وسجل أيضا حضور صيني من خلال صفقتين.
وقبل الشروع في مراسم فتح الأظرفة التي جرت الثلاثاء بمقر وزارة الطاقة والمناجم، شدّد وزير القطاع، محمد عرقاب، على أن هذه الجولة تأتي في سياق اقتصادي وتشريعي واعد، تترجم من خلال الإصلاحات العميقة التي بادرت بها الدولة تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لاسيما قانون المحروقات والاستثمار، اللذان وضعا معا إطارا قانونيا ومؤسساتيا جديدا، محفّزا وجاذبا، يوفّر ضمانات قوية وشفافية عالية للمستثمرين، ويستجيب لمتطلبات المرحلة الاقتصادية الجديدة التي تعيشها بلادنا.
وأشار عرقاب إلى أن تنظيم هذه الجولة وإتاحتها ضمن أجندة واضحة تمتد على خمس سنوات، يشكّل مؤشرا إيجابيا للاستقرار والثقة، موضّحا أن المنهجية المتبّعة في عرض البيانات التقنية عبر “غرف البيانات” الافتراضية والفيزيائية، وتوسيع نطاق المشاركة، تبرهن على الالتزام بمبدأ الشفافية والعدالة في منح العقود.

“فرص للاستثمار الذكي والمربح”
وأشار الوزير عرقاب إلى أن المناطق الست المعروضة في إطار هذه المناقصة، تتمتّع بإمكانات جيولوجية واعدة وبنى تحتية متطوّرة، ما يجعل منها فرصا حقيقية للاستثمار الطاقوي الذكي والمربح، كما أنها تتماشى مع رؤية الجزائر في تجديد احتياطاتها، وزيادة قدراتها الإنتاجية، وتحقيق أمنها الطاقوي، مع الاستمرار في تموين الأسواق الدولية، وخاصة الأوروبية، بصورة موثوقة ومنتظمة.
من جهته، وصف رئيس وكالة “ألنفط”، مراد بلجهم في تصريح لـ”الشروق”، المناقصة الدولية الأولى بالجزائر منذ 2014 والأولى أيضا في إطار قانون المحروقات الجديد، بـ”الناجحة والإيجابية”، من منطلق أنها توّجت بمنح 5 من أصل 6 تراخيص معروضة، ما يعني نجاحا بنسبة 83.33 بالمائة.
وأوضح المسؤول الأول بوكالة “ألنفط”، بأن هذه العقود ستدخل مرحلة الإنتاج في أجل أدناه 5 سنوات وأقصاه 10 سنوات، موضّحا أنها ستدعّم إنتاج البلاد من الغاز بنحو 20 مليار متر مكعب إضافية على الأقل.
وخلال كلمة له سبقت عملية فتح الأظرفة، شدّد مراد بلجهم، على أنه تم الحرص على ضمان أعلى درجات الشفافية والعدالة، موضّحا بأنه سيتم توقيع العقود النهائية مع الشركات الفائزة في أجل أقصاه 30 جويلية المقبل.

“إيني” تعزّز مكانتها.. والصين بقوة
ولعل أبرز ما ميّز الإعلان عن نتائج جولة العطاءات الدولية Algeria Bid Round 2024، التي كشفت عنها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، هو دخول شركة عربية من دولة حليفة للجزائر اقتصاديا، ويتعلق الأمر بـ”قطر للطاقة”، التي وقّعت أول عقد لها في السوق الوطنية بالشراكة مع العملاق الفرنسي “توتال إنرجيز”، لاستكشاف وتطوير حقل “أهارة” الغازي بالجنوب الشرقي للبلاد، على مشارف الحدود مع ليبيا.
ويمتد هذا الحقل الغازي الضخم على مساحة تفوق 17 ألف كيلومتر مربع، مقسّمة على 11 كتلة، وينتظر أن تصل طاقته من الاحتياطات المؤكدة إلى نحو 112 مليار متر مكعب، مع إمكانية رفع السقف بـ40 مليار متر مكعب إضافية، وفق التقديرات الأولية.
كما كانت الشركات الصينية حاضرة بقوة ضمن هذه الجولة، حيث فازت “سينوبك” بعقد استغلال حقل “قرن القصعة” الواقع بالجنوب الغربي، والذي يمتد على مساحة تفوق 36 ألف كيلومتر مربع، ويضم احتياطات مؤكدة في حدود 26 مليار متر مكعب، مع احتمالات لمخزون إضافي يناهز 141 مليار متر مكعب.
أما الصفقة الصينية الثانية، فقد كانت من نصيب شركة “ZPEC” التي ظفرت بعقد تطوير حقل “زرافة 2” بالجنوب الغربي أيضا، باحتياطات مؤكدة تصل إلى 83 مليار متر مكعب، وتوقعات برفع المخزون بنحو 51 مليار متر مكعب إضافية.
وفي سياق متصل، جدّدت إيطاليا حضورها القوي في قطاع الطاقة الجزائري من خلال شركة “إيني”، التي تعد الشريك الأجنبي الأول للجزائر في المجال.
وفاز العملاق الإيطالي “إيني”، بصفقة استكشاف وتطوير واستغلال حقل “رقان 2” الواقع جنوب غربي البلاد، ضمن تحالف مع الشركة التايلاندية “PTTEP”، حيث تشير التقديرات إلى وجود احتياطات مؤكدة بـ65.5 مليار متر مكعب، وإمكانية رفعها بـ143 مليار متر مكعب إضافية.
من جهة أخرى، توّج تحالف نمساوي ـ سويسري يضم شركتي “زانغاس-ZANGAS” و”فيلاداFILADA ” بصفقة حقل “طوال 2” المتواجد كذلك بالجنوب الشرقي، والذي يضم مخزونا مؤكدا بـ175 مليار متر مكعب، مع آفاق توسّع تصل إلى 15 مليار متر مكعب إضافية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!