-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

..الحالة مهرودة!

جمال لعلامي
  • 1709
  • 4
..الحالة مهرودة!
ح.م

ارتفع النقاش هذه الأيام حول “المستوى” في المدارس، خاصة بعدما أعلنت وزيرة التربية عن استحداث “نظام مروات” لإصلاح الإصلاحات “التغبوية” الفاشلة، والحقيقة أن مع بن غبريط كلّ الحقّ، فالتلاميذ فعلا لا يستوعبون ما يقرؤون ولا يفهمون المنطوق، ولا يتحكمون في اللغات والرياضيات، لكن أين هو المشكل، ومن يتحمل المسؤولية، وأين هو الحلّ؟
صدق من قال “كانت باينة تخلاص كيما هاك” (..)، فالأستاذ لم يعد يكلف نفسه عناء تعليم التلميذ في القسم، بل أصبح يوجه لومه إلى الولي إذا قصده شاكيا، حيث يردّ عليه بمعزوفة: “قرّوه في الدّار”، وإذا نجا الوليّ من هذا القصف، فإن المعلم سيوجّهه إلى “المستودعات” التي كانت تربى فيها الأرانب، من أجل تسجيل ابنه “الفاشل” داخل القسم، في قائمة الدروس الخصوصية !
قد يكون هؤلاء التلاميذ ضحايا لأولئك الأساتذة، وهذا النوع من المعلمين هم أيضا ضحايا لمنظومة تربوية وجامعية، أصبحت تنتج كفاءات بشهادات على المقاس، وتضمن الفرق الشاسع بين النظري والتطبيقي، ولذلك اتسعت الهوّة بين التلاميذ والأساتذة، ولم تعد المدرسة سوى “شرّ لا بدّ منه”، بعيدا عن شعار “التعليم إجباري ومجاني” !
“كانت باينة تخلاص كيما هاك”، فالأستاذ الذي يُجلس من يراهم “فاشلين” في الصفوف الخلفية داخل القسم، حتى “يتهنى” منهم، ثم إذا اشتكى أولياؤهم، وجّههم إلى الدروس الخصوصية، وهذا إن دلّ فإنما يدلّ على أن “الإصلاحات” نجحت في سلخ التعليم من مجانيته، بعدما تورط أساتذة في بيع الدروس، وتورط تلاميذ وأولياء في شراء “النجاح” !
حتى المدارس الخاصة لم تقم بدورها المنتظر، بل إنها في كثير من الحالات حسب اعترافات عاملين ببعضها، وشهادات متمدرسين بها، احترفت بيع النقاط وتضخيمها بالنسبة إلى عدد من التلاميذ “الهاربين” من المدرسة العمومية، ليتمّ فضح مستواهم الحقيقي، خلال الامتحانات الرسمية- (السانكيام والبيام والباك)- حيث تنكشف الخدمة، ويهرول بعض الراسبون إلى التزاحم أمام “مدارس البايلك” من أجل العودة، وكأنها “قهوة سي موح اشرب وروح” !
بالمختصر المفيد، “الحالة مهرودة”، ولا داعي لتبرير العجز والفشل والمهزلة التي تطاردنا جميعا، كوزارة وأساتذة ومفتشين وأولياء وتلاميذ، بمدارس لم تعد للتحصيل، بقدر ما تحوّلت إلى “التبهديل” ونشر الغسيل، وهذا لعدّة أسباب موضوعية، لا يتحمّلها طرف واحد على حساب الأطراف الأخرى، لكن تبقى الوصاية هي المتورط رقم واحد في هذه “الهردة” !
الخوف، كلّ الخوف، أن تصبح حكمة “ألـّي قرا قرا بكري”، مرضا مزمنا، لن يُعالج لا بالدواء ولا بالكي ولا حتى بالزمياطي و”الحروز”، فالذي يحصل في مدارسنا، هو مرآة تظهر عوراتنا، فاستروها يستركم الله !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ماسينيسا

    الحل هو العودة الي المدرسة القديمة المدرسة التي اخرجت لنا العباقرة والعلماء والنخبة الذين يحتلون ارقي المناصب باوروبا وامريكا وروسيا واليابان وغيرها انها المدرسة التي تعلمنا فيخا بحق المدرسة الفرنكفونية مدرسة السبعينات والثمانينات يا سادة

  • نورالدين

    انت استاذ تعليقاتك وطروحاتك تتميز في معظمها بالسطحية والتعويم دون ان تضع الاصبع على الجرح او تقترح الدواء المقنع

  • نبيل

    يعطيك الصحة

  • صنهاجي قويدر

    حدثنا التارخ عن افراد من امم اخرجوا تلك الامم من ظلمات الجهل و من اوضاع مزرية الى سعة في الدنيا ، فمن شجاعة وحنكة قطز الى حكمة ابن باديس مرورا بابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب تتوالى الرجالات بالعبقرية وفن الخروج من عنق الزجاجات ، اما في ايامنا فقد شحت الارحام ان تلد مثل اولئك فجحافل المعلمين همهم بطونهم ، ولو فهموا الاستراتجيات الدولية في المغالبة وتعطيل الخصم على بلوغ المرمى لخاضوا حربا علمية تحترق فيها الذات وتعلو التضحيات ، بدل الاتكاء على لوم الوصاية والتلذذ بالنوم العميق الذي لا يصحوا صاحبه الا على وقع الترقيات المزيفة و المادة الفانية