الجميلات الناجحات منبوذات اجتماعيا
لطالما صادفنا مقولة تفيد بأن سوء الحظ يلازم الجميلات.. ومع أنها تبدو بعيدة عن الواقع، إلا أنها تحمل شيئا منه. فالجميلات الناجحات والمتميزات عن البقية، يعانين في الغالب من عدم القبول الاجتماعي، خاصة في أوساط الإناث، حيث يشكل هذا النوع تهديدا لثقة الأخريات في أنفسهن، ويدفعهن إلى المقارنة والإحباط بدوافع طبيعة الأنثى
عزلوني اجتماعيا.. لا قرابة ولا صداقات
تواجه الجميلات، في مختلف المجتمعات، مهما بلغ تطورها، كابوس الحسد والغيرة، ويتوهمن بنقص حظوظهن مقارنة بمن يقل جمالهن، ذلك أن الجميلة تعتقد بدافع نفسي وبثقة مبالغة أنها تستحق من الحياة أكثر من الأخريات، فتظل تشعر بالإحباط من ذلك. هذا من جانب، أما من الآخر، فلا يجب الإنكار أيضا أن النساء اللواتي يتمتعن بجمال فائق وثقافة واسعة أو استقلالية مالية أو أي نجاح في مختلف الميادين، معرضات للتضييق، تكرههن النساء الأخريات، ويجدن أنفسهن غالبا في عزلة اجتماعية، دون سعيهن إليها، أو بعبارة أخرى، منبوذات اجتماعيا. هي حال لمياء، 32 سنة، على قدر من الجمال الطاغي والأنوثة الفياضة، استطاعت أن تؤسس مشروعها الخاص في سن مبكرة، إذ أنشأت روضة أطفال، وطورت منها لتنافس أرقى مدارس الأطفال في البليدة، تزوجت وأنجبت 3 أطفال، وحصلت على استقلالية مادية سمحت لها بتوفير كل ما تصبو إليه بسهولة، إلا جانبا واحدا فقط، تقول: “ليست لدي صداقات صادقة مع النساء، كلها مجاملة لمنفعة، أو صديقات يسعين لإحباطي وتكسيري، فإذا وجدنني أزداد نجاحا انقلبن علي، إما كدن لي أو انسحبن من حياتي، حتى العائلة والمقربون يتحاشونني في اللقاءات، باعتباري وبكل تواضع أنجحهن وأكثرهن أناقة، ألفت الأنظار ببساطتي الطاغية، فلا يدعونني إلى مناسباتهم.. وجدت نفسي معزولة من الجميع، بلا ذنب اقترفته في حق أحد.
أن تكوني جذابة أهم من كونك جميلة وناجحة
تشارك النساء في الغيرة من المرأة التي تتفوق عليهن، فتقبل بعضهن على محاولة تقليدها والاقتداء بها في النجاح الدراسي والمهني، أو في الموضة والمظهر الخارجي.. حينها، يمكن القول إن الغيرة تحمل جانبا إيجابيا على الأقل. أما الجانب البشع من غيرة النساء، فيظهر حين تعجز الواحدة منهن عن مجاراة جمال أو نجاح واستقلالية أخرى،
فتشرع في الكيد لها ومحاولة تكسيرها وتشويه سمعتها بكل السبل. بحسب الأخصائية في علم النفس والمجتمع، كريمة رويبي: “يدعى هذا حقدا، وينبع من نقص الثقة بالنفس والخوف على المكانة الاجتماعية.. لذلك، نجد هذا الصنف من النساء يجتهدن لإزالة المرأة التي تهددهن. وذلك، من خلال انتقادها الدائم والسعي إلى تصغيرها خاصة في التجمعات. يجب أن يدرك مجتمع النساء أن جميلات المنظر لا يتفوقن على جميلات الروح، فالمرأة التي تعمل على تطوير ذاتها وتنمية ثقافتها وثروتها وعاداتها في الحديث والمشي والأكل وكل تفاصيل حياتها يمكن أن تكون جذابة أكثر، وتترك أثرها الطيب في النفوس”.
الشائع، أن أغلب الرجال في السابق كانوا يفضلون المرأة فائقة الجمال، ولا يهمهم كثيرا تميزها في مجالات أخرى، كالدراسة أو العمل والثروة، وحتى المستوى الثقافي العالي.. أما اليوم، فاجتماع هذه المقومات كلها في أنثى واحدة، يجعلها تبدو كقنبلة موقوتة للرجل، يخاف منها الجميع، ويعجزون عن مجاراتها.. فهي بشكل ما تظهر متطلبة وفوق قدرة الكثير من الرجال. لهذا، يخافون التقرب منها. وهو ما يفسر معاناة هذا النوع من النساء من مشكل العنوسة، فبينما تتزوج الفتيات الأقل جمالا وكفاءة من حولها، تجد الجميلة الناجحة نفسها عاجزة عن إيجاد الشريك المناسب، الذي يستحق مؤهلاتها.