الجُدد والقدامى… البقاء للأفضل
قال المدرب جمال بلماضي إنه راض بالمستوى الذي قدمه المنتخب الجزائري على ملعب نيلسون مانديلا، بعد أن عاد في النتيجة أمام منتخب النيجر الذي يدربه جون ميشال كفالي، حيث كان منهزما بهدف لصفر في الشوط الأول ليعود في النتيجة بهدفين للمخضرمين بونجاح ومحرز.
وبهذه النتيجة، ضمن الخضر بنسبة كبيرة التأهل إلى نهائيات كأس أفريقيا بكوت ديفوار، حيث فاز في اللقاءات الثلاثة التي لعبها، أمام أوغندا، تانزانيا، والنيجر في انتظار اللقاء الرابع المقرر الاثنين أمام النيجر بتونس بداية من الساعة الخامسة مساء.
وعن المباراة، قال الناخب الوطني: “النقطة الإيجابية، أننا أصبحنا قريبين من التأهل بـ 9 نقاط. لقد كانت سيطرتنا عقيمة في المرحلة الأولى مع بعض الأخطاء الفنية، هدف النيجر فاجأنا مجددا بتمريرة في العمق، هذا ما يعني أن كل اللقاءات صعبة، على غرار غانا أمام أنغولا (1-0) في الدقيقة 96.. لقد تلقينا هدفا في الشوط الأول بطريقة مفاجئة، وهو ما صعب علينا المباراة، وأنا دائما أشدد على هذه الوضعيات، فأن تلعب متأخرا في النتيجة أمام منتخب يتكتل في الخلف ستكون معاناتك كبيرة للعودة.. المباراة لم تكن سهلة، وارتكبنا بعض الأخطاء وهذا الأمر عقد مأموريتنا، لكن في الشوط الثاني تحسن الأداء وقمنا بعدة تغييرات ساعدتنا على العودة في المباراة”.
وأضاف: “تمنيت أن يشارك الجدد في ظروف أفضل، ولكن الظروف الصعبة حتّمت علينا الاعتماد عليهم، وقد شاركوا وأظهروا جودتهم الحقيقية وقدرتهم على تقديم الإضافة… كنتُ أتمنّى أن يبدأ مشوار اللاعبين الجدد في مباراة ودّية وليست تصفوية، ولكنّهم كشفوا عن قدرات فنية رهيبة”. وأشار بلماضي إلى ريان آيت نوري وفارس شعيبي وبدر الدين بوعناني.”
وعن المستوى الذي قدمه اللاعبون الجدد، قال: “كنت أريد أن يكون دخولهم في وضعية أفضل، فلا يعقل أن تلعب لأول مرة مع المنتخب وتجد نفسك مطالبا بقيادته لتحقيق الفوز في ظروف صعبة، وأعتقد أنهم يستحقون منا كل الشكر والثناء.. كل اللاعبين يمتلكون حظوظا في المنتخب، المنافسة أصبحت على أشدها، ولاعب مثل حجام لم يأت ليجلس على مقاعد البدلاء، وقد أظهر منذ الوهلة الأولى رغبته في اللعب بصفة منتظمة، وهذا أمر مشجع.. شيء تاريخي أن تتقمص ألوان الفريق الوطني لأول مرة، شايبي يكون في أفضل أحواله عندما يلعب في الوسط كرقم 8، وهذا الأمر ليس من طريقة لعب بلايلي الذي يلعب جيدا على الأجنحة. في مباراة تونس المقبلة أمام النيجر، حجام سيلعب أساسيا، كما أن توغاي سيشارك هو الآخر أيضا.
وتابع: “حتى العائدون كانوا في المستوى، فلاعب مثل بونجاح يعود بعد غياب أكثر من عام ويسجل عودته كانت موفقة، وقد استغنيت عنه سابقا لِأن مستواه الفني كان قد تراجع بِصورة لافتة، وآيت نوري دخل مباشرة في صلب الموضوع وقدم مردودا مثيرا للاهتمام”. وأتم: “اللاعبون يشعرون الآن بارتفاع حجم المنافسة، وهذا سيكون إيجابيا للمنتخب، وأنا أؤكد أنني سعيد من أجل جميع اللاعبين”.
وأثنى بلماضي على الجمهور الجزائري الذي قال: المنتخب يحب المنتخب الجزائري، وتناول وجبة فطور رمضان، بالملعب، أشكرهم على كل ما فعلوه ونعدهم أننا سنكون في المستوى في قادم اللقاءات.. لم أنتظر مجيء الأنصار بقوة إلى الملعب بحكم الصيام، لكن هذا ليس جديدا علينا. الضغط الذي نعاني منه ليس من النتيجة وإنما لإسعاد الأنصار”.
قالوا بعد اللقاء
مهدي ليريس: لم ندخل المباراة كما ينبغي ورد فعلنا كان إيجابيا في الشوط الثاني
“خضنا مباراة معقدة، لم ندخل فيها كما ينبغي، وهو ما كلفنا هدفا من هجمة معاكسة، لكننا نجحنا في قلب الوضعية لصالحنا في الشوط الثاني من خلال تسجيلنا لهدفين، أنا سعيد بالحالة المعنوية التي تسود داخل المجموعة، حيث سمحت لنا بالقيام برد فعل إيجابي وانتزاع نقاط الفوز بالمباراة. ألعب بأريحية على الرواقين سواء من الجهة اليسرى التي خضت فيها مقابلتين من قبل أم الجهة اليمنى مثلما لعبت في هذه السهرة. الجمهور كان رائعا طوال أطوار المقابلة حيث ساندنا من أجل تحقيق هذا الانتصار”.
أنتوني لويس ماندريا:
“مهم جدا انتزاع النقاط الثلاث أمام جمهور رائع. لقد عانينا خلال المرحلة الأولى، إلا أن الفريق أظهر وجها مغايرا في الشوط الثاني. الآن يجب أن نبقى يقظين والأهم هو تحقيق الفوز في هذا اللقاء”.
بن سبعيني: أفضل اللعب كمدافع محوري وأنا تحت تصرف المدرب
قال اللاعب الدولي رامي بن سبعيني بعد لقاء النيجر: “الشوط الأول كان معقدا للطرفين حيث تلقينا هدفا من هجمة معاكسة وهو ما عقد من مأموريتنا. أظن أن اللاعبين الجدد أبلوا البلاء الحسن وقدموا الإضافة عند دخولهم أرضية الميدان. سوف نحافظ على تركيزنا على الهدف المسطر لبلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، وذلك قبل خوض اللقاء القادم ضد نفس الفريق. سوف نطبق تعليمات المدرب وسنحاول انتزاع فوز جديد”.
وكان بن سبعيني قد صرح لقناة وصرح بن سبعيني لقناة 90 Football: “أعتبر نفسي مدافعا محوريا وليس ظهيرا أيسر ولا أريد اللعب على الجهة اليُسرى، في النادي ألعب على الرواق الأيسر، وفي المنتخب الأمر بيد الناخب الوطني إذا أراد إشراكي كظهير أيسر أو في محور الدفاع إذا أراد أن أجلس على مقاعد البدلاء فليس مشكلا، ففي كل مرة أكون مع المنتخب أقدم الأفضل حتى في أصعب الظروف”. كما تحدث بن سبعيني، عن سبب تحوله من منصب مدافع محوري لظهير أيسر بالقول: في بداياتي الاحترافية كنت مدافعا محوريا، وإشراكي على الجهة اليسرى لم أكن الأمر بدأ عندما كنت في صفوف نادي رين، بعد إصابة لاعب الفريق “لودو” حولني المدرب آنذاك لظهير أيمن لعبت في المنصب الجديد بعد عودة اللاعب المصاب وأعجبني مركزي الجديد، بعدها لم أرد اللعب كقلب دفاع أساهم هجوميا لتقديم المساعدة لزملائي، والأمور حاليا تسير في الطريق الصحيح”.
نالوا إشادة الناخب الوطني
بداية واعدة للجدد تشعل المنافسة في بيت الخضر
تركت الأسماء الجديدة التي أشركها الناخب الوطني جمال بلماضي بمناسبة مباراة النيجر في التصفيات المؤهلة لكان ساحل العاج 2024 انطباعا جيدا للغاية، فمن أصل 6 وافدين جدد ضمتهم القائمة، فإن بلماضي اعتمد على 3 منهم، ويتعلق الأمر بالظهير الأيسر ريان آيت نوري صاحب الـ23 ربيعا والذي كان الاسم الوحيد من الملتحقين بصفوف محاربي الصحراء الذي دخل في التشكيلة الأساسية، حيث أظهر لاعب وولفرهامبتون الانجليزي إمكانات محترمة للغاية، وكان من بين أحسن العناصر تنقيطا رغم حداثة التحاقه بالخضر، فريان أدى ما عليه سواء على الصعيد الهجومي وحتى الدفاعي رغم أن الجانب الأخير يعتبر أحد نقاط ضعفه مع ناديه والذي جعل مدربه يجعله على مقاعد البدلاء، ولم يشعر آيت نوري بارتباك البدايات، واندمج بسرعة في طريقة لعب المنتخب وكأنه يحمل قميصه منذ سنوات طويلة، ما جعل المتتبعين يعتبرونه إضافة قوية للغاية في تشكيلة بلماضي، وسيبعث منافسة مشتعلة وقوية مع زميله على الجهة اليسرى رامي بن سبعيني.
ثاني اللاعبين الذين قام الناخب الوطني بمنحهم فرصة الظهور الأول لهم هو نجم تولوز الفرنسي فارس شعيبي الذي أشركه مع حلول الدقيقة العشرين، ولم يخيب فارس التوقعات والآمال، فرغم قصر المدة التي لعبها، إلا أنه أظهر من اللمسات والإمكانات ما يرشحه لأن يكون رقما معقدا وكبيرا في حسابات الطاقم الفني للخضر خلال الفترة المقبلة، واستطاع شعيبي أن يهدد مرمى منتخب النيجر في مناسبتين، وكان وراء التمريرة المفتاحية التي جاء منها الهدف الثاني الذي وقعه قائد الفريق الوطني رياض محرز في د90.
أما ثالث المتألقين من الوافدين الجدد فهو جوهرة نيس الفرنسي بدر الدين بوعناني الذي ترك بصمته في المواجهة وهو الذي يبلغ من العمر 18 سنة، إلا أنه لعب دون أي عقدة، رغم تواجد 40 ألف مناصر في المدرجات، والمنتخب كان متعادلا بهدف لمثله، ومع هذا اندمج ابن مدينة تلمسان في المواجهة بسهولة، ولم يكتف فقط بالظهور، بل ساهم في الفوز أيضا بما أنه قدم تمريرة حاسمة للقائد ومثله الأعلى رياض محرز جاء منها هدف الفوز الثاني.
وينتظر أنصار ومحبو الخضر بشغف رؤية باقي اللاعبين الجدد من اللقاء الثاني أمام النيجر دائما والذي سيلعب بالجارة الشرقية تونس يوم الاثنين القادم بداية من الساعة الخامسة مساء، حيث ينتظر أن نشهد الظهور الأول لكل من لاعب نانت حجام، ولاعب باستيا قيطون خيركوف، ولاعب اتحاد العاصمة زين الدين بلعيد.
مباراة الخضر و النيجر في أرقام
-أصبح بدر الدين بوعناني أصغر لاعب يشارك مع المنتخب الوطني في مباراة رسمية وهو في سن 18 سنة و3 أشهر ونصف، لكن يبقى شريف الوزاني سي الطاهر هو أصغر لاعب في المنتخب الوطني في كل المواجهات سواء ودية أو رسمية، بعد أن شارك في لقاء ودي سنة 1984 أمام غانا و و يبلغ من العمر 18 سنة وأقل من 3 أشهر، وكسر بوعناني رقم حكيم مدان الذي كان ثاني أصغر اللاعبين في تاريخ الخضر في نفس المباراة أمام غانا.
-قام لاعبو المنتخب الوطني بـ727 تمريرة خلال المباراة التي جمعتهم بمنتخب النيجر، وهو ما يوضح استحواذ كتيبة محاربي الصحراء على الكرة، وجاء في المرتبة الأولى الوافد الجديد ريان آيت نوري بـ125 تمريرة، ثم متوسط الميدان نبيل بن طالب بـ103 تمريرة، وحل ثالثا نجم ميلان الإيطالي ورئة الخضر إسماعيل بن ناصر بـ100 تمريرة.
-رغم تراجع مستواه الناجم عن نقص المنافسة إلا أن المدافع المحوري للمنتخب عيسى ماندي لم يفقد أهم خاصية في طريقة لعبه والمتمثلة في نسبة عالية من التمريرات الصحيحة، فلاعب فياريال الاسباني وصل إلى ما نسبته 92 بالمائة من التمريرات الناجحة أمام منتخب النيجر.
-وتضمنت المواجهة أيضا أرقاما أخرى فالقائد رياض محرز كان أكثر اللاعبين صناعة للفرص والتي وصلت إلى ثمان، أما بونجاح فهو الأكثر تسديدا على المرمى بـ5 تسديدات، وكان يوسف بلايلي الأكثر تدخلا على الكرة بـ5 تدخلات، أما آيت نوري فكان الأكثر ربحا للالتحام بـ11 التحاما.