-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجيل الثالث على الأبواب

عمار يزلي
  • 1271
  • 2
الجيل الثالث على الأبواب
ح.م

ما يحدث عندنا، منذ عدة أشهر، هو بداية انتقال إلى الجيل الثالث من عمر مرحلة الاستقلال. الجيل الثاني سينتهي سنة 2030، والتحولات الجديدة هي سير في هذا المسار، وهذا أمر طبيعي، إذا ما قرأنا ابن خلدون جيدا.

فرنسا كدولة مستعمرة للجزائر، انتهت عمليا في الجزائر سنة 1950، وهو عمر 120 سنة لدولتها الكولونيالية، غير أنها ستعمل على التمدد عبر وصياها في البلاد المستعمرة السابقة، من خلال “حزبها”، الذي سيعمل لهذه الغاية: الدعم والحفاظ على الامتياز الاقتصادي من خلال اتفاقية إيفيان، التي رفضها قيادة الأركان في المجلس الوطني في 1962.

عمليا، جيل الاستقلال بدأ سنة 1950، وكان الجيل الأول سينتهي في 1990، وعليه حدثت الهزة الاجتماعية بعد 40 سنة، هزة ستتبعها حتما هزة أخرى مع اقتراب موعد نهاية الجيل الثاني سنة 2030.. وقد بدأت فعلا سنة 2019، بشكل سابق لأوانه، نظرا إلى متغير طارئ، وهو مرض الرئيس الفجائي الذي منعه من المضي إلى آخر المطاف في السلطة إلى غاية الوفاة. فالرئيس كان برنامجه الاقتصادي يمتد إلى 2030، لأنه لم يكن ينوي قط التنازل أو الاستقالة قبل الوفاة رئيسا.. ابن خلدون قالها قبل ذلك بخمسة قرون عن الزعيم الذي يريد أن يبقى ملكا مالكا للبلد.

هناك فترات انتقالية من جليل إلى جيل في الدولة حسب ابن خلدون، يقدر عمرها بـ 120 سنة، أي ثلاثة أجيال، بحيث إن كل جيل يعمر 40 سنة. الفترات الانتقالية تكون ما بين 4 و7 و10 سنوات.

الجيل الأول للاستقلال بعد 40 سنة انطلاقا من 1950، كان عليه أن يرحل في 1990، لكن بوادر رفضه من طرف عصبية شبابية جديدة بدأت في 1988 المرحلة، توقعنا في كتاب “القبيلة، الفضاء والمعتقد” 2013، وحتى قبل سنة 2006 في محاضرات لطلبة علم الاجتماع، أنها ستطول نسبيا، وهذا بفعل الإصلاحات، ولو غير المكتملة والمتسرعة وغير المدروسة أحيانا، بسبب كثرة الأولويات وتزاحم أجندة التغيير عل أجندة نظام الحكم الراغب في التحكم في مقود القيادة إلى آخر يوم. هذا لن يكون دون ضريبة في المال العام والنفوس، كم توقعنا تغيرا كبيرا ينهي عهد عصبية “الأسرة الثورية”، وهذا قبيل 2030، على اعتبار انتهاء الدورة “الحضارية” الثانية للجيل الأول بعد نحو 40 سنة من تاريخ ثاني هزة اجتماعية ضمن مسار حاكمية “الأسرة الحاكمة”. غير أن بوادر هذا التغيير الكبير والانتقال من نظام “أسرة سياسية عقائدية” إلى نظام آخر، قد يكون أكثر ليبرالية وانفتاحا، غير أنه لن يحيد عن الإيديولوجيا الهوياتية: التوجه العربي الإسلامي. هذا لن يكون في الجزائر، ولكن في دول الشمال الإفريقي. الطرف الثاني “العلماني الليبرالي الفرنكو ـ بربري”، سيعمل على تقويض هذا التوجه “الشعبوي” بكل الوسائل ـ بما في ذلك التعاون مع “الأجنبي” ـ كما كانت الحال دائما في تشكل بنى الحكم في الدول المغاربية على امتداد الزمن. هذا ما سيطيل عمر الخلافات إلى غاية ما بعد 2070، تاريخ نهاية الجيل الثالث.. 120 سنة بعد الاستقلال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • abdour

    ما ختمت به المقالة قريب جدا من الحقيقة بل هو الواقع الذي يثبت لنا ذلك ، فالموضوع سيطول الى غاية تلك الفترة ،ولنا في فقه الواقع الدليل وبالتجربة ، وان كانت 88 ،و 92 اكبر مؤشر على ما تذكره وتقوله متخوفا من امتداده الى مراحل زمنية شبع بعيدة نرجو ان لا تطول ونتمنى لو ان من مثل ابن خلدون او هو بذاته ان كان قد وضع خاتمة لمقدمته ،ولما لا تفعلها انت ولك المقدرة في ذلك ،وعلى كل نشكر لك تنبيهك ذلك للجميع رافضا وراضيا جامعا وجامحا قابلا وقالبا صمتا وصامطا غالبا وخاملا ساكتا وساهيا ووووو

  • صالح بوقدير

    لابن خلدون نظريته ولكن للشعب قراره فزمان التيه انتهى ولن يصدق ابن خلدون هذه المرة فالتاريخ يصنع بضم الياء ولايصنع بفتحها.