-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في زمن طغى فيه منطق "دير الخير وتصور معاه"

الحاج أحمد معلى… أبو المحرومين ومعيل الفقراء وضحايا السيليكوز

صالح سعودي
  • 4076
  • 4
الحاج أحمد معلى… أبو المحرومين ومعيل الفقراء وضحايا السيليكوز
ح.م
الحاج أحمد معلى

يتذكر سكان باتنة الكثير من الوجوه الناشطة في العمل الخيري، وتسعى إلى مد يد العون للفقراء والمحتاجين في صمت ودون تهويل أو تطبيل، على غرار رجل الأعمال أحمد معلى الذي وافته المنية منذ 5 سنوات، في حمام السخنة بشكل مفاجئ اثر متاعب صحية، لكن لا يزال الكثير يتذكر ويشيد بجهوده ومساعيه ومساعداته التي كان يقوها بها في السر والكتمان، رافضا سياسة الترويج التي بات يمارسها البعض.

وحسب الأستاذ مصطفى جغروري، فإن الفقيد أحمد معلى الذي وافته المنية خريف العام 2013 قد نال قسطا من العلم أهّله لأن يصبح مدرسا في الإبتدائي، ثم ترقى إلى أستاذ للتعليم المتوسط. وبعد سنوات من العمل تخلى عن مهنة التعليم، فشرع في الأعمال الحرة مع أخيه، ويبارك الله لهما في مسعاهما فاستفادا وأفادا، وحسب محدثنا فإن الفقيد أحمد معلى معروف في ولاية باتنة وبسكرة وخارجهما بالكرم والسخاء والعطاء والورع والتقوى، مضيفا بأنه كان لا يمر شهر رمضان إلا وخيره يوزع على المحتاجين، حيث كان يخصص لهم أجرا يتقاضونه شهريا، وحدد منحا لأرامل ويتامى ضحايا صقل الحجارة، كما كان يوزع الأضاحي على المحرومين أيام العيد، وأعان الكثير من المرضى بتكاليف العلاج أو العمليات الجراحية، فهو حسب مصطفى جغروري مقصد كل من له حاجة.، ما جعله يدخل الفرحة على كثير من القلوب، ومسح دموع الكثير من المساكين، وأراح الكثير من الذين يعانون نوائب الدهر، فهو حسب محدثنا بحق أبو المساكين وكافل اليتامى وسند الأرامل وملجأ المتألمين.

من جانب آخر، تقول الباحثة في اللسانيات الأمازيغية خديجة ساعد بأن رجل الأعمال أحمد معلى عملة نادرة في العمل الخيري، وحسبها فإن ثراؤه لم يمنعه من التواضع والعمل في الظل، وكان همه الوحيد هو تحسين أوضاع الناس، لذلك خصص راتبا شهريا لكل عائلات ضحايا السيليكوز، كما خصص سيارة إسعاف تحت تصرف كل مريض بدائرة تكوت، ناهيك عن الورشات المصغرة التي شيدها لتوفير مناصب شغل دائمة للبطالين، وحسب خديجة ساعد فإن الفقيد كان يقدم مساعداته للفقراء والمحتاجين دون تهليل أو تطبيل، وأكدت الأستاذة خديجة ساعد بأن الجميع افتقد ذلك الرجل الطيب الذي مسح دموع اليتامى، وخصص منحا للدارسين ليعودوا إلى الوطن بفكر أكثر استنارة، وسيتذكر الطلبة النجباء التكريمات التي كانت تحثهم على العلم والمعرفة، رغم أن الكثيرون حسب قولها يجهلون مصدر كل هذه الفضائل، ولا يعلمون أن وراءها رجل خير ملأ الحب قلبه ففاض على الجميع.

وإذا كان سكان باتنة وتكوت على الخصوص قد أجمعوا بأن وفاة أحمل معلى منذ 5 سنوات يعد ضربة موجعة لكل المحرومين، بحكم أنه كان معيلا لكثير من العائلات، وبمثابة الأب الحنون لكثير من اليتامى، ناهيك عن عمله في الظل، إلا أن ما يتمتاه الكثير هو أن يكون الفقيد أحمد معلى قدوة للوجوه الساعية إلى فعل الخير بأخلاقياته التي تفرض السر والكتمان، من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين دون تهويل ولا تطبيل، مثلما هو حاصل في السنوات الأخيرة، في ظل طغيان منطق “دير الخير وتصور معاه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • chatri lakhdar

    رحمه الله وأسكنه قسيح جنانه

  • s kuidri

    ALLAH IRAHMOU WA YARHAM MAWTA AL MOUSLIMIN , YA LA LUMIERE DANS SON VISAGE ,CES GENTS ILS ONT TRES BIEN COMPRIS LA VIE.

  • عيساني العربي

    النور ساطع على وجهه. وجه جنة تقبله الله في الصالحين والشهداء والابرار.هؤلاء رجال الخفاء هم من صنع الفرحة لكثير من الحيارى المغلوبين المهمشين ويكفيه فخرا انه كان معلما واستاذا في المتوسط ولما اكرمه الله اكرم الناس.يارب اجعل قبره روضة من رياض الجنة. واحشره مع الابرار والصادقين وانزل على قبره شابيب الرحمة والضياء.هذا ليس مثل الذين يسرقون عرق شعبهم ويطعمون اللصوص والمحتالين.هذا انسان طاهر وخلص لدينه ووطنه.

  • البشير بوكثير برج بوعريريج

    تغمده الله تعالى برحمته الواسعة.