-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رئيس الكتلة البرلمانية لـ"الأفلان"، ناصر بطيش:

الجزائر عصيّة على الابتزاز الأوروبي.. ولن يحقق أي غاية

س. ع
  • 1540
  • 0
الجزائر عصيّة على الابتزاز الأوروبي.. ولن يحقق أي غاية
ح.م

اعتبر رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني بالغرفة السفلى، ناصر بطيش، أن لائحة البرلمان الأوروبي بشأن الجزائر تكشف بوضوح النزعة العدائية المتجذرة في فكر بعض التيارات السياسية داخل أوروبا، وعلى رأسها اليمين المتطرف الفرنسي.
وقال النائب “الأفلاني” إن ذلك التيار لا يزال يرى في استقلال الجزائر وشموخ قرارها السيادي تحديا مباشرا لأطماعه وأوهامه الاستعمارية القديمة، مؤكدا أن اللائحة جاءت في سياق متكرر يستهدف بلادنا، لا تحمل في جوهرها سوى محاولات بائسة لإعادة تدوير خطاب ضغوط فقد معناه وأثره منذ زمن بعيد، خاصة أن أصحابها يدركون تماما أن الجزائر دولة عصية على الابتزاز، وأن الضغط عليها لن يحقق لهم أي غاية مهما حاولوا، على حد تعبيره.
وأردف بطيش في تصريح لـ”الشروق” أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها البرلمان الأوروبي التأثير على الجزائر، من خلال اللعب على وتر حقوق الإنسان والحريات، فقد سبق له أن أصدر لائحة مماثلة عام 2019، أثناء الحراك الشعبي المبارك، في محاولة لزرع الشكوك وإضعاف التلاحم الشعبي الداخلي. ومع ذلك، كان مآلها الفشل الذريع، حيث واجهها الشعب الجزائري بوعي سياسي نادر وإرادة موحدة، ما أدى إلى إسقاطها ودفنها في قمامة التاريخ.
والمثير للسخرية، يضيف بطيش، أن أعضاء البرلمان الأوروبي، الذين يدّعون الدفاع عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، لم يجدوا في كل مرة ما يبتزون به الجزائر سوى هذا الملف، في تجاهل صارخ لما يحدث في العالم من انتهاكات جسيمة وجرائم لا تغتفر.
ومن أبرز الأمثلة على هذا التناقض الفاضح، يقول المتحدث، هو صمتهم المطبق حيال المأساة المستمرة في غزة، حيث تعرض الشعب الفلسطيني، على مدار أكثر من خمسة عشر شهرا، لواحدة من أفظع الجرائم في التاريخ الحديث، لكن هؤلاء أدعياء الحقوق والحريات لم يحركوا ساكنا أمام مشاهد القصف والإبادة والتشريد، وهو ما يجعل ادعاءاتهم اليوم محط سخرية وازدراء، ويُبرز بوضوح ازدواجية المعايير التي تتحكم في خطابهم السياسي والإعلامي.
بالمقابل، أكد بطيش أن الجزائر، بتاريخها الحافل بالنضال ضد الاستعمار، وبمواقفها الثابتة والمبدئية تجاه القضايا العادلة في العالم، أثبتت مرارا وتكرارا أنها قادرة على مواجهة هذه المحاولات والتصدي لها بحزم وثبات.
ومهما تعددت محاولات التشويه أو الاستفزاز، فإن الجزائر، بقيادتها وشعبها، ستبقى وفية لمبادئها، عصية على الكسر، وملهمة للشعوب الساعية إلى الحرية والكرامة، على حد قوله.
وفي هذا السياق، من المهم أن يدرك أولئك الذين يقفون وراء هذه اللوائح أن الجزائر ليست وحدها في هذا الميدان، بل هي مدعومة بتلاحم شعبي قوي، وبشركاء دوليين يحترمون سيادتها ويدركون أهمية دورها في تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي. كما أن الشعب الجزائري، الذي مرّ بتجارب عديدة صقلته وجعلته أكثر وعيا وحكمة، لن تنطلي عليه مثل هذه المحاولات التي تهدف إلى التشويش على مساره التنموي والسيادي، مثلما يضيف بطيش.
وختم رئيس كتلة “الأفلان” موقفه بالتأكيد على أن هذه اللائحة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المحاولات العقيمة التي ستُمنى بالفشل، تماما كما فشلت سابقاتها، وستظل الجزائر مثالا للدولة الحرة التي ترفض الخضوع لأي شكل من أشكال الوصاية أو الضغوط الخارجية. والتاريخ وحده سيحكم على مآل هذه السياسات، التي لن تخلف سوى المزيد من التدهور الأخلاقي والسياسي لأصحابها، حسب وصف المصدر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!