-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وممثلها بالجزائر محمد الحمامي لـ"الشروق":

الجهة التي ستدخل غزة سنتعامل معها كقوة احتلال

الجهة التي ستدخل غزة سنتعامل معها كقوة احتلال
ح.م
القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وممثلها في الجزائر، محمد الحمامي

يؤكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وممثلها في الجزائر، محمد الحمامي، فشل مخططات التهجير التي يقف وراءها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما فشلت المحاولات السابقة، وأن الفلسطينيين سيتعاملون مع أي جهة تدخل غزة بدون موافقة أهلها أنها قوة احتلال وجب مواجهتها.
ويشدّد الحمامي، في هذا الحوار مع “الشروق”، أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فصيل وطني فلسطيني لا يمكن القضاء عليها.
ويرد الحمامي على الأصوات الصادرة من بعض الأنظمة العربية المطبعة حيال ما يسمى باليوم التالي للحرب، بالقول إن الرد قد جاءها من الشعب الفلسطيني، كما طالب من الأجهزة الأمنية الفلسطينية الكف عن مطاردة المقاومة.

كيف تقيّمون المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار؟
بعد 15 شهرا من حرب الإبادة والقتل والتدمير الكلي للبنى التحتية والمنشآت الصحية والتعليمية وكل أشكال الحياة، ومحاولة جعل قطاع غزة أرض قاحلة على يد النازيين والفاشيين بقيادة رئيس عصابة حكومة الاحتلال اليمينية وجنرالات الحرب، لم يستطع المجرم الصهيوني نتنياهو تطويع وتركيع الشعب الفلسطيني الذي بقي صامدا على أرضه، رغم القوة النارية الهائلة والقنابل ذات الوزن الثقيل التي أرسلها بايدن، الشريك في العدوان على شعبنا الفلسطيني، لم يستطع الاحتلال أن يحقق الأهداف التي رفعها نتنياهو وهي النصر المطلق، على حد تعبيره، بالقضاء على المقاومة الفلسطينية واستعادة المحتجزين لدى المقاومة.
لقد جاء نتنياهو صاغرا من أجل توقيع إعلان وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن يتم توقيعه شهر ماي الماضي، ثم في شهر جويلية، ولكن عطّله المجرم نتنياهو بغية تحقيق أهدافه السياسية وهي معروفة، خاصة البقاء في السلطة ولم يكن يعر أي اهتمام لحياة المحتجزين لدى المقاومة.
وقّع نتنياهو صاغرا على الاتفاق بفضل بسالة وشجاعة المقاومة وصمود شعبنا، وعدم تحقيق الأهداف الذي وضعها المحتل الصهيوني المجرم.
نحن في الفصائل التزمنا بوقف إطلاق النار، بالمقابل، الاحتلال واصل جرائمه وقتل أزيد من 100 مدني فلسطيني خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، وعرقل عودة النازحين من مدن الجنوب إلى الشمال، والأهم من ذلك عدم تنفيذ ما ورد في البروتوكول الإنساني بإدخال شاحنات الوقود والكرفانات والخيم لإيواء النازحين الذين عادوا إلى شمال القطاع، ووجدوا بيوتهم مدمّرة، فأراد أن ينغص على شعبنا، مدعوما في ذلك بالمجرم ترامب الذي شرع في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في الحديث عن مرحلة التطهير العرقي، وتهجير شعبنا من غزة بزعم أن القطاع غير صالح للسكن، وهو بذلك يرفع المسؤولية عن المجرم وحليفه نتنياهو ويلقي بالمسؤولية على أشقائنا العرب.
ترامب يعمل على رفع المسؤولية عن الاحتلال المجرم تجاه شعبنا الفلسطيني، فهو يدعّم نتنياهو في عملية الضم بالضفة الغربية التي تعرف حاليا عملية تهجير غير مسبوقة، زيادة على الاقتحامات اليومية في جنين ونور شمس وطولكرم والفارعة، في عملية واضحة، الهدف منها تهجير الشعب الفلسطيني والتطهير العرقي.
نحن نقول، إننا ملتزمون بسيرورة المرحلة الأولى رغم أنه كان مفترضا أن ندخل في مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم 16 من المرحلة الأولى، ولم يتبق سوى أقل من أسبوعين على بدء المرحلة الثانية، ونتنياهو يعرقل المفاوضات ويتنصل منها، كما يفعل في جنوب لبنان، فالاحتلال الغازي متواجد في جنوب لبنان، على هذا الأساس، كل شيء وارد مع هذه الحكومة المجرمة.

هل تعتقدون أن الاحتلال سيمضي إلى المرحلة الثانية؟
الاتفاق كان بوساطة مصرية – قطرية ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، على أن يكون الاتفاق على مراحل.
قبل أن تنتهي المرحلة الأولى، نكون قد اتفقنا على المرحلة الثانية والثالثة، في المرحلة الثانية، يتم تبادل الأسرى وانسحاب الاحتلال من غزة من المنطقة التي يسميها “العازلة”.
نحن نقول إن استقبال المجرم نتنياهو في البيت الأبيض، وإعطائه الضوء الأخضر بأن يفعل ما يشاء وتهديداته المستمرة للمقاومة الفلسطينية وأنه سيذيق الشعب الفلسطيني الجحيم، لكن هو لا يعلم أن الشعب الفلسطيني متشبث بأرضه وبحقوقه، وبغزة والضفة والقدس.
ترامب لا يعلم أن الشعب الفلسطيني لا تثنيه تلك التصريحات عن الاستمرار في مواجهة الاحتلال.
كل الاحتمالات واردة، والكرة الآن في ملعب الاحتلال الصهيوني.
ونؤكد أن الاحتلال لن يستعيد المحتجزين إلا بعملية التبادل، والتي تفضي إلى تحرير أسرانا البواسل وانسحابه التام من غزة.
إذن، الكرة في ملعب الوسطاء قطر ومصر وشريكة الاحتلال في الجرائم ونقصد أمريكا.
جولات مبعوثه للمنطقة يقول إنه سيستمر في المرحلة الثانية، أعتقد أن الضغوط داخل المجتمع الصهيوني والحالة التي تم فيها الإفراج عن المحتجزين والمعاملة التي لقوها من طرف المقاومة بأخلاقياتها وإنسانيتها، المجتمع الصهيوني شاهد على هذه العملية وهم معنيون بالإفراج عن المحتجزين لدى المقاومة، أما هذا المجرم الفاشي المدعوم من ترامب، فيريد التخلص من المحتجزين والاستمرار في الحرب.
على هذا الأساس، فكل شيء وارد، لكن نؤكد أننا متمسكون بأرضنا ولن نخرج منها، لا من غزة ولا الضفة ولا القدس، أما عن المحتجزين، فلن يعودوا إلا بعملية سياسية.
الآن المطلوب الضغط على أمريكا للاستمرار في عملية وقف العدوان على شعبنا والمضي إلى المرحلة الثانية، لكن كل السيناريوهات واردة مع هذا المجرم الصهيوني الذي قتل 50 ألف من أبناء شعبنا.

هل المواقف التي عبّرت عندها الإدارة الأمريكية مؤشر على العودة للحرب؟
أمريكا، منذ اليوم الأول للغزو الصهيوني على غزة، وإدارة بايدن كانت داعمة للاحتلال. وذهب بايدن إلى إسرائيل وتحدث بكل بجاحة أنه مع إسرائيل مؤكدا مزاعم حقها في الدفاع عن نفسها، وأعطى للاحتلال الضوء الأخضر لقتل الشعب الفلسطيني.
والآن، يواصل ترامب ذات العنجهية، بل تطوّر الأمر إلى حد نفي وجود الشعب الفلسطيني، ومخالفة كل الأعراف الدولية بإعطاء الضوء الأخضر لتهجير الشعب الفلسطيني، تهجير شعبنا وأهلنا من غزة والضم والحسم في الضفة الغربية.
زيادة على ذلك، تزويد الاحتلال بقنابل الوزن الثقيل، وكل أشكال الدعم، والتغطية السياسية والدبلوماسية والقانونية، عبر مواجهة الجنائية الدولية، وهذا دليل على أن أمريكا هي من تقود هذا العدوان على شعبنا الفلسطيني، والسعي لتهجيره.

ما هي القدرة على مواجهة هذه المشاريع؟
هذه المشاريع ستسقط، نذكر أنه كانت هناك مخططات أكبر من هذه لتصفية حق الشعب الفلسطيني لكنها فشلت، كما ستفشل أمريكا والغرب بتهجير شعبنا المتشبث بأرضه.
الآن ولا أحد مع هذه الخطة وتصفية حقوق الشعب الفلسطيني.
نحن نقول إن ترامب والإدارة الأمريكية شريكة في العدوان، والمطلوب من الأمم المتحدة والعالم والمنظومة العربية والإسلامية دعم الشعب الفلسطيني لمواجهة الحلف الصهيوني – الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية استكمالا لحرب الإبادة.

كيف تقيّمون مواقف الدول العربية من مخطط التهجير الذي يهندسه ترامب؟
نحن نحيي المواقف الصادرة عن الخارجية المصرية والعربية السعودية برفضهما القاطع لعملية التهجير، وأن إعمار غزة يكون والشعب الفلسطيني متواجد على أرضه.
نقول إن المواقف الرسمية بحاجة إلى دعم من الأحزاب العربية، والالتفاف حول الموقف الرسمي وتغطيته من الأحزاب، إضافة إلى الالتفاف الشعبي هو الرفض التام لمخطط التهجير والدعم الشعبي إسنادا للحكومات العربية، والوقوف ضد المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
نعي أن العرب يعرفون أو عليهم أن يعرفوا أن تصفية القضية الفلسطينية تشكّل خطرا على الدول العربية وتهديد لمصالح الدول العربية.
مخطط التهجير هو ترجمة وتنفيذ لمخطط نتنياهو بالوصول إلى ما يسمى إسرائيل الكبرى، وهذا تهديد لسيادة الدول العربية، ليكون الاحتلال الدولة الأقوى في المنطقة والمسيطرة على الشرق الأوسط.
نقول إنه من مصلحة العرب الرفض القاطع لمخطط ترامب وبعث رسالة قوية له أن لديكم مصالح كبرى في المنطقة العربية، ومصلحتنا نحن عند أمريكا هي بوقف قتل الشعب الفلسطيني ووقف مخططات التهجير، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، ووقف النكبة المستمرة منذ 7 عقود.
على أمريكا أن تعي أن لديها مصالح كبرى في الشرق الأوسط، وتصفية القضية الفلسطينية لن تصب في مصلحتها، وبهذا يفتحون حربا لا أحد يعرف أين ستتجه، إذا أراد ترامب المضي في هذا المخطط المرفوض عالميا، أما لغة الاستعلاء التي ينتهجها ترامب، فهي مرفوضة جملة وتفصيلا.

ماذا عن المخططات التي يتم تسريبها حول اليوم التالي للحرب من بعض الدول العربية؟
لا نخفيكم أن بعض الدول العربية، خاصة المطبعة مع الاحتلال، التي تتبجح بالحديث عن اليوم التالي للحرب، كلنا شاهدنا اليوم التالي بعد وقف إطلاق النار وكيف خرج الشعب الفلسطيني ملتحما مع المقاومة، هذه رسالة للعرب والمسلمين وللعالم أن الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار وهو من يحدّد القيادة الفلسطينية.
هذا يتطلب منا كفلسطينيين أن ننهي الانقسام، لا مبرر لاستمرار الانقسام في هذا الظرف، والمطلوب من القيادة الفلسطينية، وهنا أتحدث عن الرئيس محمود عباس، أن يدعو إلى اجتماع فوري للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، عملا بمخرجات حوار بكين وما سبقته من حوارات في موسكو والجزائر، وهذا لتوحيد الموقف وإنهاء الانقسام وتوحيد الموقف الفلسطيني لمواجهة مخطط التهجير.
وهذا يمكن أن يوضع على جدول أعمال الجامعة العربية نهاية الشهر الجاري، أن الشعب الفلسطيني واحد موحّد وتفعيل كل أشكال النضال والمقاومة، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأن الضفة والقطاع والقدس وحدة جغرافية سياسية، وهنا نقطع الطريق أمام مخططات العبث بحقوقنا.
نقول إن القدس والضفة والقدس أراضي الدولة الفلسطينية المُجمع عليها في الأمم المتحدة والمدعومة من العالم.
علينا إنهاء الانقسام العبثي المدمّر وعلى العرب أن يعوا أن الشعب الفلسطيني الذي صمد وواجه الإبادة ولم يتزحز، قادر على أن يحكم نفسه بنفسه، وأننا قادرون على أن نتعامل بكل وضوح مع كل قوة أجنبية.
نحن لا نريد عودة الانتداب مهما كانت الجهة التي ترسله، أي قوة تدخل القطاع، سنتعامل معها كقوة احتلال.

وماذا عن سلوك أجهزة السلطة تجاه المقاومة بزعم أنها كيانات خارج عن القانون؟
الشعب الفلسطيني غير قاصر، المطلوب إنهاء الانقسام، والاتفاق على إستراتيجية نضالية لمواجهة المخططات التي تحاك ومنها التهجير، ومواجهة قطعان المستوطنين والدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأن تأخذ أجهزة الأمن الفلسطينية مسؤوليتها إزاء حماية شعبنا الفلسطيني والتصدي لجنود الاحتلال وقطعان المستوطنين، والكف عن ملاحقة المقاومين بحجج لا تنطلي على أحد بأنهم خارجون عن القانون، لأن المقاومة تاج الشعب الفلسطيني، هم الشرف الذي يدافع عن الفلسطينيين في المخيمات، علينا الالتفاف وراء المقاومة.

البعض يسعى لإقصاء حركة “حماس” من المشهد؟
“حماس” جزء أصيل من النسيج الوطني ولا يمكن القضاء عليها، فهي ليست مجموعة، بل فكرة انبثقت منها الحركة الوطنية للمقاومة والفكرة تدوم ولا يمكن القضاء عليها ولا يمكن للمخططات التي تحاك هنا وهناك إنهاء وجود “حماس”، ولا المتواطئين من العرب القضاء على المقاومة، نحن نمتلك الحق في الدفاع عن حقنا في الوجود.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!