-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرئيس تبون يعتبره "توجّها استراتيجيّا" يحفظ حق الأجيال

الجزائر عازمة على التحرّر من ريع المحروقات

سفيان.ع
  • 4748
  • 0
الجزائر عازمة على التحرّر من ريع المحروقات
ح.م

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الاثنين، في كلمته بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والستين لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين والذكرى الرابعة والخمسين لتأميم المحروقات، أن القرار الوطني التاريخي الذي اتخذته قيادة البلاد، برئاسة الرئيس الراحل هواري بومدين -رحمه الله وطيب ثراه- في مثل هذا اليوم من سنة 1971، بتأميم المحروقات هو حلقة مكملة لروح التحرر والتمكين للاستقلال الوطني الكامل.
وقال رئيس الجمهورية، في الكلمة التي تلاها نيابة عنه الوزير الأول، نذير العرباوي، خلال فعاليات إحياء هذه الذكرى المزدوجة التي جرت بحاسي مسعود بولاية ورقلة، أن هذا القرار “يعكس صدق الإرادة ووطنية التوجه والوفاء لرسالة نوفمبر وللشهداء الأبرار”، مؤكدا بأن هذه الروح ستبقى تذكر بمآثر الرجل كقائد وطني مخلص، حريص على الطابع الاجتماعي للدولة، غيور على ثروات الجزائر وسيادتها عليها.
واستذكر رئيس الجمهورية في هذا الصدد الروح الوطنية العالية التي تحلى بها المهندسون والتقنيون والفنيون، عندما رفعوا التحدي -غيرة على الجزائر- غداة استرجاع السيادة الوطنية، وتمكنوا من إبطال توقعات توقف إنتاج وتسويق مواردنا الطاقوية، معربا عن تقديره للمجهودات المتواصلة لعاملات وعمال قطاع المحروقات من أجل ضمان الأمن الطاقوي للبلاد، ومشددا على أن قرار تأميم المحروقات كان تحديا جريئا لتكريس الاستقلال الاقتصادي وبسط السيادة على ثروات البلاد ومواردها الطبيعية.
كما استذكر رئيس الجمهورية بالمناسبة تضحيات جيل الرواد، الذين قادوا حركة تعبئة العمال وتجنيدهم للالتحاق بثورة التحرير المباركة، مترحما على روح الشهيد الرمز عيسات إيدير، والنقابي المناضل الفذ شهيد الواجب الوطني عبد الحق بن حمودة، وجميع رفاقهم النقابيين الشهداء.
وجدد الرئيس تبون، عزمه في هذه المرحلة على وضع وتنفيذ سياسات وطنية غايتها إحداث الانعطاف والانتقال من الاعتماد على المحروقات إلى تنويع الصادرات، موضحا أن هذا الانتقال يعد “توجها استراتيجيا” يحفظ حق الأجيال من الثروات الطبيعية، ويفتح المجال لأنماط استثمارية مربحة في مجال ترقية الصناعات التحويلية والمقاولاتية وإنشاء المؤسسات. كما يحقق الاندماج في المفاهيم الاقتصادية المعاصرة التي تعتمد على المورد البشري كطاقة محركة للمبادرة ومنتجة للثروة.
واعتبر رئيس الجمهورية أن الجزائر قطعت أشواطا معتبرة لتجسيد هذه الغايات باستقطاب الآلاف من الشباب ومن المستثمرين الوطنيين والأجانب، وحققت مستويات غير مسبوقة من الصادرات خارج المحروقات، مؤكدا التمسك بهذه الرؤية التي ستؤهل الجزائر للانخراط وبجدارة في مسار الدول المرشحة لاحتلال مكانتها المستحقة في منتدى الدول الناشئة.
وبعد الإشادة بمستوى الكفاءة والتحكم لدى الإطارات المسيرة لمنشآتنا النفطية والمنتسبين لهذا القطاع الحيوي من مهنيين وعمال بسطاء، والاعتزاز بالمنجزات المتتالية عبر العقود الماضية في قطاع المحروقات، توجه رئيس الجمهورية بأخلص التهاني إلى كافة العاملات والعمال في كل القطاعات، مشددا على أن الدولة لن تدخر أي جهد لتعزيز المكاسب الاجتماعية التي استفاد منها العاملات والعمال، ولتحسين الإطار المعيشي والمهني لهم، تأكيدا لمبدأ الدولة ذات الطابع الاجتماعي المكرس في بيان أول نوفمبر.
وكان العرباوي استهل زيارته إلى حاسي مسعود بوضع حجر الأساس لإنجاز المصفاة الجديدة لتكرير البترول، حيث استمع إلى عرض حول هذا المشروع الواعد الذي سيسمح بمعالجة 5 ملايين طن سنويا من النفط الخام، من شأنها توفير الإمدادات اللازمة لتزويد المنشآت الصناعية بالمنطقة، وتلبية احتياجاتها من مختلف المنتجات الطاقوية، فضلا عن المساهمة في تعزيز الأمن الطاقوي.
وينتظر أن تدخل هذه المصفاة حيز الإنتاج سنة 2027، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1 مليون طن من المازوت والتي سترتفع تدريجيا لتبلغ 2.8 مليون طن، و1.31 مليون طن بنزين، بالإضافة إلى كميات هامة من البروبان والبوتان والكيروسين والزفت.
وسيشغل هذا المشروع أكثر من 10 آلاف عامل خلال مرحلة الإنجاز، ويستحدث ألف منصب شغل جديد خلال مرحلة الاستغلال.
وبالمناسبة أكد الوزير الأول أن مشروع إنجاز المصفاة الجديدة للبترول بحاسي مسعود يندرج في إطار تجسيد الرؤية الاستراتيجية للسيد رئيس الجمهورية في تعزيز القدرات الوطنية في مجال تثمين المحروقات وخاصة في مجال إنتاج الوقود، فضلا عن فتح آفاق جديدة لتعزيز مكانة البلاد في سوق المواد البترولية.
كما هنأ الوزير الأول مسؤولي قطاع الطاقة ومجمع سوناطراك وكل منتسبيه من إطارات ومهندسين وعمال، على انطلاق هذا المشروع الهيكلي، مؤكدا لهم الدعم الكامل لرئيس الجمهورية وحرصه الشديد على استكمال إنجازه في الآجال المحددة ورفع تحدي تثمين الموارد الوطنية على خطى الأسلاف الذين بادروا في مثل هذا اليوم ببسط السيادة الوطنية على المحروقات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!